من المسؤول عن تحول "تويتر" من موقع للتواصل إلى منبر للإشاعات؟
  • Posted on

من المسؤول عن تحول "تويتر" من موقع للتواصل إلى منبر للإشاعات؟

تحول موقع التدوينات المصغر "تويتر" من وسيلة للتواصل الاجتماعي بين النشطاء من مختلف بلدان العالم إلى أحد أهم منابر نشر الإشاعات، والتي لم يعد ضحاياها يقتصرون عند حدود مشاهير الفن ولاعبي الكرة والسياسيين فقط، إنما امتد الأمر لنشر أخبار كاذبة تمس الأمن القومي للبلاد وتحرض على العنف والفتنة. فعلى من تقع مسؤولة انحراف المسار الذي شهده موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"؟ وهل من ضوابط للحد من خطر نشر الإشاعات عليه وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي؟حول هذه القضية تقول الدكتورة صفاء ندا خبير التواصل الجماهيري بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية: "إن مواقع الإعلام الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها "تويتر" أصبحت بيئة خصبة لنشر الإشاعات نظراً لقدرتها غير المحدودة في نقل وتداول الأخبار في أقل مدى زمني إلى أكثر من مكان في نفس التوقيت.كما أشارت الدكتورة ندا إلى أن لموقع "تويتر" خصوصيته، ففي غضون سنوات قليلة اشتهر من خلاله عديد من الشخصيات التي لم تكن مشهورة من قبل وأصبح لكل منهم عدد كبير من المتابعين الذين يتجه غالبهم لنشر التغريدات من دون التأكد من صحتها، ما يكون سبباً في نشر وتداول الخبر بين أكبر عدد من المستخدمين في وقت قليل، ما يقلل بدوره فرص تكذيبه أو نفيه.ولفتت الدكتورة ندا إلى أن وعي المستخدم والمتابع لابد أن يكون الفيصل في مواجهة خطر تداول الإشاعات وانتشارها بهذا الشكل المكثف، معتبرة الحديث عن فرض ضوابط إعلامية تحكم النشر أمر لن تكون له جدوى على المستوى القريب، ومن ثم لابد من تنمية الوعي الجمعي للمستخدمين والمتابعين بخطر نشر الإشاعات ومواجهتها بنفس الآلية التي نُشرت من خلالها. من جهتها، قالت دكتورة نرمين عبدالسلام الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة: "إن ظاهرة الإشاعات أخذت مكاناً واسعاً في وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة على موقعي "فيسبوك" و"تويتر"، معتبرة أن السبب في سهولة تداول ونشر الإشاعة يعود إلى أن الخبر لا يمر على أي مرحلة من مراحل "الفلترة" التي تتم عبر وسائل الإعلام التقليدية بل يتم نقله بشكل وقتي وبسرعة شديدة، مضيفتة: "من المؤسف أن بعض وسائل الإعلام أصبحت تتخذ من الأخبار والإشاعات التي يتم تداولها على "تويتر" مادة نشر لديها لتحقق من خلالها السبق في ظل منافسات إعلامية شرسة بين الفضايئات والصحف في حصد أكبر عدد من المشاهدين والقراء، ما جعلها أحد العناصر المروجة للإشاعات والأخبار المكذوبة".كما أضافت دكتورة عبدالسلام: "إن نشر الإشاعات عبر "تويتر" وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي أصبح أحد الحيل السياسية التي تتبعها بعض الكيانات السياسية كنوع من الحرب النفسية لخصومها السياسيين"، مُعتبرة أن هذا النوع من الإشاعات يتم بشكل ممنهج ومدروس حتى تتحقق أهدافه المرجوة، مؤكدة أن المتلقي الواعي يدرك هذه الحقيقية جداً ولا ينخدع بها، فيما ينخدع الأقل إدراكاً، ما يسهم في نشر الإشاعة. وشددت دكتورة عبدالسلام على ضرورة توعية المستخدمن بهذه الحقائق مع ضرورة وضع ضوابط صارمة تحد من نشر وانتشار الإشاعات.