بالفيديو: حياتك من صنع أفكارك!
  • Posted on

بالفيديو: حياتك من صنع أفكارك!

  عقل الإنسان هو المحرّك الأساسي له في الحياة، فالمشاعر والخواطر التي تملأ أفكارنا قد تكون مصدر سعادتنا وربما شقائنا في أحيان أخرى. وتشير إحدى الدراسات إلى أن إدارة الإنسان طريقة تفكيره هي المؤشّر الأساسي الذي يحدّد النمط الذي تسير عليه حياته الخاصة، مع العلم أنّه لا توجد ثوابت في الحياة، الأمر الذي قد يجعل الإنسان خاضعاً للمتغيرات والظروف من حوله. وفي هذا السياق يقول "الدكتور هاني الدفراوي- استشاري الطب النفسي": هناك العديد من المتغيرات التي تؤثّر في طاقة العقل، لكن النفس البشرية هي الوحيدة القادرة على التحكّم في دفة الحياة، مع مراعاة بعض الأمور التي قد تفرض نفسها على الإنسان دون تدخل منه، مثل الأحداث العارضة والمفاجئة. مشيراً إلى العديد من المواقف السلبية التي قد يمر بها الإنسان، وهنا يظهر مدى القوة الداخلية له في القدرة على إخضاع الظروف وتسخيرها لصالحه، واستغلال مثل تلك الأمور على أحسن وجه. مؤكداً أن الأفكار والمعتقدات الراسخة في ذهن الإنسان هي المسؤول الأول عن تحقيق السعادة أو التعاسة، ويرتبط ذلك بالعوامل التربوية والموروثات الثقافية للفرد. موضحاً بعض الأمور المهمة في هذا الشأن: - أهمية الحوار الداخلي مع النفس بين الحين والآخر، ما يمكّن الإنسان من التعرّف على المتغيرات البيئية والاجتماعية من حوله، ويساعده على الاختيار السليم، وتحديد الكيفية التي يتعامل بها مع الآخرين. - التركيز على الجوانب الإيجابية من الأمور يساعد الإنسان على الإبداع في الحياة. - التكيّف مع الظروف والأحداث العارضة في الحياة حتى لا يقع الإنسان فريسة للاكتئاب. وفي نفس الإطار تعلّق "لبنى الغلاييني - مستشارة التمكين" في برنامج "سيدتي" المذاع على قناة روتانا خليجية قائلة: الإنسان بوجه عام يسعى دائماً إلى تحقيق السعادة، حتى إن اضطره الأمر في بعض الأحيان إلى تناول بعض العقاقير. مشيرة إلى إحدى الدراسات التي أكّدت أنّ السعادة أو التعاسة لا يشترط أن ترتبط بالظروف والمتغيرات الخارجية، لأنّها في الأساس تستند إلى قرار داخلي نابع عن نفس الإنسان. مؤكدة أنّ حصول الإنسان على السعادة يكمن في قراره بتعديل النسق العام لأفكاره. كما أنّ توافر الأمور المادية التقليدية في حياة الإنسان مثل المال والجمال يحقّق له السعادة بلا شك، لكن لا يشترط أن فقدان تلك العوامل في الحياة يسبب التعاسة، وأن قرار الإنسان تحقيق السعادة يجب أن يكون مبنياً على عدم الاستسلام وعدم انتظار حدوث المعجزات المؤدية إلى تغيير الظروف الخارجية. موضحة أنّ هناك بعض الأفكار الشائعة التي قد تحمل الإنسان على الشعور بالتعاسة مثل: - يجب أن أكون محبوباً من الجميع: فتشبث الإنسان بهذه الفكرة يجعله ينظر إلى الجانب المظلم من الحياة، فمن المستحيل أن يكون الشخص محبوباً لدى الجميع، لذا فإنه من الطبيعي أن تختلف الاتجاهات الفكرية والمعتقدات من شخص لآخر. وفي تلك الحالة يجب أن يقنع الإنسان نفسه بأنه ليس من الضروري أن يحبه الجميع بل يكفي الأهل والأصدقاء فقط على سبيل المثال، ما يجعله واثقاً من نفسه، الأمر الذي يزيح عنه تماماً شبح التعاسة. - يجب أن يكون الشخص على درجة عالية من الكفاءة ليصبح ناجحاً: تلك الفكرة اللامنطقية إذا سيطرت على الإنسان فمن الممكن أن تحقّق له التعاسة، حيث إنّ الأفكار تؤدي بالضرورة إلى الشعور ومن ثم السلوك، وبالتالي فإن تقليل الإنسان من شأنه وشعوره بانعدام القيمة يصيبه بالكآبة. لذا يجب عليه في كل الأحوال الاجتهاد وأداء المهام المسندة إليه على أكمل وجه من أجل تحقيق أهدافه. - التطلّع نحو المثالية: إذا افترض الإنسان دائماً أنّه يجب عليه أن تتسم تصرفاته بالمثالية، فإنه عادة ما يصاب بالتعاسة بسبب استحالة تحقيق ذلك، حيث إن المثالية واللياقة في التعامل مثلاً مع الآخرين قد يكون أمراً نسبياً يختلف في تقديره من شخص لآخر.