تتعرّض أستراليا، منذ مطلع العام الجاري، إلى كارثة بيئية، أدت إلى نفوق نحو نصف مليار حيوان. وعلى الرغم من خسارة كل هذه الحيوانات، وافق المسؤولون في شمال غرب أستراليا، على قرار إطلاق النار على نحو 10 آلاف جملٍ. يعيشون جميعهم في المنطقة المنكوبة، التي تواجه تحديات ارتفاع درجات الحرارة، وزيادة معدلات الجفاف. وجاء قرار الإعدام الجوي للجِمَال، بعد استماع المسؤولين إلى طلبات السكان، الذين قالوا إنهم رأوا "مجموعاتٍ كبيرة من الجمال وغيرها من الحيوانات، داخل المجتمعات وحولها". وستستمر عملية استهداف الجمال نحو 5 أيام. الجمال تشرب كميّات كبيرة من المياه ونشرت الحكومة الأسترالية، على موقع فيسبوك، بياناً قالت فيه إنه "في ظل الظروف الجافة الحالية المستمرة، التي تشهدها المنطقة، فإن تجمعات الإبل الكبيرة تهدد البيئة والبنية التحتية، ما يلزم السيطرة الفورية عليهم الآن". وقال عدد من الخبراء، وفقاً لما جاء في صحيفة إندبندت الإنكليزية، إن حرائق الغابات الأسترالية تخرج عن السيطرة. وصرَّح أحد المسؤولين، أن الكارثة تسببت في تحويل مساحة 39768 ميل مربع تقريباً إلى أرضٍ قاحلة، وهي مساحة تُعادل 3 أضعاف مساحة إنكلترا. وأكد أن الجمال تسبب "دماراً" إذ تزيد من تفاقم المشكلة. 10 آلاف جمل لا يمثلون سوى 1% وأوضح المسؤول الأسترالي أيضاً أن "رقم 10 آلاف جمل يبدو ضخماً للبعض، لكن بالنسبة إلى المساحة الشاسعة من البرية في أستراليا، فهو لا يمثل سوى نحو 1% من البريّة الوحشية". وأشار إلى أن القيام بهذه الخطوة يعد أمراً ضرورياً للبدء في السيطرة على الكارثة. أيضاً لإنقاذ الحيوانات التقليدية، مثل الكنغر والبابير وغيرها من الأنواع المهددة بالانقراض. فهي تتعرض حالياً لضغوط من قبل الأعداد الكبيرة من الحيوانات، لأنها تتنافس على الطعام والماء. من جانبه، قال متحدث باسم وزارة البيئة الأسترالية، لمحطة "سي بي أس" الأميركية إن "الإبل تسببت في أضرارٍ جسيمة للبنية التحتية، وتشكل خطراً على العائلات والمجتمعات". وأضاف أن "بعض الإبل قد ماتت بسبب العطش أو بسبب دهس بعضها البعض أثناء التنافس على الحصول على المياه". وختم المتحدث، أنه "في بعض الحالات تلوّث الحيوانات النافقة مصادر مياهٍ مهمة ومواقع ثقافية، وهناك ما يقدر بنحو مليون من الجمال الوحشية في أستراليا مع زيادة بمعدل 8% سنوياً". كيف ولماذا نحلم؟ [vod_video id="4bv73f8MwCyN3Wvmfjz53A" autoplay="1"]