"الثلاثاء الكبير" أعلن بداية جديدة للولايات الأمريكية، وسياسة مختلفة تماماً، بعدما فاز المرشح الأمريكي دونالد ترامب، على غريمته المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون بـحصوله على 274 صوت، مقابل 218 للمرشحة الخاسرة، ليصبح "ترامب" الرئيس الـ45 للولايات المتحدة. وعلى الرغم من أن الكثيرين توقعوا أن تفقد أمريكا لقب "السيدة الأولى"، لجزمهم بفوز "كلينتون" بل وبدأت وسائل الإعلام تطرح لقب زوجها بعد فوزها، إلا أن أصوات الأمريكيين مدت اللقب إلى عارضة الأزياء ميلانيا كناوس، وزوجة المرشح الفائز "ترامب". ورغم أن لقب" السيدة الأولى" لا يعتبر منصبا منتخبا، فقط لقب شرفي، لا يحملها أي واجبات أو مسؤوليات، لكنه لقب يدخل صاحبته التاريخ ويخلد اسمها طويلا، وهناك بعض السيدات الآوائل اللاتي أثرن في الشعب الأمريكي وربما العالم أجمع، فمن هن أشهر سيدات البيت الأبيض؟ مارثا واشنطن أول "سيدة أولى" للولايات المتحدة الأمريكية رغم أنها لم تحصل على لقب "السيدة الأولى " في حياتها حيث لم يكن أقر رسمياً حينها، وإنما لقبت به بعد وفاتها، وكانت تلقب في حياتها بـ"ليدي واشنطن" لكنها تظل زوجة أول رئيس للولايات المتحدة، وتكتسب شهرة وأهمية بفضل اسم زوجها "جورج واشنطن" الذي يعد أحد المؤسسين للولايات المتحدة، ويعود له اسم العاصمة الأمريكية "واشنطن" وهو الذي أنشأ منصب الرئيس، وتوضع صورته على العملة الأمريكية. وكانت مارثا مثال حي للمرأة في القرن الثامن عشر حيث تولى زوجها الحكم الأمريكي منذ عام 1789 حتى عام 1797، وساندت "مارثا" زوجها في كل مراحل حياته حتى وصوله للرئاسة. آنا إلينور روزفلت زوجة الرئيس فرانكلين روزفلت وهي صاحبة لقب "السيدة الأولي لأطول فترة " حيث أعيد انتخاب زوجها أربع مرات متتالية واستمر في الحكم منذ عام 1933 حتى   1945، ولكن بعيدا عن دور زوجها في التاريخ الأمريكي تعتبر زعيمة سياسية أمريكية كان لها تأثير نشط في مجال الحقوق المدنية. ويعود الفضل إلى آنا روزفلت في استيعاب الدور الاجتماعي للسيدة الأولى حيث قامت بعقد المؤتمرات الصحفية، والسفر إلى جميع أنحاء البلاد، وقدمت المحاضرات والبرامج الإذاعية، كما كان لها عمود صحفي ثابت. وعملت روزفلت على مساندة الدفاع عن حقوق السود، وبعد وفاة زوجها، عينها الرئيس ترومان عضواً في أول وفد أمريكي، يشارك في اجتماعات الأمم المتحدة، ثم ترأست للجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة. جاكلين كينيدي  أو "جاكي" تعتبر أشهر سيدة أولى للولايات المتحدة، زوجة الرئيس جون كينيدي، ورغم أنها لم تحمل لقب السيدة الأولى طويلا، وإنما فقط  لمدة عامين حيث اغتيل كينيدي في الحادثة الشهيرة، لكنها استطاعت أن تصنع صورة غير تقليدية للسيدة الأولى في البيت الأبيض، أبهرت العالم بأناقتها وصدرت صورة راقية وقوية للمرأة الأمريكية في الستينات. l46es5belGgF0I5GfAqg ولعبت أثناء حكم "كينيدي" دورا مهما في مجال الفنون، وحمايتها للمعمار التاريخي كما أنها تعد رمزًا في عالم الموضة، وإحدى أيقونات الستينيات في العالم أجمع وليس داخل الولايات المتحدة فقط، ومازالت قصة حياتها تمثل مصدر إلهام للسينما العالمية وكان أخرها فيلم جاكي من بطولة ناتالي بورتمان والذي عرض في مهرجان كان الماضي. إليزابيث آن بلومر فورد تعرف بـ"بيتي فورد"، واستمرت سيدة أولى من عام 1974 حتى 1977، وهي زوجة الرئيس جيرالد فورد أول نائب رئيس يصل للرئاسة دون ترشيح وانتخابات حيث تولى منصب الرئيس إثر استقالة ريتشارد نيكسون بسبب فضيحة ووتر غيت، ورغم ذلك تمتعت بيتي بشعبية كبيرة وسط الأمريكيين. كانت ناشطة في مجال الاجتماعي، ويعود لها فضل كبير في رفع التوعية بمرض سرطان الثدي بعد عملية استئصال ثديها، حيث شاركت التجربة مع المجتمع وحاولت رفع وعي الأمريكيات، واكتسبت شهرة باعتبارها واحدة من السيدات الأوائل "الأكثر صراحة" في التاريخ الأميركي، كما أنها أبدت رأيها في كثير من القضايا الساخنة في السبعينات منها تعديل قانون المساواة في الحقوق والمخدرات. وأعلنت أنها خاضت منذ فترة طويلة معركة مع إدمان الكحول وأثارت الوعي حول الإدمان وحازت على ميدالية الكونغرس الذهبية وميدالية الحرية الرئاسية. ميشيل أوباما السيدة الأولى حاليا زوجة الرئيس باراك أوباما تحمل اللقب منذ عام 2008، واستطاعت أن تستحوذ على إعجاب الشعب والإعلام الأمريكي حتى أنهم كثيراً ما يقارنوها بجاكلين كينيدي بسبب أناقتها واتجاها العام. ميشيل أوباما تكتسب أهمية في التاريخ الأمريكي باعتبارها أول تعتبر أول "سيدة أولى" من أصول إفريقية، وهي محامية أمريكية لها مساهمات مهمة اجتماعية. ميلانيا السيدة الأولى الأحدث بعد فوز "ترامب"، اتجهت الأنظار للسيدة الأولى ميلانيا ترامب، والتي تعرضت لانتقادات كثيرة، كونها أول عارضة أزياء تنل هذا اللقب، فهل ستغير "ميلانيا" تلك النظرة وتارك بصمتها كنظيراتها السابقات.