في عصور ما قبل التاريخ، عاشت على أرضنا مخلوقات ضخمة لعل أبرزها الطيور الوحشية والتي أطلق عليها اسم (التنين). لكن المفاجأة كانت تتجلى بقدرة هذا المخلوق على الطيران رغم حجمه الهائل. وعلى مدى قرن ونصف القرن عاش العلماء في حيرة من أمرهم، إذ كيف تمكنت هذه المخلوقات المخيفة والتي انقرضت منذ ملايين السنين من الطيران؛ حتى توصل العالمان دانيال كسيبكا ومايكل حبيب من فك هذا اللغز. القصة بدأت عام 1983 عندما وجد عمال بناء كانوا يشيّدون محطة داخل مطار تشارلستون الدولي في ولاية كارولينا الجنوبية بقايا لأكبر الأحافير المعروفة باسم (pelagornithidae) والذي يعني الطيور الوحشية الشديدة الضخامة ذات الأسنان الحادة، ويبلغ طول كل جناح له 26 قدما. عندها باشر عالم التشريح في جامعة جنوب كاليفورنيا مايكل حبيب بتحليل بقايا ذلك التنين، وقد أمضى السنتين الأخيرتين وهو يجري التحليلات على ذلك النوع من التنانين الطائرة؛ ليجد أن الهياكل العظمية لأجنحة التنين الضخم تتميز بالعظام الرفيعة ذات التجويف الفارغ الذي يسمح لها بالتحليق. وأوضح الباحثان أن التنين كان يطير عندما يتواجد بالقرب من شاطئ البحر، حيث يبدأ بالجري كي يأخذ درجة قصوى للطيران، والحصول على تيار صاعد من الهواء الدافئ، مبينين أنه كان يستخدم أجنحته كما يحصل مع الطائرات الشراعية للارتفاع جوا.