في ذكرى ميلاد مانديلا.. هكذا يهزم الحب العنصرية.. قصص رومانسية لن تصدقها!
  • Posted on

في ذكرى ميلاد مانديلا.. هكذا يهزم الحب العنصرية.. قصص رومانسية لن تصدقها!

" من هذا اليوم، إلى الأمام، نعلن الأرض شمال مستنقع باسكاجولا، والشرق إلى نهر اللؤلؤ إلى حدود ولاية ألاباما، لتكون دولة "جونز الحرة"، وعلى هذا النحو نعلن هنا ونؤكد المبادئ التالية، لا يجب على الرجل أن يبقى فقيرًا حتى يتمكن رجل آخر من الثراء، لن يخبر رجل آخر ما عليه أن يعيش من أجله أو ما سيموت من أجله، ما تضعونه في الأرض هو لكم حين تحصدونه، لا أحد يمكنه أن يأخذ هذا منكم، كل رجل هو رجل، إذا كان لديك قدمان فأنت رجل، الأمر بسيط". هذا هو ما قاله الممثل الهوليودي "ماثيو ماكونهي" في فيلم "ولاية جونز الحرة"، وهو يعلن عن ميلاد ولاية جونز أو ميسيسبي لاحقاً، وذلك خلال الحرب الأهلية في الولايات المتحدة، حيث كان يؤدي دور المزارع "نيوتن نايت" الذي تصدى للعبودية، وقاد عددا من العبيد المتضامنين معه والمؤيدين لأفكاره، ليخلق مجتمعا جديدًا هو "مجتمع جونز"، ويستمر كفاحه إلى فترة ما بعد الحرب، ويتزوج من فتاة سوداء أحبها رغم مخالفة ذلك للقوانين. قد تبدو قصة "نيوتن نايت" قصة رومانسية مليئة بالمبالغة، ولكن الحقيقة أنها قصة حقيقية، فـ"نيوتن نايت" كان شخصية حقيقية هزمت العنصرية بالحب، وهو مزارع أمريكي وجندي مقاتل في الاتحاد الجنوبي في المسيسبي، اشتهر في التاريخ الأمريكي بقيادته لجماعة "نايت"، وهي عصابة من الهاربين من جيش الكونفدرالية الأمريكية الذي كانوا يؤيدون الحرب من أجل العبودية. الحقيقة أن "نيوتن نايت" وقع في حب امرأة مستعبدة من أصل إفريقي هي "راشيل"، وأنجب منها طفلا، ولكنه في النهاية لم يستطع الزواج منها بسبب قوانين العنصرية في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي كانت تمنع زواج البيض من الملونين، ولذلك سجل "نيوتن" من أجل "راشيل" 16 فدانا من أراضيه الزراعية التي يملكها، لتصبح واحدة من عدة نساء سود قليلات يمتلكن أراضي في الجنوب. [vod_video id="QNbzeRwG2aC42jFluZ6w" autoplay="1"] [rotana_image_gallery rig_images_ids="626066,626067,626068"] قد تبدو قصة "نيوتن نايت" التي جسدها المخرج الأمريكي جاري روس في فيلم أطلقه في 2016 قصة لا تتكرر، ولكن ذلك غير حقيقي فالقصة تتكرر، ولكن هذه المرة مع تغيير الأدوار وفي مكان آخر غير الولايات المتحدة الأمريكية.. هناك عبر المحيط الأطلنطي في بريطانيا تحديداً في منتصف الخمسينات. لم يكن الشاب "أندرو أوجستوس" المهاجر من دومينيكا إلى بريطانيا يعلم أن حياته ستتغير وستقلب رأساً على عقب عندما يقابل "دورين" الفتاة الشقراء الجميلة. [readmore post_link="https://rotana.net/%D8%A7%D9%84%D9%80100-%D9%84%D9%85%D9%8A%D9%84%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%A7%D8%B6%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D9%85%D8%B1-%D9%85%D8%A7%D9%86%D8%AF%D9%8A%D9%84%D8%A7/" ] كان "أندرو" أحد المهاجرين الأوائل من منطقة البحر الكاريبي، في فبراير من عام 1956، وقد كان هذا العصر مليئاً بكراهية المهاجرين، وكانت اللافتات في كل مكان تحمل عبارات "لا للسود، لا للأيرلنديين، لا للكلاب".. كان وقتاً حرجاً. بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، حصل "أندرو" على وظيفة في سيلفريدجز في وسط لندن، حيث عمل سبعة أيام في الأسبوع الواحد لنقل البضائع في مصعد، يقول "أندرو": "لقد حصلت على 5 جنيهات إسترلينية في الأسبوع واستفادوا منا حقًا، اضطررت لدفع جنيهين إسترلينيين في الأسبوع للحصول على سرير في منزل في شمال كنسينغتون مع