أن يكون لديك صديقٌ وفيٌ، فأنت إذن من المحظوظين، فالصداقة تعدّ من الركائز الأساسية الداعمة للحياة، فالإنسان بطبعه يتطلع إلى القدوة ومشاعر الحب من الأصدقاء، ولكن هل يمكن أن يكون منساقاً وراء البعض منهم؟ تشير إحدى الدراسات إلى أن شخصية الإنسان هي عبارة عن مجموعة من الخصائص والسمات العقلية والنفسية التي تتجلى في صورة سلوكيات بعينها إزاء بعض المواقف، وبالطبع فإن لكل إنسان الملامح العامة التي تميز طريقة تفكيره وتجعله يختلف عمن حوله. وفي هذا السياق تقول الأستاذة فاطمة محمدي، الأخصائية النفسية إن وصف الإنسان بأنه يتمتع بشخصية قوية لا يعني كونه قاسياً مسيطراً على من حوله كما يظن البعض، ولكنه يعبّر عن مدى قدرة هذا الشخص على تطوير ذاته والارتقاء بها مما يجعله شخصية فاعلة ومؤثرة على الآخرين. متابعة أن قوة الشخصية تنعكس على مفهوم الصداقة إلى حد كبير، حيث إن قدرة الإنسان على توجيه الآخرين ومشاركتهم لأنماطهم الفكرية تعتبر من سمات النجاح على المستوى الشخصي والاجتماعي. لافتة إلى أن المرأة قد تكون الأكثر تأثّراً بمن حولها نظراً لطبيعتها التي تميل إلى سيطرة الجوانب العاطفية في كثير من الأحوال، ولكن اكتساب الخبرات الحياتية يمنح الإنسان القدرة على التمييز بين الأمور. محذّرة من خطورة الانسياق الأعمى خلف المزاعم الصادرة عن بعض الأشخاص غير الموثوق بهم والذين يدعون رغبتهم الصادقة في العمل من أجل الغير، فقد ينجحون في استدراج البعض تحقيقاً للمكاسب الشخصية. مؤكدة على بعض النصائح التي تساعد الإنسان على امتلاك سمات الشخصية القوية: - التثقيف الذاتي يعتبر من أبرز وسائل تطوير النفس. - يجب أن يتمتع الإنسان بدرجة من الذكاء الاجتماعي تمكّنه من التقرّب إلى الآخرين، دون تقلّد دور الوصي عليهم. - إنّ قدرة الإنسان على إدراك الفروق الفردية واستيعابها تجعله صديقاً ناجحاً. - الاعتماد على النفس والحكمة في اتخاذ القرارات تساعد على تنمية الجوانب الفكرية لدى الإنسان، مما يجعله قوياً ثابتاً إزاء المواقف المختلفة. وفي نفس الإطار تعلّق الأستاذة نجلاء الفهد الأخصائية النفسية في برنامج "سيدتي" المذاع على فضائية "روتانا خليجية" قائلة إن سمات شخصية الإنسان بوجه عام تتكوّن من مجموعة من الصفات الموروثة والمكتسبة التي تتبلور في أنماط تفاعله مع المحيط الخارجي. متابعة أن صاحب الشخصية القوية يتمكّن من التعبير عن آرائه بمنتهى الحرية والطلاقة ولا يخشى معارضة من حوله، كما أنه قادر على المطالبة بحقوقه والدفاع عن نفسه في ظل مختلف الظروف، مما يجعله داعماً للآخرين. مؤكدة ضرورة تحلّي الإنسان بقدر من الرضا عن الذات مما يساعده على الاستقرار النفسي في التواصل مع المجتمع، كما يعزّز لديه الثقة بالنفس التي تعدّ من أهم مقومات النجاح.