لهذه الأسباب النساء أكثر تكلمًا من الرجال
  • Posted on

لهذه الأسباب النساء أكثر تكلمًا من الرجال

يعد محرك البحث العالمي "جوجل"، دليلًا عصريًا على انتشار فكرة أن النساء تتكلم أكثر من الرجل، فاذا حاولت أن تكتب جملة "يتكلمن كثيرًا"، ستجده يكمل عنك الجملة. وفي هذا السياق أفردت صحيفة الجارديان البريطانية تقريرا، تحلل فيه صحة هذه الصورة النمطية ضمن خطة وضعتها عن الأسئلة الأكثر بحثًا على الموقع المذكور عبر محرريها المتخصصين. وقامت الصحفية نيشي هدغسون، بمهمة تحليل أصل وفصل الموضوع، فبدأت تقريرها، تقول أننا جميعنا تربَّينا على معتقد أن النساء هن الثرثارات، وأن كلماتهن سواء المهدئة أو المؤنِّبة هي الصمغ الاجتماعي الذي يلحم المجتمعات الصغيرة والعائلات على حد سواء، موضحة أنها فكرة شريرة تقابل الثرثرة، وهي إسكات النساء خوفاً مما قد يقلنه عن الرجال، وهو معتقد درست تاريخه الكاتبة ميري بيرد في كتابها الصادر مؤخراً Women and Power، فوجدته مفهومًا كلاسيكيًا تجسَّد على أكمل وأتمِّ صورة، عندما شاعت ظاهرة الوسم #Me_Too التي أعقبت فضيحة التحرش الأخيرة التي عصفت بهوليوود. وشرحت "هدغسون"، أن منع النساء من الكلام، الذي استمر خلال العصور الوسطى وحتى عصر التزايد الهائل في تعلم الإناث الغربيات القراءة والكتابة، قد استمر حتى القرن الـ20 إلى أن جاءت فكرة موازية أكثر إيجابية لتسود وتنتشر، ألا وهي أن النساء قد يكنَّ بارعاتٍ بالكلمات أكثر لأسباب بيولوجية، حتى إن أبحاث العلم الحديث وجدت الدليل الغريب على أن الفتيات فعلاً قد يجدن سهولة أكثر من الصبيان في اكتساب اللغة. وتساءلت: ترى هل تستطيع فكرة طلاقة النساء وثرثرتهن أن تخضع لمجهر الدراسة العلمية حقاً؟ ومن جانبها عكفت ديبورا كاميرون، وهي واحدة من أبرز علماء الاجتماع اللغوي في بريطانيا، لأكثر من 20 عاما، على دراسة مفهوم الهيمنة الحوارية conversational dominance، فوجدت أن الرجال يهيمنون أكثر في الحوارات التي يختلط فيها الجنسان، ما لم يكن موضوع الحوار مجالاً يفترض أنه من صميم الخبرة النسائية كالعلاقات أو الأطفال مثلاً؛ وليس السبب في ذلك أن صوت الرجال يعلو فوق صوت النساء، بل لأن النساء هن اللاتي يرجعن القول للرجال أكثر، والأكثر من ذلك أنه سواء في المواقف الرسمية أو العمومية، كاجتماعات العمل والمناقشات السياسية ومقابلات التليفزيون فإن الرجال بشكل شبه دائم يتحدثون أكثر من النساء. ويستشهد التقرير بمقولة كاميرون إن هذه مسألة مكانة، فكلما ارتفعت مكانة الشخص الهرمية زاد تحكمه بساحة الحوار، وبالتالي إن شَغل رجال أكثر لمناصب أرفع من النساء يوضح لنا من جديد السبب الذي يجعل أصوات الرجال أعلى وأقوى. وفي منحى آخر يتعلق بالرجال جاء في التقرير أن عملية تضييع الوقت في البرلمان بالكلام المطول غير ذي الصلة بالموضوع، لمجرد منع صدور قانون سياسي؛ هي في الواقع من اختراع الرجال، فكان أول من اخترعها الخطيب كاتو ضد يوليوس قيصر. وكذلك الأمر حقيقة مسجلة في البرلمان البريطاني، أن هذا التكتيك يستخدمه بشكل حصري تقريباً السياسيون الذكور، كذلك كثيرات هن السياسيات الإناث اللاتي لحظن أن من أصعب مظاهر الحياة في مجلس العموم أن تتعلم الواحدة منهن كيف تتحدث بصوت يعلو فوق ضجة وجلبة الذكور. وثمة رأي حالياً يقول إن نشاز وجلبة شكاوى الإناث حول كل شيء، بدءاً من التحرش الجنسي وحتى مساواة الأجور تصم الآذان عن "التوازن" العقلاني لأصوات الذكور. لكن الحقيقة هي أن النساء ببساطة بدأن يلحقن بركب التعبير عن الذات في الميادين العمومية، الذي يشعر الرجال براحة تامة فيه. ووجدت دراسة أجريت في جامعة Brunel & Goldsmith أن معظم الجيوش الإلكترونية الساخرة على الإنترنت هي مكونة من رجال منبوذين مطرودين لديهم نرجسية ومشكلات خاصة بالتواصل وجهاً لوجه؛ وهو أمر مثير على هامش الموضوع. فوراء شاشة كمبيوتر، يشعر الرجال ذوو المكانة الوضيعة بأنهم أكثر أحقية من النساء بمهاجمة الإناث ذوات المكانة الأعلى. وختاماً جاء في التقرير أن النساء عندما يتحدثن بحرية تعبير وبمستوى مشابه للرجال فإن ثمة رأيًا غير دقيق يقول إنهن يتحدثن أكثر من الرجال، وهو رأي يعتقده الرجال والنساء على حدٍّ سواء، لأننا اعتدنا أن نسمع كلامًا أقل من النساء لدرجة أنهن عندما يصلن إلى نقطة التعادل فإن أفكار المستمع التحاملية تتدخل، فنظن أن كلمات النساء ترشنا كزخ المطر. وكما قالت ديبورا كاميرون "إن فكرة أن النساء يتحدثن أكثر من الرجال لَتعبير جيد عن قوة مفاهيمنا في خداعنا حول الحقائق. ما من معتقد حول الاختلافات الجنسية اللغوية يفوق هذا انتشاراً أو قوة، ومع ذلك ليس أي منها يلقى دعمًا من الأدلة المتوافرة". [more_vid id="D6FCpEgHWCG9P6DuASAm7Q" title="الاكتئاب يفضل النساء على الرجال المختصون يكشفون الأسباب" autoplay="1"]