ثمانية آخرين". في العمل، سرعان ما ظهرت "دورين" أمام عينيه، كانت نحيلة وجميلة مع شعر ذهبي جميل مائج، عملت في قسم الفراء وتفصيل معاطف العملاء الأغنياء المصنوعة خصيصاً، ويضيف: "بدت كالعارضات مع هذا الشعر الجميل، بدأنا الدردشة وكنت معتادًا على الصعود معها إلى سقف المصعد في أوقات الاستراحة". [readmore post_link="https://rotana.net/tv-articles/%D8%A7%D9%84%D8%BA%D9%86%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D9%86%D9%8A%D9%84%D8%B3%D9%88%D9%86-%D9%85%D8%A7%D9%86%D8%AF%D9%8A%D9%84%D8%A7-%D9%84%D9%85-%D9%8A%D9%83%D9%86-%D9%84%D9%8A%D9%86%D9%81%D9%91%D8%B0/" ] قالت لي: "لماذا تستمر في الصعود معي إلى هنا"، وقال: "أنا أحبك.. هذا هو السبب"، ويعلق "أندرو": "كنت محظوظا لأنها قالت إنها تحبني هي الأخرى". على الرغم من أنهما واجها تحيزًا عنصرياً وتمييزًا وعدم موافقة عائلتها، وعلى الرغم من أن مجتمعاتهما المحلية رفضتهما في السنوات الأولى من علاقتهما، فقد ساد حبهما لبعضهما البعض، كان هناك عدد قليل من الأماكن التي كان بإمكانهما الاختلاط فيها دون تحديق، ولكنهما وجدا ناديا "رعاه الطلاب"، حيث اعتاد المغني الشهير "لوني دونيجان" تقديم عروضه، وكانا يرقصان هناك، لم يجدا مساكن تقبلهما، فكره البريطانيين في ذلك الوقت لزواج مختلط كان أمرا طبيعيا، وكان طفلهما بالنسبة لقوانين عصرهما طفلا غير شرعي. تزوج الزوجان في مكتب في أغسطس 1961، وانتقلا إلى شقة في منطقة ستريتهام مملوكة للأقارب، وكانت المساحة ضيقة، وقد قررا عدم إنجاب مزيد من الأطفال، وكانت التضحية كبيرة، واستمر ذلك ثماني سنوات، وهو فارق السن بين كل من ابنيهما "بيني" و"كريس"، يقول "أندرو": "لقد نبذهما الكثيرون". تعاهد الزوجان على عدم خذلان بعضهما البعض في المرض والصحة، كانت تبلغ من العمر 74 عاماً عندما بدأت في الشعور بوعكة صحية وعملت عملية في القلب، يقول "أندرو" إنها كانت خائفة، ويقول ابنهما "كريس"، الذي يساعد الآن في رعاية "أندرو:" "كانت أمي قوية، ورأيتها ضعيفة وغير قادرة على رعاية نفسها"، وأضاف: "لكن أبي كان يحميها جيداً، تولى المسؤولية، لقد كان مصمماً على الاعتناء بها". وقد فعل "أندرو" ذلك حتى وفاتها في يونيو الماضي، فخلال مرض "دورين" الأخير كان معها، وكانت يده الكبيرة والقادرة تهدّهد يدها الصغيرة الرقيقة. يتذكر "أندرو' الصباح الذي ماتت فيه "دورين"، وهي تبلغ من العمر 87 عاماً: "لقد أعطيتها أقراصها وكوباً من الشاي، شربت ثم بدأت بإطعامها، لقد تناولت أربع ملاعق، لكنها لم تأخذ الخامسة"، وأضاف: "فتحت عينيها على نطاق واسع ونظرت إلي، ثم أغلقتها وذهبت، اتصلت بكريس، وقلت له إن أمه قد ماتت". ويقول "أندرو" بمنتهى الحزن: "لا أستطيع أن أنسى كيف بدت لي مع هذا الحب،لم تستطع التحدث، أخبرتها أنني أحببتها، كانت زوجة رائعة وأنا أفتقدها بشكل رهيب". عندما دخلت المستشفى في آخر مرة، لم يصب أحد بالطبع بصدمة الزواج العرقي المختلط لدورين وأندرو، كان موظفو المستشفى- من السود والبيض والآسيوين والقادمين من أوروبا الشرقية- يهتمون بها بمزيج من الاحترافية واللطف الذي كانت تستحقه. ميلاد نيلسون مانديلا: تأتي قصص الحب لتعبر عما طالب به المناضل العالمي نيلسون مانديلا الذي تحل ذكرى ميلاده اليوم 18 يوليو، وهو المناضل الإفريقي والسياسي المناهض لنظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، وكان أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا، انتخب في أول انتخابات متعددة وممثلة لكل الأعراق. [more_vid id="eOtM6AGWehDxAXntKE0g" title="عبدالفتاح جريني وياسمين رئيس في كلمة حب" autoplay="1"]