مكسيكيّ يترك المحاماة ويهب حياته لإقامة متحف لهاري بوتر
  • Posted on

مكسيكيّ يترك المحاماة ويهب حياته لإقامة متحف لهاري بوتر

يحب المواطن المكسيكيّ آشر سيلفا أنْ يُطلِق على نفسه لقب "المولع بهاري بوتر"، ودخل سيلفا موسوعة جينيس للأرقام القياسية العالمية باعتباره يمتلك أكبر مجموعة من التذكارات المتعلقة بهاري بوتر في العالم.والآن قرر سيلفا /38 عاماً/ أنْ يترك مهنته المحاماة، وأنْ يتفرغ لإدارة متحف هاري بوتر، الذي جمع مكوناته بمنزله الكائن بالعاصمة المكسيكية مكسيكو سيتي.وحوّل سيلفيا حديقة منزله إلى ملعب صغير لممارسة لعبة "كويديتش" الرياضية، التي يلهو بها السحرة والساحرات في روايات هاري بوتر، وتم طلاء أحد الجدران ليبدو مثل مدخل "غرفة الأسرار" التي جاءت في إحدى سلسلة الروايات.ويشير سلّم، يقود إلى جزء خاص من المتحف، إلى الطريق المؤدي إلى "سجن أزكابان"، وهو سجن خياليّ بالروايات مقام على جزيرة ليس لها وجود على الخارطة، ويستخدم لعقاب المجرمين من السحرة.ويقول سيلفا: إنّ المتحف الجديد أقيم بطريقة تسمح للزائر بأنْ يشعر بمجرد "الدخول بقوة السحر التي تمنح الطاقة".وهذه السلسلة من الروايات الحافلة بالأعمال البطولية الخارقة كتبتها المؤلفة البريطانية ج.ك.رولينج، التي نُشر أول كتاب لها عام 1997، واستحوذت سلسلة الروايات على تفكير سيلفا واهتماماته، لدرجة أنه أصبح يُعرف بين أصدقائه باسم "آشر بوتر".ويوضح سيلفا أنه يجد نفسه متطابقاً في شخصيته مع ألدوس دامبليدوري- مدير مدرسة هوجوارتس لتعليم فنون السحر، التي جرى ذكرها في الروايات- وسجّلت موسوعة جينيس عام 2014 مجموعته التي ضمت 3097 قطعة تذكارية متعلقة بهاري بوتر، وضم سيلفا مزيداً من هذه القطع لتتجاوز الآن أربعة آلاف.وقال سيلفا لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. ا) إنه يُمضي حاليا 16 ساعة يومياً في العمل للترويج لمتحفه وتوسيعه وتحسينه، وذلك لتشجيع "الزائرين على القدوم إلى المكان والتمتع بتجربة يحيط بها السحر من كل جانب".وأضاف "عندما بدأت تجميع مجموعتي لم أكن أتخيل أنني سأتوقف عن شراء ملابس لنفسي، أو حتى الذهاب إلى دور السينما والمسرح أو تمضية العطلات في رحلات، لأنّ كل ما أحصل عليه من دخل كنت أخصصه لشراء أشياء وتذكارات تتعلق بسلسلة روايات هاري بوتر.وتابع قائلا "بل إنني تخليت عن مهنتي كمحام لأكرّس وقتي كله لهذه الهواية المحببة إلى نفسي".ويؤمن سيلفا بقوة- مثله في ذلك مثل كل أبطال روايات رولنج- في الصلاح والفضيلة والإخلاص والصداقة.ووقع سيلفا في هوى روايات هاري بوتر عندما رأى أنّ كل هذه القيم تم إبرازها بقوة في مؤلفات السيدة رولنج، وسيطرت عليه مشاعر الإعجاب بهذه الكاتبة، وقال إنه على استعداد لفعل أيّ شيء لمقابلتها.وأعرب عن أمله في "أنْ يمد الله في عمره ليعيش زمناً كافياً ليتمكن من تقديم الشكر للمؤلفة رولنج شخصياً"، وقال "إذا أُتيحت لي الفرصة ووقفت أمامي، فإن الكلمة الوحيدة التي ستخرج من فمي هي شكراً".