يبدو الاستمتاع بالشتاء ذي البرد القارس، عن طريق ارتداء الملابس الثقيلة وتناول كوب دافئ من المشروب المفضل، مع قراءة لمادة ممتعة وخلفية موسيقية كلاسيكية، أمام مدفأة حجرية تنبعث منها طقطقة الخشب وسط النيران الدافئة، صورة سينمائية تكاد تكون مثالية، لكن كيف يؤثر الموقد الخشبي في الأماكن المغلقة على المدن والأشخاص؟ هل تعلم أن موقد الخشب تنبعث منه ملوثات جوية ضارة أكثر من من شاحنة ديزل؟. هل تهدد شعبيتهم في المنازل التقدم المحرز في الحد من تلوث الهواء؟ [rotana_image_gallery rig_images_ids="542502,542503"] ساعدت الحكومة البريطانية علي نشر فكرة الخشب والوقود المتجدد الذي يوفر المال ويحافظ على البيئة على حد سواء، الأمر الذي جعل المصنعين يستغلون هذه الصورة للقيام بحملات التسويق لترويج فكرة شراء الموقد الخشبي. أما الحقيقة، وحسب ما أورد موقع "الجارديان" البريطاني، فإن هذا مجرد أوهام، فدخان الخشب السميك المنبعث من الموقد الخشبي، والمعروف باسم 2.5 PM - ينجم عادة عن عمليات الاحتراق المختلفة بما فيها الاحتراقات في محركات المركبات، فإنه مسبب من مسببات الأزمات القلبية والسكتات الدماغية، والسرطان، والخرف وغيرها من الامراض المختلفة. وفقًا لتحليل البيانات الحكومية البريطانية، تتجه الأنظار إلى محاربة التلوث عن طريق الغازات المنبعثة من السيارات والشاحنات، لكن على مستوى محلي في بريطانيا، فإن حرق الخشب هو أكبر مصدر لجسيمات التلوث PM 2.5، فإنه ينتج أكثر من ضعف كل الحركات المرورية علي الطرق. خلصت إحدي الدراسات عام 2014 إلى أن دخان الخشب يزيد من التلوث القاتل بالهواء في لندن، وفي لندن وبرمنغهام ذكر باحثو كلية "كينغ" إن الخشب يمثل ما يصل إلى 31 في المئة من الجسيمات الضارة الملوثة للبيئة المنتجة محليا، وعبر أوروبا، فإن حرق الخشب هو مسبب رئيسي لتفااقم التلوث في عواصم مثل باريس وبرلين ولشبونة. [more_vid id="BWdkYTvF48OcnZPY0GSE5g" title="أبشع جريمة في بريطانيا.. زوجان يحرقا 3 أطفال وهم أحياء" autoplay="1"]