"قطار المشاعر المقدسة".. طفرة تكنولوجية تسابق الزمن
  • Posted on

"قطار المشاعر المقدسة".. طفرة تكنولوجية تسابق الزمن

طفرة تكنولوجية هائلة في منظومة النقل والمواصلات شهدتها المملكة العربية السعودية قبل نحو 7 أعوام، بتنفيذ أحد أضخم المشروعات التي أنجزتها حكومة المملكة طوال الفترة الماضية اختصاراً للوقت والمسافات، وهو "قطار المشاعر المقدسة". [foogallery id="221875"] جاءت فكرة قطار المشاعر المقدسة للتخلص من مشكلة الازدحام، التي كان يعاني منها الحجاج خلال تنقلاتهم بين المشاعر المقدسة بسبب طبيعة المكان والأعداد الهائلة، فالحافلات أعدادها بالآلاف، والمساحة ضيقة، وبعض السائقين يخالفون التعليمات المرورية، إضافة إلى تعطل في الطريق ما يسفر عنه ازدحاماً مضاعفاً، كل ذلك كان له انعكاسات سلبية، تتمثل في بقاء الحجاج داخل حافلاتهم قرابة ست أو سبع ساعات، وهي مدة مرهقة خاصة لكبار السن والنساء. ومع تنفيذ "قطار المشاعر المقدسة" بات الانتقال أكثر سهولة وانسيابية بين المشاعر، وتقلصت مدة التنقل من ساعات إلى دقائق، في وسيلة نقل آمنة ومريحة، وكذا التلوث البيئي الناتج عن عوادم السيارات والحافلات لم تعد موجودة. وبدأت شركة صينية تنفيذ مشروع "قطار المشاعر المقدسة" في 2009، وانتهت منه في وقت قياسي في أقل من 16 شهر، فعمل عليه أكثر من 5 آلاف عامل، ولكنه استغرق ما بين 22 شهرًا من توقيع العقد إلى التشغيل الرسمي. ويبلغ طول خطه الحديدي حوالي 18.2 كم، كما يصل ارتفاع قطار المشاعر المقدسة عن سطح الأرض في بعض المناطق بنحو 8 أمتار وفي مناطق أخرى يصل ارتفاعه إلى 10 أمتار، وذلك لمنع تسببه في عرقلة حركة المشاة أو السيارات التي تنقل الحجاج. ويتكون قطار المشاعر المقدسة ، من 17 قطار، والقطار الواحد به 12 عربة مكيفة، بكل عربة 5 أبواب، مجموعهم 60 باباً من كل جهة، لصعود ونزول الحجاج بكل سهولة ويسر ودون ازدحام، وتستوعب كل عربة 250 حاجاً، 50 جلوساً و200 وقوفاً، بالإضافة إلى عربيتين أمامية وخلفية لتشغيله في الاتجاهين دون عناء. ويتنقل قطار المشاعر المقدسة بين تسع محطات رئيسة في عرفات ومنى ومزدلفة، يمر بثلاث محطات منهم في مشعر عرفات، وثلاثة آخرين في مزدلفة، وبعد ذلك يتوقف في المحطة الأولى في أول مشعر منى، ثم في وسطه، ومحطته الأخيرة تكون عند الدور الرابع في منشأة جسر الجمرات. ويعتبر قطار المشاعر المقدسة من أطول القطارات العالم، يبلغ طول العربة الواحدة 25 مترًا، وينقل في الساعة الواحدة 72 ألف حاج، وبذلك تكون أعلى طاقة استيعابية لقطار بالعالم كله، بسرعة تتراوح ما بين 80-120 كم في الساعة، وتستغرق الرحلة الواحدة بين المشاعر المقدسة بضع دقائق، بعد أن كان يستغرق الحاج ساعات في الوصول لجهته، فتستغرق الرحلة من عرفة لمنى 13 دقيقة، ومن عرفة لمزدلفة 7 دقائق، ومن مزدلفة لمنى 9 دقائق. وفازت وزارة الشؤون البلدية والقروية على جائزة "فيديك" العالمية، وذلك لتنفيذها مشروع قطار المشاعر المقدسة ، واختير من بين أفضل 24 مشروعاً على مستوى العالم خلال الـ100 سنة الماضية، الذي اختير من قبل منظمة الاتحاد الدولي للاستشارات الهندسية "فيديك"، كما حصل على جائزة "فرانس إيدل مان أوارد" من الولايات المتحدة الأميركية لأفضل البحوث التطبيقية والتشغيلية. وفي هذا العام 2016، أطلقت هيئة تطوير بمنطقة مكة المكرمة أول تطبيق "برنامج ذكي" يتم تنفيذه لربط الحجاج بغرفة التحكم الخاصة بمركز السيطرة على الحشود ومتابعة مواقعهم في المخيم وتحركاتهم، وذلك بهدف تنظيم تنقلات الحجاج من المخيمات حتى وصولهم إلى قطار المشاعر المقدسة ، وفق جداول تحركاتهم الزمنية، ويعمل التطبيق بنظام (IOS)، ويحتوي التطبيق على الجدول الزمني لتفويج الحجاج، ويتيح الفرصة أمام الجهات ذات العلاقة للاستعداد للتفويج بحسب الجدول الزمني المحدد لكل فوج، كما تم تزويد قادة التفويج بأكثر من 311 ألف حاج بأجهزة محمولة متنقلة تحتوي على التطبيق. ونقل قطار المشاعر المقدسة ، هذا العام بداية من أولى رحلاته لعرفات الساعة 8 من مساء الأحد 11 سبتمبر، وحتى الساعة 12 من منتصف هذه الليلة، نحو 75,162 حاجًا إلى مشعر عرفات عبر 64 رحلة. ونقل قطار المشاعر المقدسة الحجاج الداخليون من محطات منى الثلاثة (1, 2,3)، اما الحجاج بالخارج بدول الخليج وتركيا وجنوب آسيا، نقلوا عبر 17 قطار، وتبلغ سعة كل قطار 3500 حاج. وأكدت هيئة تطوير منطقة مكة المكرمة، أن عملية نقل الحجاج عبر قطار المشاعر المقدسة بمشعر منى، تتم وفق آلية معينة، لإدارة عملية النقل بكل إنسيابية، كما إن الجهات الأمنية عملت على وضع نقاط فرز بجميع مداخل القطار، لتساعد على دخول الحجاج عربات القطار بشكل منظم.