المرأة المُعلّقة بين ظلم الزوج وقسوة المجتمع
  • Posted on

المرأة المُعلّقة بين ظلم الزوج وقسوة المجتمع

قد يستمر مشوار الزواج لسنوات عدّة في ظل حياة مستقرّة، ثم تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فتتبدّل الأحوال ويتغيّر الزوجان تجاه بعضهما بعضاً، وقد يقرر أحدهما أو كلاهما الانفصال، ونظراً لأن أمر الطلاق متوقّف بالدرجة الأولى على الرجل، فقد يحدث أحياناً نوع من التعنُّت والرفض من قبله تجاه رغبة الزوجة في الانفصال. وتشير بعض الدراسات النفسية إلى أنّ معظم الدوافع التي تجعل الرجل يترك زوجته كالمعلّقة تكون في الأصل دوافع ورغبات شيطانيّة مكبوتة داخله يترجمها في صورة انتقامية. تعديل القوانين تروي"ع . ف" المشرفة في إحدى دور رعاية الطالبات قصّتها موضّحة أن عمرها انقضى هباء بسبب تعليق زوجها لها، وفي الوقت ذاته تمكّن من تأسيس حياة جديدة لنفسه وتزوج بأخرى دون أن يُطلِق سراحها، ولم يتحقّق لها ذلك إلا بعد تعديل قوانين الأحوال الشخصية. إيصال ضدّ الغدر بينما قالت "م. م طبيبة" خوفاً من غدر الزمن، فقد اشترط والدي على زوجي أثناء تحرير عقد الزّواج التوقيع على إيصال بقيمة ماليّة كبيرة تحسُّباً لمثل تلك الظروف، فإذا رغب في تطليقي أو تعلّيقي يوماً ما، كان هذا الإيصال بمثابة وثيقة ضدّه. مرحلة الخروج وفي هذا السّياق، تقول الدكتورة بسمة جمال المستشارة الاجتماعية والأسرية: "تمرّ بعض الزّوجات للأسف بتلك المرحلة البائسة في حياتهنّ وتسمى مرحلة الخروج غير الكامل، وهي تتبع مرحلة الملل الزّوجي"، مشيرة إلى أنّ هناك العديد من العوامل المؤثّرة في ذلك ومنها: ـ عوامل تربويّة وبيئيّة، فقد نشأت معظم الفتيات خاصّة في المجتمعات العربيّة على المفهوم السلبيّ القائل إنّ المرأة كائن ضعيف يحتاج الرّجل سنداً له في الحياة، ما قد يجعلها ذات يوم زوجة مع إيقاف التنفيذ. ـ عدم وجود الوعي الثقافيّ، والأمر ينطبق على كل من المرأة والرجل، فقد يتزوّج الإنسان من دون هدف، دون أن يتعلّم المهارات الحياتية والمسؤوليات الزّوجية. ـ عدم تحديد الأولويات، وأحياناً قد يقدِم الإنسان على بعض الأمور دون ترتيب وتفكير، وإذا تعلّق الأمر بالزّواج فالخسائر قد تكون فادحة. ـ من يلعب دور الضحية، للأسف الثقافة المجتمعية الخاطئة التي تربيّنا عليها تفرض على المرأة أن تضحّي دائماً وأن تغفر الأخطاء والزلّات لزوجها، وأنّ عليها تقبل الأمر الواقع لأنّ البدائل جميعها أفضل من الطلاق. ـ اندماج شخصية المرأة في شخص الرجل، للأسف تقع عديد من الزّوجات في هذا الفخ، فقد تنسى المرأة نفسها ونجاحها وتركزّ على نجاح زوجها فقط، متناسية تماماً أن الرجل يعشق المرأة الذّكية الناجحة، وقد تدرك ذلك بعد فوات الأوان. نصائح للتغلّب على الأمر الواقع: ـ يجب أن تدرك المرأة أنّها إضافة للرجل، كما أنها ليست إنسانة ناقصة بدونه، بل هي فرد كامل الأهلية مستقل. ـ إذا تعنّت الرجل ورفض الطلاق، فعلى المرأة أن تستجمع شجاعتها وتلجأ إلى الأساليب القانونية، ولكن يجب أن تستفتي نفسها مسبقاً. ـ لقب الزوجة يجب أن يكون مفعّلاً وليس مجرّد واجهة اجتماعية، فإذا افتقرت العلاقة الزوجية للأسس السليمة فإنّ استمرارها يعدّ ظلماً وجوراً خاصة للمرأة. ـ عدم الاستسلام للأفكار المجتمعية السلبية، فالإنسان قادر حتماً على تحديد أهدافه واتجاهاته. رعاية المطلّقات وأخيراً تشير جمال إلى أنّ هناك بعض الزوجات التي قد تتقبَّل كونها زوجة معلقة لمجرد خوفها من الحصول على لقب مطلقة، لذا فهي تناشد الجهات المسؤولة بتوفير الجمعيات التي ترعى المطلقات وتوفّر لهن فرص العمل والدّخل الذي يضمن لهن حياة كريمة. نصائح لحفظ الحقوق في السياق ذاته، علّقت بيان زهران المحامية في برنامج "سيّدتي" المذاع على قناة "روتانا خليجية" على الأمر قائلة: "نظراً لحساسية قضايا الأحوال الشخصية فإنها تستغرق وقتاً طويلاً في ساحات المحاكم، فضلاً عن إجراء إصلاح ذات البين الذي يحتاج إلى فترة كافية للبتّ فيه"، لذا فإنها تقدّم مجموعة من النصائح للمرأة الراغبة في الطلاق: ـ رفع جميع القضايا في آن واحد وتشمل الطلاق والنفقة والحضانة. ـ اللجوء إلى الشخص المختص في الأمور القانونيّة توفيراً للوقت وحدّاً من مماطلة الأزواج. ـ يجب أن تتحلّى المرأة بدرجة من الوعي القانونيّ كي تدرك حقوقها على النحو الأمثل.