" الانتحار " معدلاته في ارتفاع !
  • Posted on

" الانتحار " معدلاته في ارتفاع !

في السنوات ، أصبح الانتحار يمثل الوسيلة الوحيدة للخلاص من مشكلات الحياة , والملاذ الذي لا بديل عنه أمام اليائسين والمحبطين , وقد شهدت المنطقة العربية في الآونة الأخيرة تصاعداً فى ظاهرة الانتحار وخاصة في كل من مصر والمغرب وتونس والجزائر تليها لبنان ودول الخليج .وتشير بعض الدراسات التي أجريت على حالات الانتحار في الوطن العربي، إلى أن أغلبها أحيط بالغموض .ومن الجدير بالذكر أن العالم العربي يسجل نسبة انتحار أقل مقارنة مع الدول الكبرى في العالم، وهو ما توضحه الإحصائيات، حيث يسجل ألفي حالة انتحار تتم يوميًا في مجموع الدول العربية مقابل 3 آلاف حالة انتحار بأوربا .ويعد انتشار ظاهرة الانتحار في منطقة الوطن العربي عاشر سبب من أسباب الموت عامة، وثالثها بين الأفراد الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و44 عامًا، وتشير الإحصائيات الى أن كل حالة انتحار ناجحة يقابلها 20 محاولة انتحار فاشلة . وبحسب ما وثقته الإحصائيات فإن مصر تشهد سنوياً 3000 محاولة انتحار سنوياً لمن هم أقل من 40 عاماً، بينما وصل معدل الانتحار في اليمن إلى 251 حالة في عام 2013، وارتفع المعدل إلى وقوع حالة انتحار يوميا في بعض الأشهر. أما في تونس فقد سجلت عدد محاولات الانتحار سنويًا يقدر بواحد في الألف أي نحو 10 آلاف تونسي يحاولون الانتحار سنويًا. وبحسب إحصائيات الأمم المتحدة فإن ظاهرة الانتحار بدأت تتسلل لصفوف اللاجئين السوريين حيث كشفت أن نحو 41% من الشباب السوري في لبنان قد سبق وفكروا بالانتحار، ضمنهم 17% تملكتهم الفكرة لفترة طويلة. هذا ويتميز الأردن بظاهرة انتحار الأطفال حيث يمثلون 18% من حالات الانتحار في المملكة. وفي هذا الإطار تقول "الدكتورة نرمين سلام - الخبير النفسي والتربوى " أصبح الانتحار من الظواهر الملفتة في مجتمعنا العربي , بعد أن ظلت قاصرة على المجتمعات الغربية لوقت طويل ، وكانت التفسيرات النفسية لهذا الأمر تتخلص في الاختلاف بين المجتمع الشرقي بما يحكمه من ضوابط دينية وأخلاقية والمجتمع الغربي بما تحمله ثقافته من إنفتاح يصل إلى حد التحرر من كل القيود ، ما يزيد من معدلات الإنحراف وما يعقبها من مشاعر سلبية تدفع صاحبها لليأس وقد تكون سبباً مباشراً للإنتحار . وأضافت : إنه في حال تفسير أسباب تصاعد الظاهرة في دول الوطن العربي نجد أن هناك العديد من الأسباب منها حالة الإنحراف القيمي والأخلاقي التى سادت بشكل فج في ظل عصر السموات المفتوحة وضعف الوازع الديني لدى فئات متعددة. وكذلك حالة الاحتقان التي يعيشها المواطنون جراء الصراعات السياسية وافتقادهم لأى بصيص من الأمل فى المستقبل . وشددت على ضرورة أن يكون للمؤسسات الدينية والإعلامية دور في مواجهة هذه الظاهرة من خلال تنمية الوازع الديني لدى المواطنين والتأكيد على أن الانتحار ليس حلاً لأية مشكلة بل كفر وطريق إلى النار والعياذ بالله .