ضوابط الإجازة الزوجية.. لاستعادة الرومانسية
  • Posted on

ضوابط الإجازة الزوجية.. لاستعادة الرومانسية

القاهرة– إيناس الشوادفي الزواج هو المرحلة الفاصلة في حياة الإنسان، يخوضها الزوجان معاً، يقابلان خلالها الكثير من الأمور، ولعل الحب والتفاهم بمثابة الوقود اللازم لاستئناف رحلة الحياة الزوجية، لكن أحياناً ما تهب رياح المشاكل الزوجية أو يحدث الملل، وهنا تدق ساعة الإجازة الزوجية. وتشير الدراسات النفسية إلى مفهوم العطلة الزوجية على أنها فترة من الزمن يستشعر خلالها الزوجان بالحاجة إلى تغيير نمط الحياة بصورة مؤقتة، وتلعب الدوافع النفسية دوراً مهماً في حمل الزوجين على اتخاذ قرار الابتعاد لفترة ما، ما يعمل على تجديد أسلوب الحياة وإنعاش العلاقة الزوجية. وهنا تقول "ن. ب- مدرّب تكنولوجي" أشعر أحياناً بحاجتي إلى الذهاب إلى بيت أهلي والابتعاد عن زوجي قليلاً، ما يساعدني على تغيير حالتي المزاجية والارتياح النفسي. ويُصدّق على كلامها "مصطفى صابر- محاسب" مؤكداً أنه لا بأس أنْ يبتعد الزوج قليلاً ويسافر برفقة أصحابه مثلاً، لأنّ ذلك يساعد على تغيير المناخ العام للحياة الزوجية إلى الأفضل. وفي هذا السياق يُعلّق "الدكتور محسن العسيري- استشاري الصحة النفسية والعلاقات الإنسانية" قائلاً:" بأنه إذا كانت الحياة الزوجية تسير وفق نسق متكامل من التفاهم والمودة، فهنا لا مكان لمفهوم الإجازة الزوجية من الأساس". كما أكد أن تلك الإجازة من شأنها إحداث الفجوة والشقاق بين الزوجين، لأنها عادة ما تأتي على أثر الملل والرتابة، ما يدفع الشخص إلى الابتعاد متناسياً مشكلات الطرف الآخر، وهنا تقل درجة الاهتمام والارتباط النفسي بين الزوجين. وعلى ذلك يتوجّه العسيري ببعض النصائح للأزواج: - يجب أنْ يعكف الزوجان على حل المشكلات بأنفسهما دون تدخل الأطراف الأخرى، لأنهما الأكثر دراية بتلك المشكلات والأقدر على حلّها، علاوة على أنّ الأطراف الأخرى تقوم عادة بتحليل الأمور من المنظور الشخصي ما قد يكون سبباً في تفاقم المشكلات بين الزوجين. - الكلمة الطيبة هي المفتاح السحري لكثير من المشكلات، فكثيراً ما يتعامل الأزواج مع الزوجات بنوع من الحدة، من منطلق أنها مضطرة لاحتماله في جميع الظروف، وهذا الفكر السلبي هو الذي يدفع إلى وجود المشكلات الزوجية، فالإهمال النفسي وعدم التقدير يعد نوعاً من التعسف في معاملة الزوج لزوجته. - عدم تعليق القرارات الزوجية على بعض الأمور أو الأشخاص الآخرين لأنّ الأهواء الشخصية من شأنها إفساد العلاقة الزوجية. - تجنّب النقد المتكرّر، الذي من شأنه أحياناً تحويل الأمور البسيطة إلى مشاكل معقّدة، لذا فالتفنّن في الأسلوب يؤدي إلى نوع من النقد البنّاء. - التعاون والتكامل بين الطرفين، إذ إن أمور الحياة المختلفة تقتضي أحياناً تبادل الأدوار. لذا يؤكد العسيري أنه إذا تحقّق ما سبق في إطار الزواج، فلن يضطر الأزواج حينئذ إلى الحصول على الإجازة الزوجية. كما علّق أيضاً على ذلك "أ. محمد المدني- مدرّب الترفيه وتعزيز القدرات" في برنامج سيدتي المذاع على قناة روتانا خليجية قائلاً:" بأن فكرة الإجازة الزوجية هي عبارة عن فترة يقرّر خلالها الزوجان بشكل منتظم أو عابر الابتعاد عن بعضهما البعض لتحقيق الاشتياق والألفة بينهما، وأنّ الدافع الرئيسي للإجازة عادة ما يكون حالات الملل التي قد تعتري الأزواج من حين لآخر". وأضاف أنّ الإجازة الزوجية تُعد بمثابة خروج الإنسان من دائرة الراحة الخاصة به القائمة على تكرار ذات السيناريو يومياً، ما يساعد على تجديد النفس واكتساب المهارات الحياتية. وقد وضع المدني ضوابط محدّدة للإجازة الزوجية، وهي: - ألا تكون الإجازة الزوجية عقب حدوث المشكلات لأنّ ذلك يعني التساهل في معالجة الأمور وتفويت الفرصة لإصلاح المشاكل، مشيراً إلى أن إرجاء المشكلات إلى وقت آخر قد يزيدها تعقيداً. - ولا يجب أنْ يكون المقصود منها الهروب، مثل سفر الزوج متناسياً زوجته، فهذا يُشكّل خطراً كبيراً على العلاقة الزوجية. - كذلك لا يُفترض أن تكون طويلة، حيث تُؤخذ بمثابة طلاق مؤقّت، لذا يجب أنْ تكون المدة معتدلة على الأكثر من أسبوع إلى عشر أيام. ناصحاً بضرورة أنْ يقوم الزوجان بإضافة بعض اللمسات البسيطة على مجرى حياتهما، ما يدفع شبح الرتابة والملل بعيداً عنهما.