زراعة الرئة .. بين الضرورة والمحاذير
  • Posted on

زراعة الرئة .. بين الضرورة والمحاذير

الرئتان أحد الأعضاء الرئيسية فى الجهاز التنفسي والذي تتسبب إصابتهما بأي خلل في وظيفتهما في تهديد حياة الإنسان بالموت . وتعد عملية زرع الرئة من الجراحات التي يلجأ إليها الأطباء في حال فشل العلاجات الطبية الأخرى مع المرضى من أصحاب الأمراض الرئوية الخطيرة. وبدأت جراحات زراعة الرئة في أوروبا والولايات المتحدة منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وتبلغ نسبة نجاحها ٨٥% وهي نفس نسبة نجاح زراعات الكبد والكلي، وقد تم إجراء أكثر من 500جراحة من هذا النوع في العالم وفي بعض الدول العربية منها مصر والسعودية خلال الأعوام الماضية. ولكن ما هي الحالات التي تستدعي إجراء عملية زراعة الرئة ، وهل يسبب إجراؤها خطورة على حياة المريض ؟ في هذا الإطار يقول " الدكتور أحمد صابر - أستاذ الأمراض الصدرية " إن عملية زراعة الرئة تعد الملجأ الطبي الأخير الذي يلجأ إليه الأطباء في حالات المرضى أصحاب الإصابات الخطيرة والتي ينتج عنها تلف إحدى الرئتين أو كلاهما ، ويعتمدون في حياتهم على التنفس الصناعي ويكون من المتوقع وفاتهم بعد مدة لاتزيد عن عام من الإصابة . مؤكداً أن نسب نجاح العملية مرتفعة ، ولكن يتطلب نجاحها الالتزام بعدة معايير من أهمها : -أن يكون المريض خالياً من أي أمراض مزمنة وخاصة أمراض الكلى والكبد. -ألاتكون لديه مشكلة في القلب وخاصة "الشريان التاجي ". -ألا يعاني من ضعف في جهازه المناعي. -ألا يكون مدخناً مستمراً في التدخين أو يكون مدمناً للكحول. -أن تكون حالة المريض النفسية جيدة ومتقبلاً لعملية الرزع حتى لاتؤثر نفسيته على جهازه المناعي بعد الزرع فيحدث الرفض. مشيراً إلى أنه إذا توفرت هذه الشروط فإن احتمالات نجاح العملية ترتفع بشكل كبير ، مؤكداً أن نجاحها يعني منح المريض فرصة للحياة بشكل أفضل من خلال التنفس الطبيعي دون التعرّض للأزمات الصحية الناجمة عن تليف الرئة كما كان قبل إجراء العملية . ونوهّ أستاذ الأمراض الصدرية إلى أنّ أكثر المخاطر التي تنطوي عليهاعملية زرع الرئة تتمثّل في عملية الرفض ، موضحاً أنها تعني أن يرفض الجهاز المناعي للمريض الرئة المزورعة . معتبراً أنّها جسم غريب يجب أن يقاومه كما يقاوم الفيروسات والبكتيريا التي تهاجم جسم الإنسان ، وهو الأمر الذى يتم مواجهته بإعطاء المريض الأدوية المضادة للرفض والتي تقلّل من مقاومة الجهاز المناعي، ولكنها في الوقت نفسه قد تعرّض المريض للإصابة ببعض الأمراض الفيروسية نظراً لضعف جهازه المناعي . مضيفاً أنّه من أجل ذلك ينصح المريض بتوخّي الحذر وعدم مخالطة المرضى وكذلك الاعتناء بنظافته الشخصية بصفة عامة و نظافة الطعام المقدّم له بصفة خاصة منعاً لتعرّضه لأي أمراض معدية. ولفت إلى أنّ الوقاية من الأمراض الرئوية تعد هي أفضل السبل التي تحمي من الوصول لهذه المرحلة المتطورة والتي لايصلح معها غيرالزرع مؤكداً أن سبل الوقاية تتمثل في : - الإقلاع عن التدخين . - ممارسة التمارينات الرياضية التي تحفّز عمل الجهاز التنفسي بشكل صحي وسليم. - الابتعاد عن الملوثات والغبار والمهيجات خارج وداخل المنزل. - تناول الأطعمة الصحية الغنية بالفيتامينات المغذية لعمل الرئتين كالفواكه والخضروات والأعشاب . - إجراء الفحص الطبي الدوري للتأكّد من سلامة الرئتين.