كاتبة سعودية تدعو لمواجهة ظاهرة غسيل المعلومات‎
  • Posted on

كاتبة سعودية تدعو لمواجهة ظاهرة غسيل المعلومات‎

طالبت في صحيفة الوطن الكاتبة ميسون الدخيل بأهمية مواجهة ظاهرة انتشار غسيل المعلومات التي لا تقل خطورة عن الجرائم الأخرى كغسيل الأموال والرشاوي والمخدرات والتجارة بالبشر. وقالت ميسون في مقالتها بعنوان "غسيل المعلومات" إنها ظاهرة تهدد المجتمعات؛ لأنها لا تقوم فقط بالعمل على تزييف الواقع أو حتى تغييره، بل أيضا يصل للوعي الجمعي ويضلله بما يقدمه من معلومات مفبركة تؤدي إلى غسيل العقول والتأثير عليها بغرس مفاهيم جديدة تقدم على أنها حقائق ومن ثم تبدأ حملات الهجوم والتأجيج والشيطنة. وتساءلت ميسون عن سبب عدم وجود حملات لمواجهة ظاهرة انتشار غسيل المعلومات، خاصة أنها تحصد الملايين من الأرواح وتدمر المكتسبات المادية وتجر العامة إلى مزيد من السقوط في ظلمات الجهل والتبعية. وتعجبت ميسون من ظهور مقاطع فيديو مجهولة غير معروف إذا كانت صحيحة أو مفبركة، أو العناوين التي تستقطب المشاهد للاعتقاد بأنه لجهة معينة والواقع هو عكس ذلك تماما، وأشارت أيضا في المقالة عن انتشار الصور على تويتر وخوف النشطاء بالمطالبة بالمصدر أو التوضيح. وقالت ميسون: من يجرؤ على مواجهة الطوفان، خاصة إن كان عالميا ليقف ويواجه ويبين أن هنالك شيئا ما غير منطقي بالصورة، ويشتهر صاحب الصورة ومن في الصورة ولا يكلف أحدا نفسه بأن يرجع إلى صفحة أو موقع المصور على شبكات التواصل الاجتماعي فقد يكتشف مثلا بأنه يدعم الإرهاب، بل يمجد الانتحاريين منهم، وليس هذا فقط بل قد يكون له صور مع قاطعي الرؤوس وغيرهم من الإرهابيين، ويتم تجاهل كل ذلك ليصبح صاحب الصورة أيقونة ومصورها بطلا، بل إنه قد يرشح لجائزة التصوير الصحفي. أما عن موقع فيسبوك، فرأت ميسون أنه منبع للمعلومات المفبركة، خاصة تلك التي تنتمي للأحزاب أو المجموعات التي تحمل أجندات سياسية، تخريبية أو إرهابية. وقالت:"كل منهم يفتح له صفحة ويبدأ ببث الأخبار، صادقة كانت أم كاذبة لا يهم فهم متطوعون، يروجون "المخلل" أو "البطيخ" لا يهم، المهم أنهم يدّعون بأنهم لا يتبعون أحدا ولا يستلمون أموالا من أحد، وكل همهم هو إيصال الحقائق التي يتم التعتيم عليها أو لا يستطيع أحد غيرهم الوصول إليها، وهم بدافع الإنسانية يبثونها إلينا لنستيقظ ونتحرك! نعم نتحرك وننقسم ونهاجم، ونلعن ونقذف ونشوه، فالمصدر بات بنظرنا موثوقا والناشر ناشطا يريد تثقيفنا نحن الجهلة." وعن انتشار الخبر او مقطع الفيديو او الصور عبر وسائل الإعلام الرئيسية (MSM)، أوضحت ميسون أن الأمر يبدأ بالتقاط أحد المحررين الخبر من إحدى الوسائل وينشره، ثم تلتقطه وسيلة إعلامية أخرى وتقوم ببعض التغييرات في العنوان فيظهر كأنه خرج من عندها، وتلتقطه ثالثة وقد تضيف إليه بعض البهارات كتقديمه في إطار رؤية أو تحليل، أو قد تعرضه بطريقة يتم حجب الحقائق أو المعلومات المصاحبة ذات الصلة بشكل جزئي أو كلي بحيث تخلق الانطباع مغايرا للواقع، ثم يصل إلى القارئ أو المشاهد في النهاية ويؤمن بمصداقيته ثم يعيد النشر بطريقته عبر مواقع التواصل، وبذلك تتحول المعلومة إلى واقع ويستمر النشر وترتفع معه اعداد الانتشار وترتفع معه المصداقية. وأضافت الكاتبة أن الأهم في الوقت الحالي عدد من قرأ الخبر او شاهده وعدد " اللايكات " وإعادة "التغريدات"، ولايهم المصداقية، حتى وإن صادف وخرج احد يظهر حقيقة الخبر لم توجه الوسيلة اعتذارا أو التنوية عن نشر خبر لم يكن صحيحا. واختتمت ميسون مقالتها بالقول: عندما تنشر وسائل الإعلام الرئيسية معلومة ما يفترض المستقبل بأنهم قد قاموا بكل ما يجب للتأكد من مصداقية الخبر بحيث تتم الغربلة ليظهر فقط الصحيح والموثق، ولكن حين تلتقط معلوماتها دون التدقيق من المصادر تخسر مصداقيتها وتفتح المجال أمام وسائل الأخبار البديلة بالتقدم واحتلال الساحة، بل التحكم بها، وهنا تكمن الخطورة، لأنها المصنع الرئيسي لغسيل المعلومات وتقديمها بصورة تخدم أجندات كل من يريد التحكم بالرأي العام لفرض توجه أو تجييش أو حتى حشد الدعم للهمجية تحت غطاء الإنسانية.