الراحلة فوزية أخضر.. حملت هموم ذوي الإعاقة وعززت حقوقهم بالتعليم
  • Posted on

الراحلة فوزية أخضر.. حملت هموم ذوي الإعاقة وعززت حقوقهم بالتعليم

قادتها إعاقة ابنها لنيل أعلى الدرجات العلمية في مجال التربية الخاصة، وكانت أول من طالبت بتطبيق الدمج الكلي للصم في مدارس التعليم العام بالمملكة العربية السعودية. إنها الراحلة فوزية أخضر، المديرة العامة للتربية الخاصة في وزارة التعليم السعودية سابقا. ولدت الراحلة فوزية أخضر في مدينة الرياض لأسرة محبة للعلم والاطلاع، وكان والدها الأستاذ محمد حسن أخضر مديرا للجمارك، ثم رئيسا لبلدية الرياض، قبل أن ينهي حياته العملية مدير لفرع مؤسسة النقد بالرياض. وتروي ابنة الراحلة د. أروى علي أخضر ، قصة اكتشاف والدتها الراحلة لإعاقة ابنها إيهاب، وكيف قررت أن تكرس حياتها لمساعدته، بعد أن ولد أصم لا يسمع، ذهبت هي وزوجها إلى بريطانيا بأوامر العلاج بالخارج بمساعدة من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز، وبعد الفحوصات علمت أن الأمر صمم شامل وإعاقة دائمة. وأضافت أن والدتها اختارت أن تعود بابنها إلى السعودية بعد الحصول على الزمالة من بريطانيا، وهنا بدأ الخوف من أن يفقد كل ما اكتسبه هناك، فبدأت مطالباتها بدمج ذوي الاحتياجات في المدارس، وكانت تحمل هم ذوي الإعاقة حتى بعد التقاعد، وكانت تطمح أن تقدم لهم الكثير. وأشارت إلى أن والدتها ركزت على مساعدة "الفئة الحائرة" بين نظام التعليم العام التربية الخاصة، ومحاربة إيذاء ذوي الإعاقة والتحرش بهم، واهتمت بدعم الموهوبين منهم، وعلمتنا أن أسرة المعاق هي الأحق بالمطالبة بحقوق ابنها وفرضها على المجتمع. الشريك والزوج الأستاذ علي بن عبد الله أخضر، قال: "إن الراحلة قررت أن تثقف نفسها علميا في مجال تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة، لتستطيع مواصلة مسيرة التعليم مع ابننا إيهاب، فالتحقت بالجامعات البريطانية". ويذكر أستاذ علم الاجتماع د. عبد الله الفوزان أن الراحلة سيدة استثنائية، وسيرة مليئة بالإنجازات، ولم تكن مجرد زوجة وأم، وكانت لها إسهامات اجتماعية كبيرة جدا، بعد أن جعلت من قضية الصم قضيتها الأولى. وتؤكد رئيسة جمعية الدمام الخيرية، سمو الأميرة سميرة الفرحان، أن الرحلة كانت إنسانة بكل ما تعنيه الإنسانية، قدمت الكثير لذوي الاحتياجات الخاصة، وكانت حريصة على تطوير البرامج التعليمية المقدمة لهم. وقال أمين عام جمعية الأطفال ذوي الإعاقة الأستاذ عوض الغامدي: "إن وزارة التعليم كانت تتعامل بحساسية مع فكرة الدمج، ولم يبدأ الاهتمام بهذه الفكرة إلا قبل وفاة الراحلة فوزية أخضر بفترة قصيرة، والآن لدينا 2400 طفل معوق تم دمجهم بمدارس التعليم العام منهم من حقق نتائج مشرفة".