رغم مرور مئات السنين، وظهور حضارات وانهيار أخرى، يظل المسرح شامخا وصامدا مقاوما لعوامل الزمان والمكان، ويحتل مكانة راقية ورائعة في نفوس ملايين البشر حول العالم، منذ أن كانت مدرجاته رخامية على شكل نصف دائرة على الطراز اليوناني، ومازال المسرح "أبو الفنون" يروي ظمأ عشاق الفن حول العالم. لذا قررنا أن نقدم لكم تاريخ أقدم 5 مسارح في العالم: مسرح  إبيدورس يقع في اليونان ويعتبر الأكثر شهرة في العالم، ومن أكثر المسارح الأثرية التي مازالت تحتفظ بكثير من شكلها القديم، كان يمثل  المسرح المركز الديني والسياسي في  "إبيدورس" وهي إحدى مدن اليونان القديمة، وبعد عمليات الترميم أصبح  المسرح بمثابة النموذج الأكثر مثالية للمسرح اليوناني القديم. أنشئ مسرح إبيدورس على مرحلتين بدأت الأولى  في القرن الرابع قبل الميلاد، وتصل سعة المسرح  من 13 حتى 14 ألف مشاهد، عرض على هذا المسرح الدراما والشعر والغناء وكثير من ألوان الفنون وقدمت علية أيضا المسرحيات في العصر الحديث، وخلال المهرجانات الصيفية يستضيف المسرح الحفلات الموسيقية مسرح ديونيسيوس مسرح يوناني مكشوف يقع في أثينا, ويُعد من أقدم المسارح في قارة أوروبا وفي العالم، كان يُستخدم لإقامة المهرجانات وعرض المسرحيات يصل استيعاب المسرح إلى 17 ألف مشاهد، ويرجع تاريخه إلى القرن الرابع قبل الميلاد وإن كان توجد كثير من الشواهد تؤكد أنه أقدم من ذلك وريما يعود القرن السادس قبل الميلاد عرض  على هذا المسرح أهم كلاسيكيات الدراما للكتاب الإغريقيين خلال الاحتفالات والمهرجانات الكبرى, والمدرجات الموجودة حاليا تعود إلى العصر الروماني المتأخر مع قليل من المدرجات التي بنيت في العصر اليوناني، ونظرا لأهمية المسرح وتاريخه تعهدت الحكومة اليونانية بإعادة ترميمه بشكل مناسب ليستعيد رونقه القديم  . مسرح أورانج الروماني يقع المسرح في فرنسا, ويُعتبر مسرح أورانج القديم الذي يقع في وادي نهر الرون بواجهة جدارية تبلغ طولها 103 متر من أكثر المسارح الرومانية الكبيرة التي تم الحفاظ عليها. ويعود تاريخ إنشائه إلى عهد الإمبراطور أوغسطس في أوائل القرن الأول الميلادي، بعد فترة تم إغلاق المسرح كما حدث في مسارح أوروبية أخرى في تلك الفترة. وخلال القرن 19 تم ترميم المسرح وهو الآن مقر لمهرجان الأوبرا الصيفي ويعتبر وجه مفضلة لمحبي الموسيقى والأوبرا فيمزج التاريخ والفن معا، وتبلغ سعته حاليا من 5 آلاف  حتى 7 آلاف مشاهد. المسرح الروماني في عمان يقع المسرح  في الجزء الشرقي من العاصمة الأردنية على سفح جبل الجوفة، من المرجح أن تاريخ بنائه يعود  إلى القرن الثاني الميلادي في  عهد القيصر أنطونيوس بيوس. تبلغ سعة المسرح 6 الألف مشاهد مما يجعله من أكبرمسارح الأردن، وكان يبلغ علو منصة المسرح الأصلية ثلاثة طوابق تقريبا، واستعمل المسرح  الروماني في عرض مختلف أنواع الدراما والمسرحيات والموسيقى. بني على الطراز الروماني مكون من  مدرجات مقسمة إلى 44 صفا، تشكل  ثلاث مجموعات منفصلة حيث  كانت تخصص مجموعة الصفوف الأولى لكبار الشخصيات، بينما تخصص مجموعات الصفوف الثانية والثالثة  لباقي الشعب، وهناك بعض الغرف خلف منصة المسرح  كان يستخدمها الفنانون لتغيير الملابس وتحضير المشاهد, وفي  أعلى المسرح كان  يوجد  معبد صغير منحوت في الصخر ويحتوي على مجموعة من  التماثيل  الرومانية. المسرح الروماني يعد من الأماكن السياحية المعروفة في الأردن كما أن بجانب المسرح يمكنك زيارة متحفين يتناولان تطور الأزياء والحياة الأردنية: متحف الحياة الشعبية ومتحف الأزياء الشعبية. مسرح دلفي القديم مثلت مدينه دلفي اليونانية موقعا مهما في الحضارة الإغريقية وتعتبر مدينه أثرية تحمل كثيرا من الأساطير اليونانية القديمة لذلك يتمتع المسرح بأهمية خاصة تم بناء المسرح القديم على هضبة  حتى يتيح للمشاهدين التمتع  بإطلالة كاملة على المدينة مع المناظر الطبيعية الخلابة، ويرجع تاريخ  بنائه في القرن الرابع  قبل الميلاد, ويتسع المسرح  لخمسة آلاف مشاهد، ومبني على الطراز اليوناني ويتكون من 35 صفا مخصصة للجمهور