جزيرة كوس اليونانية.. أرض اللاجئين وفندق الأيتام
  • Posted on

جزيرة كوس اليونانية.. أرض اللاجئين وفندق الأيتام

وصل آلاف اللاجئين القادمين من سورية وأفغانستان وباكستان ودول أخرى لجزيرة كوس اليونانية منذ مطلع 2015 بعد أن عبروا الكيلومترات الأربعة التي تفصلها عن قرية بودروم التركية على متن قوارب مطاطية صغيرة.وزاد عدد اللاجئين الذين يصلون لهذه الجزيرة الواقعة في بحر ايجة خلال الشهور الأخيرة ليصل لمعدل يراوح بين 50 و100 شخص يومياً، وهو الرقم الذي يتضاعف مرتين وثلاثة في بعض الأيام، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.في هذا الصدد، يقول أنجيلوس كلينيس، مسؤول تسجيل الوافدين بالمكتب، إن الرقم تضاعف ست مرات في 2015 مقارنة بنفس الفترة من العام السابق.ويصل المهاجرون عقب المخاطرة بحياتهم وعبور الكيلومترات الأربعة التي تفصل قرية بوردوم التركية عن جزيرة كوس، حيث يراوح المبلغ الذي يدفعونه لمافيا التهريب التركية من 300 إلى ألف و500 دولار.ويتدخل خفر السواحل اليوناني بمعاونة سفن تابعة للبحرية الإيطالية من أجل إنقاذ بعضهم، فيما أن البقية تصل لسواحل الجزيرة بالاعتماد على أنفسهم.يقول محمد إسماعيل "40 عاماً"، والقادم من مدينة كراتشي الباكستانية، حيث وصل إلى كوس منذ أربعة أيام على متن قارب بلاستيكي صغير بمحرك: "إنه أمر خطير للغاية، كنا نحو 15 شخصاً اثنان منهم من الأطفال، البحرية اليونانية أنقذتنا نحو السادسة صباحاً، لم يقدموا لنا طعاماً أو مساعدة صحية، وجلبونا لفندق الأيتام".وبمجرد وصول اللاجئين للجزيرة يتوجهون إلى فندق مهجور كانت أبوابه أغلقت منذ 18 عاماً ويوجد بضواحي العاصمة، حيث يعيش في هذه البناية المتهالكة مئات الأشخاص القادمين بصورة أساسية من سورية وباكستان وأفغانستان وبنجلاديش وإيران والعراق.ولا يوجد في كوس مركز للمساعدة المؤقتة لإقامة المهاجرين ولا تعتقلهم السلطات فور وصولهم للجزيرة، وهو الأمر الذي لا يجعل السلطات مسؤولة عن توفير الغذاء والمساعدات الطبية لهم.ويدفع هذا الأمر عدداً من المنظمات غير الحكومية مثل "أطباء بلا حدود" و"أنقذوا الأطفال" وبعض المتطوعين لتحمل كلفة تقديم العناية الطبية والغذاء لمئات الأشخاص الذين يعيشون في المبني أثناء انتظارهم الحصول على الوثائق التي تسمح لهم بالسفر لأثينا.من جهتها، تقول أليسينا حسيني "20 عاماً"، والقادمة من مدينة ميدان واردرك الأفغانية إنها وصلت إلى وس منذ خمسة أيام، إذ إنها خرجت من بلادها هرباً من الحرب والفقر، والتي تقول: "لا أعرف إذا كان والدي لا يزال حياً أم لا، لقد أخذوه في طالبان، ننام هنا على الأرض ونأكل وجبة صغيرة كل 24 ساعة".يأتي طاقم المكتب الأممي للعناية بشؤون اللاجئين ظهر كل يوم للمبنى المهجور للمساعدة في عمل إجراءات الوثائق الضرورية لكي يتمكن اللاجئون من ترك الجزيرة، فيما أن "أطباء بلا حدود" تتولى مسؤولية تقديم المساعدة الطبية. وتقوم مجموعة "كوس للتضامن" المكونة من متطوعين من أهالي الجزيرة بتوزيع الطعام على الـ600 شخص الموجودين حالياً في المبنى.تقول المتطوعة أثينا والتي توزع الطعام على اللاجئين يومياً: "أنشأنا هذه المجموعة في 31 مايو حينما شاهدنا الناس يعانون من الجوع، في بداية الأمر كان مالكو الفنادق يقدمون لنا الطعام ولكن الأزمة الاقتصادية الحالية في اليونان جعلت مساعدة الفنادق أقل، في الوقت الحالي تقضي نساء الجزيرة من ساعتين إلى ثلاث ساعات في الطبخ لكي نقدم الغذاء لـ600 شخص، قبل وجود هذه المجموعة، لم يكن يوجد أحد ليقدم الطعام للاجئين".تمر الساعات بطيئة في هذا الفندق المهجور ويقضي مئات الأشخاص اليوم وهم راقدون لقتل الوقت وانتظاراً لسماع أن اسمهم موجود في القائمة التي تعلن يومياً بخصوص الأشخاص الذين يمكنهم التوجه للقسم للحصول على وثائقهم ودفع 51 يورو هي كلفة القارب الذي سيقلهم لأثينا، مع العلم أن غالبهم يتخذ اليونان محطة قبل الانتقال لبلد آخر في وسط أو شمال أوروبا.يقول أحمد صافي "26 عاماً" وهو سوري من مدينة دير الزور وصل إلى كوس منذ سبعة أيام بصحبة 45 شخصاً على متن قارب كلفه ألف و100 دولار وهو مستاء من الوضع الذي يعيشه الآن: "نحن لا نطلب من اليونان أي شيء سوى أن تتركنا نعبر، أرغب في الوصول إلى ألمانيا لإنهاء دراسة طب الأسنان والعمل".