تشكو كثيرٌ من الأمهات من خجل أطفالهن وانطوائهن، هؤلاء الأطفال لا يعرفون كيف يواجهون الحياة منفردين، ودائماً ما نجدهم يعتمدون على والديهم اعتماداً كلياً، لا يفارقونهم، فالطفل الخجول غالباً ما يكون منعزلاً، وسلوكه يتسم بالجمود والخمول‏،‏ وينمو محدود الخبرة لا يستطيع التكيف مع الآخرين.وفي هذا السياق تقول الدكتورة فاطمة الشناوي أستاذ علم النفس وخبيرة العلاقات الاجتماعية والأسرية جامعة لندن: "قد يكون خجل الطفل وانطواؤه أمراً طبيعياً لتكوينه، وربما يكون لوالديه سبب في ذلك، عندما ينادونه بألفاظ نابية، مما يفقده الثقة في نفسه ويسبب له إحباطاً وهو ما يجعله ينعزل عن الآخرين".وتضيف: "من الممكن أن يكون الطفل الخجول في حاجة إلى اهتمام أكثر من والديه، لذا لا بد أن يبحث الوالدان في طريقة معاملتهما لهذا الطفل".وتتابع الشناوي قائلة: "على الوالدين تشجيع الطفل الخجول أو الانطوائي باستمرار تحفيزه بكلمات المدح أمام الآخرين، وأيضاً من الممكن أن يوجهه والداه إلى ممارسة الرياضة حتى تُتاح له الفرصة للتعامل مع الناس بشكل أكبر، حيث يتعامل مع مدربه وزملائه وبالتالي يحتك بالآخرين".وتوضح أنه من الممكن تشجيع الطفل على ممارسة هواياته، محذرة من قيام الوالدين بمقارنة الطفل بأقرانه ومَنْ هم في سنه، كأن يقولا له فلان نجح هو أفضل منك، أو يقولا له إن أخاك أفضل منك لأنه أكثر انفتاحاً وأنت منطوٍ".