مُعجزات يُخلّدُها التاريخ "ومن قال إنَ عصر المعجزات قد انقضى"
  • Posted on

مُعجزات يُخلّدُها التاريخ "ومن قال إنَ عصر المعجزات قد انقضى"

ومن قال إن المعجزات قد انتهت. فالمعجزات توجد دائماً بوجود قلوب حانية تُعطي الخير في أوان من ذهب لمن يحتاج عطفاً وحناناً، لمن يشعر بأن الدنيا قد أسدلت ستارها الأسود عليه. فتأتي يد بيضاء تُبدِد السواد وتُحولهُ إلى عزيمة وإرادة ونجاح وسعادة. ومن هُنا تبدأ قصة آن سوليفان، فمنذ سنوات مضت وبالتحديد في 14 أبريل 1866 في فيدنج هيلز بولاية ماساتشوستس الأمريكية، ولِدت الطفلة (آن)، وهي البكر لأسرة من المهاجرين الأيرلنديين الفقراء. فقدت أمها وهي في سن التاسعة بسبب مرض السل. لم تتوقف معاناتها هنا، بل وللأسف كان والدها مدمناً للكحول، ومما زاد الطين بلة هجراته للبيت بعد عام من رحيل الأم، وترك الأطفال في مواجهة مباشرة مع القدر المجهول، لتُصاب (آن) بمرض نادر يُدعى بالتراخوما، فتصبح شبه عمياء، انتقلت إثرها لملجأ للأيتام وتربت مع أخيها الصغير جيمي إلى أن توفي هو أيضاً.في سن الرابعة عشرة من عمرها انتقلت (آن) لمدرسة بيركتز للمكفوفين في بوسطن، تعلمت هناك استخدام أبجدية الأيدي وقراءة النصوص المكتوبة بطريقة برايل، وكانت سريعة التعلم. ثم استردت جزءاً من بصرها بعد عملية أجرتها، وبعد ست سنوات أنهت دراستها في مدرسة بيركنز، بعد فترة كان قدرها يقودها لتُنير شمعة في حياة فتاة صماء بكماء عمياء تُدعى هيلين، وحينها قطعت آن سوليفان على نفسها وعداً بأن تُساعد هذه الفتاة، وتُخرجها من الظلام الدامس الذي تقبع فيه إلى النور الذي يُضيء لها دروب الحياة، وفعلاً لسنوات طويلة كانت (آن) منبعاً للمهارات التي لم تبخل بها أبداً على هيلين كيلر، ونقلتها لها عن طريق اللمس. ولولاها لما كانت هيلين كيلر معجزة في تاريخ الإنسانية تقول هيلين كيلر في كتابها Teacher والذي تكلمت فيه عن رفيقة دربها ومعلمتها آن: «كم كانت قريبة إلى نفسي، لدرجة أنني نادراً ما أفكر في نفسي بمعزل عنها، ولا توجد في داخلي موهبة أو أمنية أو متعة إلا أيقظتها بلمستها الحانية».وفي تاريخ 20 أكتوبر 1936، المكان منزل (آن سوليفان) توفيت في بيتها الصغير في فوريست هيلز بنيويورك، (آن) وبقي درسُها على قيد الحياة درس عظيم، مفادهُ أن المعجزات ليست مستحيلة إن كانت معها الإرادة القوية والتصميم على تخطي الحواجز.