يحتفل العالم في 29 أبريل من كل عام باليوم العالمي للرقص منذ العام 1982. لكن الرقص كفن معترف به، أقدم بكثير من ذلك.  ذكرت دراسة تاريخية أن الفراعنة كانوا أول من أنشأ في الشرق، مدارس لتعليم الرقص وفنونه منذ آلاف السنين. وتحتوي المعابد والمعالم الأثرية لملوك مصر القديمة على عشرات الشواهد التاريخية التي تؤكد أن المصريين القدماء عرفوا الاستعراضات الراقصة، وأنشأوا مدارس لتعليم هذا الفن تابعة للمعابد. لذلك، حين نحتفل باليوم العالمي للرقص، ونتحدث عن تاريخ الرقص في العصر الحديث، لا بد من ذكر أيقونات الرقص الشرقي في زمن الفن الجميل. راقصات كن وما زلن رمزاً للإبداع والأداء الجميل. نعيمة عاكف هي فتاة السيرك التي أصبحت من أشهر نجمات الاستعراض الغنائي. ولدت في مدينة طنطا عام 1929. كان والدها يمتلك سيركاً لتقديم العروض الأكروباتية، التي كانت تجيدها. وأصبحت النجمة الأولى للفرقة. لكن شاء القدر أن يخسر والدها كل ما يملك. فانتقلت حينها مع أسرتها للعيش في القاهرة. بدايتها الفنية قدمت نعيمة فن الأكروبات في الشوارع، إلى أن شاهدها مصادفةً الفنان على الكسار. كانت حينها تقدم أحد العروض الاستعراضية. وطلب منها أن تعمل هي وشقيقاتها في فرقته. انضمت بعد ذلك إلى فرقة بديعة مصابني، وقدمت رقصة الكلاكيت التي أبهرت الجمهور. قدمها المخرج أحمد كامل للمرة الأولى كراقصة فى فيلم ست البيت. توالت بعدها الأعمال الفنية الناجحة مع زوجها المخرج حسين فوزي. وهو قدمها في فيلم العيش والملح عام 1949. ثم أسند إليها الكثير من البطولات في مجموعةٍ كبيرةٍ من الأفلام الاستعراضية. قدمت في هذه الأفلام نعيمة عاكف نوعاً جديداً من الرقص، الذي يجمع بين فن الأكروبات والرقص الشرقي والغناء. من هذه الأفلام: لهاليبو، النمر، يا ​​حلاوة الحب، بحر الغرام، تمر حنة، مليون جنيه، نور عيوني، أحبك يا حسن، وبابا عريس، الذي يعتبر أول فيلم مصري بالألوان، وغيرها من الأفلام الاستعراضية الناجحة. أحسن راقصة  عام 1956 سافرت نعيمة مع البعثة المصرية إلى الصين لتقديم أوبريت بعنوان يا ليل يا عين. وفي عام 1957 سافرت إلى موسكو لعرض رقصاتٍ استعراضية تحت اسم مذبحة القلعة، ورقصة أندلسية. صُنفت نعيمة عاكف كأحسن راقصة في العالم. وتفوقت على راقصات من 50 دولةٍ مشاركة في مهرجان الشباب العالمي في موسكو عام 1958. على الرغم من أن حياة نعيمة عاكفة كانت قصيرة، لكنها قدمت للسينما المصرية، والرقص الشرقي أفلاماً تركت بصمةً واضحة، يتذكرها الكثير من الجمهور حتى اليوم. فراشة الرقص الشرقي اسمها الحقيقى هو زينب خليل إبراهيم. ولدت عام 1922 في محافظة بني سويف في مصر. جمعت سامية جمال بين أصالة الرقص الشرقي، والحركات الخفيفة للرقص الغربي. ولأنها تميزت بخفة حركتها ورشاقتها، استحقت عن جدارة لقب فراشة الرقص الشرقي. وهي من أبرز الراقصات اللواتي قدمن أعمالاً فنيةً متميزة. بدايتها الفنية بدأت سامية مشوارها الفني مع فرقة بديعة مصابني. وكانت تقدم الرقصات الجماعية. عام 1943، بدأت العمل في مجال السينما مع الفنّان فريد الأطرش. وقدّمت على ألحان أغنياته أشهر وأجمل رقصاتها. وصفها النقاد بأنها الفنانة الشاملة التي تجمع بين موهبة التمثيل، والرقص الشرقي والغربي. شاركت سامية جمال في الفيلم الفرنسي علي بابا والأربعين حرامي. وهو الفيلم الذي صور في المغرب سنة 1954، وقدمت من خلاله عدة رقصاتٍ استعراضية. في السبعينيات اعتزلت الفن لسنوات، ثم عادت مرةً أخرى إلى الرقص في منتصف الثمانينيات. لكن سرعان ما عاودت الاعتزال مرةً أخرى. حتى وفاتها في 1 ديسمبر عام 1994. تحية كاريوكا ولدت بدوية محمد كريم علي السيد، المشهورة بتحية كاريوكا، في مدينة الإسماعيلية عام 1919. كانت بدايتها في عالم الفن والرقص مع الراقصة محاسن محمد التي اكتشفت موهبتها، وجعلتها تنضم إلى فرقة بديعة مصابني. لماذا سميت كاريوكا؟ سميت كاريوكا نسبةً للرقصة البرازيلية المشهورة رقصة الكاريوكا. كانت بداية تلك القصة عام 1940 عندما رشحها الفنان سليمان نجيب لتقديم رقصة الكاريوكا بمفردها. وذلك في الفيلم الأميركي الطريق إلى ريو. فارتبط اسمها منذ ذلك اليوم بتلك الرقصة لنجاحها في أدائها. اعتزلت الرقص وتفرغت للتمثيل في منتصف حقبة الخمسينيات من القرن العشرين، تركت تحية كاريوكا الرقص من أجل التفرغ للتمثيل في السينما. على الرغم من أسلوبها الفريد في الرقص الذي وضعت قواعده، وحمل بصمتها الخاصة. قامت كاريوكا ببطولة عددٍ كبيرٍ من الأفلام البارزة في تاريخ السينما المصرية. منها: لعبة الست، شباب امرأة، خلي بالك من زوزو، أم العروسة، وداعاً بونابرت، السقا مات، وغيرها من الأعمال الناجحة. ومثلت عدداً من المسرحيات مع الفنان إسماعيل يس. وأسست فرقتها المسرحية مع زوجها السابق الفنان فايز حلاوة. توفيت تحية عام 1999 عن عمر ناهز 80 عاماً.   نجوم لم يفرقهم الفن [vod_video id="SLFRLEO5bbBFkADsAL45Cw" autoplay="1"]