"كامينيتو ديل ري" .. أخطر طريق تجول في العالم
  • Posted on

"كامينيتو ديل ري" .. أخطر طريق تجول في العالم

تجتذب مدينة مالقة الإسبانية المطلة على البحر المتوسط عشاق التجول من خلال المسار الملكي "كامينيتو ديل ري"، الذي يعتبر أخطر طريق تجول في العالم؛ نظراً لوقوع عدة ضحايا في الوادي السحيق، ولذلك فقد تم إغلاق هذا الطريق لمدة 15 عاماً، وأعيد افتتاحه خلال هذا العام. ويمر مسار التجول الملكي "كامينيتو ديل ري" خلال وادٍ ضيق في مقاطعة مالقة في بلاد الأندلس. وهناك أسباب اقتصادية أدت إلى إنشاء طريق خلال الممر الضيق غير المطروق؛ ففي أواخر القرن التاسع عشر تم تصميم نظام من السدود والمواسير ومحطات توليد الطاقة الكهربائية، وذلك من أجل نقل جزء من مياه نهر "غواداهورس" لإمداد المقاطعة بالطاقة الكهربائية. ولذلك فقد تم إنشاء قناة عبر الوادي، وبعد ذلك تم إنشاء رصيف لصيانة هذه القناة، ولكنه كان بمثابة طريق تجول غير آمن في تلك الأثناء، ولم يكن يتجول بهذه الجبال سوى الرعاة، وقد بدأت أعمال البناء في عام 1901 واستمرت لمدة خمس سنوات، وعندما سار الملك ألفونسو الثالث عشر على هذا الطريق خلال عام 1921، أطلق عليه المسار الملكي "كامينيتو ديل ري". ولكن مع مرور السنوات تساقط الرصيف وأصبح أكثر خطورة بشكل متزايد، ولذلك اتخذت السلطات قراراً بإغلاق هذا الطريق بعد وفاة ثلاثة شبان عام 2000 نتيجة سقوطهم في الوادي، إلى أن تم بناء مسار جديد وإعادة افتتاح المسار الملكي "كامينيتو ديل ري"، وكان النجم الأسباني أنطونيو بانديراس من أوائل الزوار، الذين سلكوا المسار الملكي الجديد. نقطة انطلاق ويصل السياح إلى نقطة الانطلاق الرسمية لمسار التجول "كامينيتو ديل ري" من خلال السير لمسافة قصيرة لمدة 30 دقيقة انطلاقاً من مكان صف السيارات للانتظار الواقع خلف قرية "آرداليس"، حيث يتم تسجيل بيانات السياح، والحصول على خوذة لحماية الرأس من الحصى والأحجار، التي قد يتعرض لها أثناء التجول. ولن يستغرق الأمر وقتاً طويلاً إلى أن يصل السياح إلى منتصف الوادي، حيث يمر الطريق عبر أرضية شبكية تتيح للسياح النظر إلى أسفل إلى عمق يصل إلى 100 متر. وعلى الرغم من وجود الدرابزين، إلا أن بعض السياح يترددون في السير للأمام، ودائماً ما يدعوهم المرشد السياحي يورغن نوله إلى التقدم بجرأة وشجاعة. ويختفي الإحساس بالدّوار لدى معظم السياح بسرعة، ويبدأ الوادي في الاتساع مرة أخرى، وتسلك المجموعة السياحية درب التجول مرة أخرى، ويشاهد السياح خط السكك الحديدية على الجانب الآخر من الوادي، حيث تنطلق القطارات عليه عدة مرات في اليوم بمحاذاة المنحدر وعبر الأنفاق. ويمتد المسار الملكي "كامينيتو ديل ري"، بما في ذلك طريق الصعود، بطول ثمانية كيلو مترات تقريباً، وهذا يعني أن المتجولين يصلون في فترة ما بعد الظهيرة إلى فندق مريح، إلا أن المفاجأة الكبيرة تكون في النهاية، حيث يتنظر السياح الجسر المعلق، الذي يتيح لهم الاستمتاع بإطلالة رائعة على السد. جدران صخرية شاهقة ويطلق المرشد السياحي على مخرج الوادي اسم "لا غارغانتا"، بمعنى الرقبة، حيث ترتفع الجدران الصخرية الشاهقة في مشهد مثير للإعجاب، بحيث ينسى السياح كل المتاعب، التي يعانونها بعد رحلة التجول طوال اليوم. ويضم المشهد أيضاً العديد من القضبان الحديدية الصدأة والثقوب، ولحسن الحظ فإن المسار الجديد يبدو حديثاً تماماً. وبعد ذلك يقترب الجسر المعلق، ويمتد لمسافة 15 متراً تقريباً، ويلاحظ السياح أنه يتحرك ومزود بشبكة تسمح للسياح بالنظر إلى أسفل. وإذا لم يتمكن السياح من التغلب على مشاعر الخوف من المرتفعات، فإنّ المرور على الجسر المعلق يؤدي إلى تعرقهم بشدة. كما يستمتع السياح بنسمات الهواء المنعش والإطلالة البديعة على المنطقة، حيث توجد المنحدرات الصخرية على جانب، بينما يمتاز الجانب الآخر بالوادي الأخضر وخزان الماء، بجوار هذا الجسر المعلق تتدفق مياه الشلال في الوادي. وفي نهاية الرحلة يتأكد السياح أنّ الشهرة السيئة للمسار الملكي باعتباره "أخطر طريق في العالم"، أصبحت جزءاً من الماضي، نظراً لأنه يتمتع حالياً بعوامل الأمان الكافية وأصبح يستحق المشاهدة والزيارة.