خلع الحجاب.. ضرورة أم غزو ثقافي؟
  • Posted on

خلع الحجاب.. ضرورة أم غزو ثقافي؟

انتشرت في الآونة الأخيرة عادة أقرب منها إلى الظاهرة تتمثل في "خلع الحجاب"، حيث اتجهت العديد من الفتيات إلى خلع حجابهن من منطلق التحرر أو الاقتناع التام بأنه حرية شخصية ليس لأحد أن يحاسبهن عليه أو يطلب منهن عدم فعله أو التراجع عن هذا القرار؛ مما قد يولد في العديد من الأحيان مشاكل عائلية وانتقادات اجتماعية لفترة زمنية طويلة.ندى خالد، مضيفة طيران، تقول إنها خلعت الحجاب بعد ارتدائها له أكثر من 5 سنوات، فبعد تخرجها من الجامعة قامت بالعمل كمضيفة طيران تجوب أنحاء العالم، ولكن طبيعة البلدان المتحررة التي تزورها والملابس التي ينبغي عليها ارتداؤها أثناء العمل، جعلتها تفكر جدياً في خلع الحجاب، وبالفعل قامت بذلك منذ حوالي عام كامل، عن اقتناع تام بأن ما فعلته هو ما يناسبها، لافتة إلى أنها واجهت العديد من المضايقات من أصدقائها وبعض أقاربها حول مظهرها الجديد، لكن ذلك لم يمنعها عن تنفيذ رغبتها. وفي استطلاع رأي نشرته صحيفة "فورين بوليسى" حول خلع الحجاب أثبتت فيه أن الثورات في بعض الدول العربية فشلت إلا أنها نجحت في إقناع الشباب بأن بإمكانهم أن يكونوا أحراراً، على الأقل في عقول الناس وفي حياتهم الشخصية.ويحلل الدكتور أحمد هارون، خبير علم النفس، تلك الظاهرة بأنها ناشئة عن انشغال دور العبادة بدورها الأساسي لنشر الثقافة الدعوية وإرثاء مبادئ الدين الإسلامي ومحاولة تواصلها لقطاع كبير من الشباب، وإخراج تلك المفاهيم الخاطئة من العقول. ويرى هارون أن خلع الحجاب قد ينتج عن عدة أسباب أولها الانفتاح الثقافي الذي نتج عن العولمة فأصبح العرب يستوردون العادات الغربية المتحررة ويرغبون في تنفيذها دون الخضوع إلى قوانين أو مبادئ.وكذلك الصورة التي يرسمها الإعلام في بعض الأحيان عن غير المحجبات وجمالهن دون التركيز على الحجاب واحترامه للمرأة داخلياً وخارجياً، بالإضافة إلى انتشار بعض الفتاوى المتطرفة من جانب بعض الشيوخ، مما أنتج حالة من التناقض الديني التي تولد مزيداً من التشتت لدى عقل الفتيات فيؤمنن بأنهن لا يجب عليهن الاستماع إلى أحد غير عقلهن فقط.