جسدها الممشوق، وشعرها الأشقر، وضحكتها الرنانة، وجمالها الساحر، وأدائها الرائد، ألصقوا بها جبراً لقب لطالما أعلنت عن كرهها له وهو "ملكة إغراء الشرق الأوسط"، إنها النجمة هند رستم، التي تحل اليوم الذكرى الخامسة لرحيلها عن عالمنا. ومن الصعب أن تصدق أن هذا الوجه المبهج، والبسمة التي لا تفارق الشفاه، يخفيان خلفهما مآسي ومعاناة، بداية من طفولة صعبة، مروراً برحلة نجاح صاحبها الشقاء، وحتى الموت في عزلة. 1- ولدت النجمة هند رستم عام 1929 في حي محرم بيك بالإسكندرية، وسط أسرة أرستقراطية، شاركت في تكوين شخصيتها المتفتحة، وعقلها المستنير، والمختلف كثيراً عن بنات جيلها، خاصة أن الحي الذي نشأت به يقطن بداخله الطبقة الأرستقراطية والجنسيات المتعددة. 2- ترعرت وسط أبويها، إلا أن مشاكلهما الزوجية كانت تزداد يوماً بعد يوم، لتشكل مرحلة هامة في حياة الفتاة الصغيرة، إلى أن انفصلا عن بعضهما. 3- انتقلت هند رستم مع والدها إلى القاهرة، وعاشت مع زوجته الجديدة التي أساءت معاملتها، وكانت تضربها وجعلت حياتها "سلسلة من العذاب المتكرر"، إلا أن ذلك –وفقا للفنانة الراحلة- زادها قوة وصلابة، ولم تطق العيش معه، ورحب بها زوج والدتها إلا أنه كان يضايقها فتركت بيته أيضاً.   4-قادتها الصدفة إلى مكتب شركة "الأفلام المتحدة"، لتقوم بأول دور لها حيث عملت "كومبارس صامت" وراء النجمة ليلى مراد، في فيلم "غزل البنات"، وغنت ضمن ضمن الفتيات وراء الفنانة الكبيرة في مشهد أغنية "اتمخطري واتمايلي ياخيل". [vod_video id="R6evyghu2poOpyQHWkib6w" autoplay="1"] 5- يظن البعض أن جمال هند رستم ساعدها في الوصول للنجومية سريعاً، إلا أنها أكدت في أحد حواراتها أنها أخذت السلم من الدرجة الأولى حيث نطقت جملة أو اثنتين على الأكثر في فيلم "أزهار وأشواك" عام 1947 من بطولة مديحة يسري ويحيى شاهين، وظهرت في مشهدين فقط في فيلم "الروح والجسد" عام 1948 من بطولة محمد فوزي. 6-واشتركت "مارلين مانرو الشرق الأوسط" في 18 فيلماً على مدى ثمانية أعوام، لم تنطق خلالها سوى جملتين أو ثلاثة بالكثير، ولكنها لم تخجل إطلاقاً من ذلك وإنما علقت بجملة واحدة: "صدقوني ما يأتي سريعاً يذهب أيضاً بسهولة". 7-وقالت في أحد حواراتها: "جاءت علي أيام لم أجد فيها ثمن كوب اللبن لابنتي.. وفكرت أن أخطف علبة لبن من إحدى الصيدليات، وليكن ما يكون.. وفجأة طلبني ريجيسير لعمل دور كومبارس بعشرة جنيهات".  8-انطلقت بعد ذلك هند رستم تغزو السينما، بأدوارها المختلفة وأدائها المتألق، لتقدم 123 فيلما بين الكوميديا والإغراء والميلو دراما والشر، ومن النقيض إلى النقيض، فهند رستم التي تألقت في دور الراقصة في فيلم "شفيقة القبطية"، هي التي جسدت دور "الراهبة". [vod_video id="ToxO2KCgbKCSxDbiMwmEAQ" autoplay="1"] 9-قاطعها والدها 15 عاماً، بسبب رفضه لدخولها الوسط الفني، ولم يتصل بها إلا حينما تزوجت الدكتور محمد فياض.  [vod_video id="PEhMT7BeNd0l3MaJdqtWw" autoplay="1"] 10-ضحّت هند رستم بمجدها وتاريخها السينمائي الضخم في أوج شهرهتها بسبب حبها لزوجها الطبيب الراحل محمد فياض، قائلة: "كان من الصعب أن يرجع من عمله المرهق طول اليوم ويسأل عنى فيجدني في الأستوديو، فشعورا مني بأهمية مهنته وضرورة توفير الجو المناسب لراحته بالمنزل قررت اعتزال الفن تماماً". [vod_video id="an1ZqTTAhqC3zDWO53soag" autoplay="1"] 11- رحلت النجمة عن عالمنا في هدوء تام، مثلما عاشت سنواتها الأخيرة في هدوء، بعدما رحل زوجها، لتعيش في منزلها وحيدة، خاصة وأنها لم تحب يوماً الاجتماعيات، حتى أن صديقاتها كانوا صديقات زوجها فقط.