كشف باحثون سويسريون، في دراسة حديثة وموسعة، عن مدى العلاقة بين الأشخاص المصابين بمرض السكري من النوع الأول، وتعرضهم لكسور في العظام، مشيرة إلى أن كلاهما يرتبط بعلاقة قوية، وتحديدًا عند ارتفاع مستويات السكري في الدم. وقال الباحثون الذين أجروا دراستهم في مستشفى الجامعة "باسيل" السويسرية، إن مرض السكري هو ارتفاع غير طبيعي في نسبة السكر بالدم، وهو مرض غير معدٍ وله عدة أنواع، أكثرها انتشارا النوعين الأول والثاني، فهما يشكلان ما نسبته 95% من حالات الإصابة بمرض السكري. وأوضحوا أن النوع الأول يتميز بنقص في هرمون الأنسولين، الذي يعتبر الناقل الوحيد لسكر الدم، أما النوع الثاني فهو مرتبط بالبدانة والتقدم في العمر وتحدث الإصابة به عندما لا يستطيع الجسم استخدام أو إفراز ما يكفي من الإنسولين لتحويل السكر في الدم إلى طاقة. وحلل الباحثون بيانات أكثر من 44 ألف مصابًا بالسكري من النوع الثاني، وأكثر من 3300 مريض بالنوع الأول في بريطانيا، وتحدث الإصابة به عادة في مرحلة الطفولة أو المراهقة المبكرة عندما يفشل البنكرياس في إفراز الإنسولين. واكتشف الباحثون بأن مرضى السكري من النوع الأول، أكثر عرضة لكسور العظام، عند ارتفاع مستوى السكر لديهم إلى درجات خطيرة، وهذا بعد مراقبة مستوى السكر في الدم لدى المرضى ما بين الشهرين وثلاثة أشهر. وقالت مؤلفة الدراسة، "جينانا فافانيكانيل"، إنه تم فحصن العلاقة بين مستوى السكر في الدم، وخطر الكسور باستخدام مجموعة كبيرة من مرضى السكري من النوع الأول والثاني، الذين تم تشخيصهم حديثًا. وأوضحت بأن كلا النوعين من السكري، مرتبط بالكسور وهشاشة العظام، واتضح أن لدى المرضى من النوع الأول ضعف التحكم في نسبة السكر في الدم مرتبط بزيادة خطر الإصابة بكسور. من جهته قال الباحث "كريستيان مير" من مستشفى بازل الجامعي في دورية علم الغدد الصماء السريرية والأيض، إن مرض السكري مرتبط منذ فترة طويلة بزيادة مخاطر الكسور، لكن نتائج الأبحاث تباينت بخصوص دور مستويات السكر المرتفعة في الدم في هذا الصدد. ويمكن لبعض مضاعفات السكري أن تزيد مخاطر السقوط والكسور، ومن بينها الخلل المعرفي وتلف الأعصاب، الذي يحد من الإحساس في القدم وكذلك اعتلال شبكية العين مما يجعل من الصعب على المريض رؤية أي عراقيل في طريقه، وقد يتسبب هذا في سقوطه. وبيّنت الدراسة أن مرضى النوع الأول من السكري، الذين يعانون مضاعفات مثل: اعتلال الشبكية يكونوا أكثر عرضة للكسور بنسبة 29 % مقارنة بمن لم يصابوا بهذه المضاعفات. وبحسب إحصائية منظمة الصحة العالمية يعاني حوالي 340 مليون شخص في العالم من هذا المرض، ويضطر معظم المصابين إلى أخذ اثنين أو حتى خمس حقن من الأنسولين يوميًا من أجل تثبيت مستويات السكر في الدم. [more_vid id=" QQd93kGRlxHYmvsx5k2oZQ" title="ماذا يعلم الشباب عن مرض السكري وماهي المعلومات التي يجب معرفتها؟" autoplay="1"]