كيف تؤثر معايير الجمال على نفسية المرأة؟
  • Posted on

كيف تؤثر معايير الجمال على نفسية المرأة؟

ينشغل بعض النساء بتقدير معايير الجمال ومقاييسه. وقد ساهم انبهار الناس بإطلالات المشاهير، في انتشار هذه الظاهرة. تتساءل المرأة: كيف أحصل على  جسمٍ مثالي؟ أو ما هي الطريقة الأمثل للوصول إلى وزن أو لون بشرة وابتسامة نموذجيين؟ لا عجب، فهذا الحديث قد يسود لقاءات النساء. لكن الغريب أن يسود اعتقاد بأن أحدث الصيحات الجمالية للمشاهير هي المعايير الحقيقية الوحيدة للجمال! كما أن التنمّر على كل ما يخالف إطلالات النجمات رسّخ التفكير بأن هذه النماذج ترسم قواعد الجمال الحقيقي. فهل تبحثين عن معايير الجمال التي تليق بكِ؟ ألا ترين جمالك الخاص الذي يميّزكِ عن الأخريات؟ تابعي معنا البحث في هذه النقاط. الرأسمالية تستثمر معايير الجمال في مختلف الحضارات، أبدعت المرأة في الاهتمام بنفسها وابتكار الخلطات الطبيعية التي تحافظ على نضارة البشرة وصحة الشعر. لكن الحداثة لم تُبقِ على الجمال الطبيعي. فتدخلت القطاعات الرأسمالية للاستفادة من هذا السعي نحو الجمال النموذحي. حتى بدأت بتصدير مقاييسه بما يُدرّ عليها ربحاً. وهو ما يعرض المرأة إلى ضغطِ كبير، من خلال المضايقات بتعليقاتٍ فظة على الشكل أو الجسم، حين تفشل في استنساخ إطلالة النجمات، أو حين تتمسك بشكلها الطبيعي. التكنولوجيا تقضي على معايير الجمال كانت مقومات الجمال تختلف باختلاف العصر والعرق والمكان الذي تعيش فيه المرأة. فجمال الإغريقية كان يختلف كثيراً عن جمال المرأة العربية، ولكل منهما سحرها الخاص. كان القدماء مثلاً يُفتنون بالمرأة العربية ذات الجسد الممتلئ والشعر الأسود الطويل والعينين الواسعتين والبشرة الفاتحة. واستمر ذلك حتى اقتحمت التكنولوجيا عالم المرأة، وتمكنت من فرض هذه المعايير وإبهار كثير من النساء. كما فرض التقدم الحضاري وانفتاح الدول المختلفة، نفسه على شكلها، ليتلاءم مع هذا التقدم، الذي بدأ يصنّف من لا تتبعه بـ"غير الجميلة". تأثير الأفلام ووسائل الإعلام بدأ المجتمع بوضع مقاييسٍ للمرأة الجميلة بناءً على مدى مواكبتها لموضة العصر. ولعبت وسائل الإعلام الدور الأكبر في تصدير تلك المقاييس إلى الناس، لكونها الأكثر انتشاراً والأسرع وصولاً والأقوى تأثيراً عليهم. فأصبحت الأنوثة تُقاس بإطلالة المشاهير في المسلسلات والأفلام وبرامج التلفزيون. وتدرجت إطلالات النجمات من السمنة إلى النحافة الشديدة، مروراً بامتلاء مناطق محددة في الجسم. بالإضافة إلى التلاعب بألوان البشرة وكثافة الحواجب، حتى وجدت المرأة نفسها في صراعٍ نفسي مستمر مع كل موضةٍ جديدة. وباتت تلك المعايير تُشعر المرأة بعدم الرضا عن شكلها بصفةٍ مستمرة. وقد يصل الأمر ببعضهن إلى مرحلة جلد الذات، بسبب شعورهن بالخجل من وزنهن مثلاً. رسائل خفية بصورة دعائية الأثر النفسي السلبي الذي تتركه وسائل الإعلام على نفسية المرأة، ليس كل شيء. إذ يأتي دور عيادات ومراكز التجميل والأندية الرياضية ودعاياتها، التي تحث المرأة على التخلّص من السمنة وتدفعها لنحت الجسد. وبما أن أرباح هذه المراكز تتزايد مع ارتفاع الإقبال عليها، راح معظمها يعتمد في دعايته على بث الوهم في نفس المرأة، وإظهار عيوب في جسمها لإقناعها بالعلاج. وتخاطب بعضها المرأة بأسئلة مهينة مثل: "هل تشعرك علامات السيلوليت بالخجل من جسمك؟ لدينا الحل". إعلان آخر قد يقول: "كوني كنجمات هوليوود باستخدام مستحضرنا". أو "هل تتمنين الحصول على جسدٍ متناسق كملكات الجمال؟ احصلي معنا على شكل الجسم المثالي". تلك الرسائل الخفية تُشعِر المرأة بأنها تفتقد إلى الأنوثة بشكلها. ما قد يدفعها لتحرم نفسها من الطعام عبر الخضوع لحمياتٍ غذائية قاسية قد تضرّ بصحتها. كوني جميلة كما أنتِ قد تُعمي كل تلك المعايير المادية بصيرة المرأة عن حقائق هامة، تتلخص في أنها رمز الجمال كما هي على طبيعتها. لكل امرأةٍ جمالها الخاص الذي يميّزها عن الأخريات. لكن البشر يتأثرون بعوامل الزمن والحياة. كما يتأثر الجسد بالحمل والولادة، وبالمسؤوليات والضغوط النفسية، وبالجهد الذي تبذله الأمهات. لذا، عليكِ بأن تفتخري بما أنتِ عليه. أحبي نفسكِ كما أنتِ.. فهذا حقك الطبيعي لأن جمالك الخاص هو ميزتك. شاهدوا.. كيف تصلون إلى تقبل النفس؟ [vod_video id="74Lm8pMKHOYuQ4go4X1Xg" autoplay="1"]