"الكنافة والقطايف".. حلوى رمضانية لها تاريخ
  • Posted on

"الكنافة والقطايف".. حلوى رمضانية لها تاريخ

يتميز شهر رمضان المبارك، بالعديد من الطقوس والعادات الموروثة عربيًا ليس فقط على مستوى مظاهر الاحتفال بقدومه، بل امتدت لتشمل عددا من الأكلات التي اشتهر تقديمها على موائد الإفطار والسحور الرمضانية، أشهرها على الإطلاق حلوى "الكنافة والقطايف". وتُعد "الكنافة والقطايف" واللتان دائمًا ما يرتبط اسمهما ببعض، من أقدم الأكلات التي عرفها المسلمون وتوارثوها عبر الأجيال خاصة في مصر وبلاد الشام، إذ أن للأكلتين تاريخ طويل قد لا يعرفه البعض. الروايات تعددت حول بداية ظهور كل منهما، ولكن الأكيد أن القطايف كانت سابقة على الكنافة في الاكتشاف، حيث يعود ظهورها إلى أواخر العهد الأموي وأول العصر العباسي، وفي روايات أخرى تعود إلى العصر الفاطمي. ويرجع إطلاق اسم "القطايف" على تلك الحلوى إلى العهد المملوكي، حيث ذهبت روايات إلى بداية ظهورها في ذلك العصر، حينما قدمها أحد صناع الحلوى كفطيرة محشوة بشكل جميل مزينة، ليقطفها الضيوف ومن هنا اشتق اسمها "القطايف". وتتكون "القطايف"، من فطيرة أو عجينة سائلة، تصب في القمع الذي ينسكب منه السائل على صينية مصنوعة من حجر الزهر، وتُخبز في فرن معد خصيصاً لها مرتفع عن الأرض بنحو 40  سم، وتتنوع أحجامها فمنها ما يصل قطره إلى 8 سم، وهي أكبرها، ويتحكم صانع العجين في قطر قطعة القطايف بحسب الحاجة، حتى 5 سم وهو أصغر الأحجام وتسمى "العصافير"، وتقدم بأصناف مختلفة من الحشو، إما مشوية أو مقلية أو نيئة. أما الكنافة، التي كانت تعرف قديمًا بزينة موائد الملوك والأمراء، فتتبارى معظم البلدان العربية في محاولة إثبات نسبها إليهم، فبالعض يقول إن صانعي الحلوى من الشوام هم أول من اخترعوها لتقديمها إلى الخليفة معاوية بن أبي سفيان، في وقت ولايته على الشام، بناءً على وصف الطبيب له عندما اشتكى من شعوره بالجوع في نهار رمضان، فوصفها له لتمنع عنه الجوع، حتى ارتبطت باسمه وأطلق عليها "كنافة معاوية". وذهبت رواية أخرى، إلى أن المصريين عرفوها قبل أهل الشام، وذلك عند دخول الخليفة المعز لدين الله الفاطمي القاهرة في شهر رمضان، فخرج الأهالي لاستقباله بعد الإفطار يحملون الهدايا له ومن بينها الكنافة كمظهر من مظاهر التكريم. ورغم تعدد الروايات في بداية الظهور، إلا أن كل دولة ابتدعت طريقة خاصة بها في تقديم تلك الحلوى، فيقدمها المصريون محشوة بالمكسرات ويتم إعدادها في صوانٍ كبيرة يُضاف إليها العسل ثم يتم تقطيعها إلى قطع صغيرة وتقديمها للضيوف، فيما يشتهر الشوام بتقديم الكنافة المحشوة بالقشدة، بينما تعتبر الجبن النابلسية التي تتميز بجودتها العالية أحد المكونات الرئيسية للكنافة عند أهل نابلس حيث تشتهر "الكنافة النابلسية" التي يضاف إليها السمن والسكر والفستق الحلبي، أما أهل مكة المكرمة فيقدموها محشوة بجبن خالي الملح وهي المفضلة عندهم عن بقية الأنواع. وتطورت طرق تقديم الكنافة عبر التاريخ، وتبقى بلاد الشام هي الأشهر في ابتكار أشكال جديدة مختلفة للكنافة خاصة، فابتكروا منها "المبرومة، والبللورية، والعثمانية، والأصابع، والمفروكة".