التقط المصور البريطاني "روجر فينتون"، مجموعة من الصور التي توثق معركة القرم الشهيرة، التي اندلعت في خمسينيات القرن الـ19، وأخذها على مدى ثلاثة أشهر فقط، بين مارس ويونيو 1855م، في ظروف شديدة الصعوبة والخطورة. ورغم أنه لم يكن قادرا على التقاط أي مشاهد للمعركة، فإن الصور تتضمن صفوفا من الخيام بأحد معسكرات الخيالة البريطانية في أوكرانيا، وتظهر صور أخرى سفينة بحرية مهيبة في ميناء "بالاكلافا". [rotana_image_gallery rig_images_ids="669283,669284,669285,669286,669287,669288,669289,669290,669291,669292,669293"] وقعت معركة القرم بين أكتوبر 1853 ومارس 1856، ودارت رحاها بين ائتلاف ضم: بريطانيا، وفرنسا، والإمبراطورية العثمانية، وسردينيا، ضد الإمبراطورية الروسية. وبدأ الصراع بسبب نزاع بين فرنسا وروسيا، حول من تكون له سلطة على المسيحيين المقيمين داخل حدود الإمبراطورية العثمانية، لكن في واقع الأمر كان الصراع يتعلق بالسلطة النفوذ. وأراد الإمبراطور الفرنسي، نابليون الثالث، أن يعيد صياغة سلطة بلاده على الساحة الدولية، خاصة بعد أن شهدت الدولة العثمانية، ضعفا تدريجيا لإمبراطوريتها، وهو ما اعتبرته فرنسا فرصة لاستعراض عضلاتها، وتخويف العثمانيين، للانحناء أمام ضغوطها. [readmore post_link="https://rotana.net/%D9%87%D9%84-%D8%AA%D8%B5%D8%AF%D9%82%D8%9F-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%AD%D9%85%D8%A7%D9%85-%D9%85%D8%B1%D8%AA%D9%8A%D9%86-%D8%A3%D8%B3%D8%A8%D9%88%D8%B9%D9%8A%D8%A7-%D9%8A%D8%B9%D8%A7%D9%84/" ] وقررت بريطانيا، التي كانت علاقاتها مع فرنسا في أحسن الأحوال، أن تقف إلى جانب الفرنسيين، لأنهم لم يرغبوا في رؤية روسيا توسع نفوذها عندما بدأت الإمبراطورية العثمانية في الانحسار. وبعد أن هاجمت روسيا أسطولا من السفن العثمانية، رست في "سينوب" ودمرت بعضا منها، انضمت فرنسا وبريطانيا إلى العثمانيين في إعلان الحرب ضد الروس، وما تلا ذلك كان حملة طويلة ومختلفة، تتألف من عدة معارك، وتحديدا في شبه جزيرة "القرم"، و"أزوف"، وهذه الصور تبرز ملامح الحياة العسكرية في هذه الحرب. [more_vid id="IaFAxLZWr431bp9TtLeKYQ" title="قصص التاريخ ولغز مقبرة الإسكندر الأكبر" autoplay="1"]