وتلقّى سيلفا دروساً في اللغة الإنجليزية ليستطيع التحدث إليها إذا ما أُتيحت له الفرصة، غير أنه لم يصل إلى مرحلة إتقان اللغة ليُجرِي بها محادثة.وأمضى سيلفا 15 عاماً في تجميع التذكارات الخاصة بهاري بوتر، حيث تضم أشياء وقطعاً تتعلق بهذا الصبيّ الذي يمتلك قدرات سحرية، وأصبح سيلفا من أشد المعجبين بهاري بوتر بمحض المصادفة عندما أعاره صديق الكتاب الأول من السلسلة وكان عنوانه "هاري بوتر وحجر الفلاسفة".وأوضح تجربته مع الرواية قائلا "إنني لم أبالِ حتى بإلقاء نظرة على محتويات الكتاب، فأنا لست شغوفاً بالقراءة، وفي الحقيقة عندما رأيت غلاف الكتاب غمرني إحساس بأنه لن يعجبني".وقال "ذات ليلة وكنت أشعر بفراغ ولا أجد شيئاً أفعله بدأت في قراءة الرواية، وأنهيتها في جلسة واحدة، ومنذ ذلك الحين أصبحت شغوفاً بهاري بوتر".واكتسب سيلفا سمعة وسط الدوائر الدولية بأنه جامع لكل ما يتعلق بهاري بوتر، وقد رسّخ مكانته الآن لدرجة أنه لم يعد يقبل مزيداً من الأصدقاء على فيسبوك، كما لم يعد لديه الوقت للرد على الأعداد الهائلة من الرسائل الإلكترونية التي يتلقاها من مختلف أنحاء العالم.وأصبح متحف سيلفا مكاناً لالتقاء المعجبين بهاري بوتر المكسيكيين، وكذلك الذين يريدون تقمص شخصيته لأغراض الترفيه عن الناس مقابل المال.ومن الأمور المعتادة أنْ يلتقي الزوار أشخاصاً يماثلون في الشكل هاري بوتر وصديقيه اللذين لا ينفصل عنهما رون ويسلي وهيرميون جرانجر، والسر في ذلك أنّ كثيراً من مرتادي المتحف يحبون أنْ يرتدوا ملابس تجعلهم يشبهون هذه الشخصيات الثلاث.ويظهر زوار آخرون وهم يرتدون ثياب وأوشحة السحرة مثل تلك التي يستخدمها التلاميذ في مختلف فصول مدرسة هوجوارتس للسحر، ويحمل الكثيرون من الزوار عصياً سحرية.وافتتح خورجي مورينو؛ وهو مواطن مكسيكيّ يبيع تذكارات هاري بوتر من خلال الإنترنت؛ متجراً- وهو أول متجر له على أرض الواقع- داخل متحف سيلفا، كما افتتحت إلينا هيرنانديز؛ وهي معجبة أخرى بهاري بوتر؛ فرعاً للكافتيريا التي تمتلكها داخل المتحف، بحيث يستطيع الزبائن العثور على بعض المشروبات والجرعات السحرية المفضلة لدى هاري بوتر وأصدقائه.ومن بين المشروبات التي تلقى رواجاً كبيراً بين الزوار "الجعة بالزبد"، وهو مشروب سحريّ جاء ذكره في الروايات، وهو- وفقاً لما قاله هاري بوتر بنفسه في إحدى الروايات- يُعد أحلى المشروبات مذاقاً التي تناولها في حياته، ويستمتع آخرون بتجربة تأثير "مشروب الحب" أو "دم التنين" أو "بولي جوس"، وهو مشروب سحريّ في الرواية يُمكِّن الذين يتناولونه من تقمص شخصية شخص آخر لفترة قصيرة.وصار هاري بوتر محور حياة سيلفا، وأصبح متحفه أكثر من مجرد مكان يعرض فيه مجموعته.كما باتت هناك ذكريات عزيزة مرتبطة بالمكان، مثل الصورة التي يقف فيها مع أبطال فيلم مأخوذ عن الرواية، وهم هاري ورون وهرميون، التي أعطيت كهدية لسيلفا.وأصبح المتحف أيضاً مكاناً يشيد فيه بذكرى والدته التي توفيت مؤخراً، والتي شاركته أحلامه في افتتاح متحف هاري بوتر.