كيف جسدت السينما العربية قصص "العائدون إلى الوطن"؟
  • Posted on

كيف جسدت السينما العربية قصص "العائدون إلى الوطن"؟

تناولت السينما لمرات عديدة فكرة السفر والغربة والحياة التي يعيشها الشخص خارج وطنه وفي المقابل أيضا هناك أفلام تحدثت عن إقامة البطل بالخارج لفترة ثم عودته مرة أخرى فهل اختلفت حياته أو نظرته لوطنه؟ هذا ما حاول صناع الأفلام تقديمه بأكثر من طريقة كما سنرى في هذا التقرير:  في أفلام الأبيض والأسود لم يكن من المعتاد السفر والغربة للعمل أو الإقامة لأنها لم تكن فكرة معتادة مثل الوقت الحالي، لكن في حالات معينة أشهرها الدراسة في الخارج يمكث البطل في بلاد الخارج عدة سنوات، ثم يعود لبلده ليصطدم بمجتمعه، كما حدث في فيلم "قنديل أم هاشم" وفيلم "بين الأطلال". "قنديل أم هاشم"  رواية الأديب يحيي حقي تحولت إلى فيلم جسد فيه دور البطولة شكري سرحان "الدكتور" الذي سافر ليكمل تعليمه بالخارج، ثم يعود لمصر ويعمل طبيبا للعيون في حي "السيدة زينب" ويكتشف أن سبب زيادة مدة مرض العيون هو استخدام المرضى لقطرات من زيت قنديل مسجد السيدة زينب،  فيقرر الدكتور تحطيم القنديل حتى يتوقف الناس عما يفعلوه.  هنا يصطدم البطل الذي سافر للخارج، ويرى أن العلم لا يعرف المعتقدات الاجتماعية بأهل حي السيدة زينب، والذين يرون أن الطبيب يهاجم ويتحدى معتقداتهم الدينية، لذلك يحاول شكري سرحان التوفيق بين العلم ومعتقدات المجتمع في نهاية الفيلم. بين الأطلال في رائعة عز الدين ذو الفقار ويوسف السباعي، نرى شخصية كمال الذي يجسده صلاح ذو الفقار الذي يعيش صراع، ليس مع المجتمع بل صراع داخلي فهو خريج "كامبريدج" الذي يأتي إلى مصر ليُدرس في جامعة القاهرة، بعدما عاش سنين طويلة بالخارج وارتبط بسيدة إنجليزية وتأثر بالحياة الغربية من حيث المضمون والمظهر حيث يعتمد "سيجار البايب" طوال الوقت وكأنه يريد أن يذكر نفسه دائما بحياته في بريطانيا. "كمال" يرفض كثير من أفكار المجتمع المصري لكنه فجأة يشعر بالحب تجاه إحدى طالباته في الجامعة، والتي تتميز بروحها المستقلة وذكائها، ويعترف كمال أنه أخطأ عندما قرر الارتباط بالسيدة الإنجليزية ويقرر أن يتزوج من الفتاه التي تنتمي لمجتمعه فيتخلص من صراعه الداخلي.  بينما كانت القصص مليئة بالدراما والصراع في سينما الخمسينات والستينات، نجد الألفية الجديدة تعتمد الكوميديا في تقديم هذه القصص والتي تنتقد الواقع بشكل لاذع أحيانا، فلم يعد البطل يواجه صراع مع التقاليد والأفكار بل أصبح البطل لا يستطيع أن يعيش وسط المجتمع المليء بالفوضى، كما قدمته السينما المصرية واللبنانية. عسل أسود اسم الفيلم يختزل قصته وشعور البطل "مصري العربي" أو  أحمد حلمي، فهو يكتشف أن الحياة في بلده مثل "عسل أسود"، ومنذ اللحظة الأولى نرى مواقف السخرية من البطل الذي يقرر أن يترك أرض الأحلام أمريكا ليأتي إلى مصر بحثا عن جذوره حتى أنه ترك جواز سفره الأمريكي ويتعامل بالمصري. ولكن مصري يصمد على موقفه وحبه لمصر حتى يصطدم بالواقع والمعاملة السيئة بالمطار واستغلال سائقي التاكسي والتلوث والبيروقراطية وإهدار كرامة أحد المواطنين، أمام كل ذلك يقرر مصري إرسال فاكس إلى أمريكا ليرسلوا له جواز السفر الأمريكي وما تتغير معاملته تماما فهو مواطن أمريكي. في نفس الوقت يعيش مصري حياته مع جيران والده، الأسرة مصرية التي تجعله يشعر بدفء العائلة، فيقرر مصري عدم السفر إلى أمريكا. يعد الفيلم من أكثر الأفلام التي استطاعت نقد الحياة في مصر بشكل ساخر وصادق ولذلك حقق الفيلم نجاحا كبيرا. [vod_video id="LiontySxHQZ4HECpQSWEA" autoplay="1"]  أهلا بكم  في لبنان أيضا السينما اللبنانية تناولت فكرة العودة إلى الوطن بعد سنين الغربة بشكل كوميدي من خلال العائلة التي هاجرت منذ سنوات وتعود إلى لبنان ولديها شعور بالحنين للوطن، وأيضا تصطدم هذه العائلة بالواقع منذ لحظة وصولها إلى أرض الوطن حيث تعاني الأم من السعال المستمر بسبب التلوث. يحاول الفيلم نقد الواقع من خلال هذه العائلة التي نكتشف من خلالها لبنان، وتستمر الأسرة في محاولة التعامل مع الواقع والازدحام والضوضاء ورغم كل شي يحاولون الصمود والاستقرار في وطنهم [vod_video id="uro3h3MKrhqLmBeocPFW6Q" autoplay="0"]