المدن العربية تحمل أسماءها منذ سنوات بعيدة، واعتدنا عليها بدون التفكير طويلا في معاني هذه الأسماء، وإذا كان تاريخها يحمل علاقة بالاسم، وهذا ما سنتعرف عليه في التقرير التالي. بيروت عاصمة لبنان وأكبر مدنها "بيروت"، أول ذكر لبيروت ورد بلفظ "بيروتا" كما سماها الفينيقيون "بيريت" و تعني الآبار و تعني بالمعنى السامي " الصنوبر"، نسبة لغابات الصنوبر، بسبب وقوعها بالقرب من غابات الصنوبر أو ما يعرف بحرش بيروت. وتملك بيروت عدد من الألقاب الأخرى، حيث أطلق عليها الرومان "أم الشرائع"، بسبب بناء أكبر معهد للقانون بالإمبراطورية فيها، ووصفها الشاعر الكبير نزار قباني بلقب "ست الدنيا"، وعرفت خلال فترة الستينات أيضا باسم "باريس الشرق". بغداد عاصمة العراق ووصلت مدينة بغداد لذروتها الحضارية في عصر الخليفة العباسي الخامس هارون الرشيد، ومعنى اسمها يعود إلى اللغة الفارسية والتي كانت اللغة الرسمية والمعتمدة في العراق حتى الفتح الإسلامي، وتنقسم لشقين وهما "باغ" وتعني بستان بالفارسية و"داد" أي عطية، فيكون معنى الاسم "عطية البستان" لخضرتها وغناها، وأطلقت على المدينة أسماء أخرى مثل "دار السلام" و"مدينة المنصور" و"مدينة الخلفاء". القاهرة  عاصمة مصر وتعد أكبر مدينة عربية من ناحية السكان والمساحة، القاهرة بطرازها الحالي تعود في تاريخ إنشائها إلى الفتح الإسلامي لمصر من قبل عمرو بن العاص عام641، وبناها القائد جوهر الصقلي بأمر من الخليفة المعز لدين الله وذلك عام969، وسميت القاهرة ومعناها المنتصرة، وعرفت القاهرة على مر العصور بالعديد من الألقاب بمدينة الألف مئذنة وقاهرة المعز. دمشق  العاصمة السورية، ويعود اسمها للغة الآرامية القديمة بمعنى" الأرض المسقية" بسبب موقع المدينة الجغرافي حيث توجد في سهل خصيب يرويه نهر بردى، وبالتالي فهي مروية بالماء أو "مسقية"، وهناك تفسيرات أخرى منها أصل الكلمة في اللغة السريانية أو اللاتينية والتي اشُتقت من كلمة "دومسكَس" بمعنى المسك أو الرائحة الطيبة، كما تُعرف أيضًا بأسماء عديدة منها الشام ومدينة الياسمين؛ وقد احتلت قديما مكانة بارزة في مجال الفنون، والآداب، والسياسة؛ وحظيت باهتمام الأدباء والشعراء. الخرطوم عاصمة السودان وتقع عند نقطة التقاء النيل الأبيض بالنيل الأزرق ليشكلا معاً نهر النيل، واختلفت الروايات حول أصل التسمية للمدينة، فهناك من يقول إنها تعني لسان الأرض الممتد داخل الماء، ويشكل موقع المدينة عند التقاء النيلين رسمه تشبه خرطوم الفيل، أما الرحالة البريطاني كابتن جيمس جرانت أشار إلى أن الاسم مشتق من زهرة القرطم التي كانت تزرع بكثافة في المنطقة، وتصدر إلى مصر لاستخراج الزيت للإنارة، والمعنى اللغوي هو اسم لأنف السبع أو الفيل. أبو ظبي  عاصمة الإمارات العربية المتحدة، وسميت بذلك لعدة أسباب منها أنها كانت موطن الظباء، وقالوا أيضا إن صيادا اصطاد ظبيا في تلك الجزيرة بعد عناء، ولما امسك به كان متعبا من العطش، فذهب يبحث عن بئر فلما وجده كان البئر قد جفّ، فمات الصياد والظبي واكتشفت جثتاهما فيما بعد فسموا هذه البقعة بـ "أبو ظبي" وتعني أبو الغزال، وأبو ظبي حاليا تعتبر من مدن ناطحات السحاب العالمية. الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، وأكبر مدنها وواحدة من أسرع مدن العالم توسعاً من حيث المساحة، ومن أكبر المدن العربية في المساحة، ويرجع أصل تسمية المدينة إلى كلمة الرياض، وجمع روضة، ومعناها الأرض ذات الخضرة أو البستان الحسن، واشتق الاسم من طبيعة موقع المدينة المنخفض حيث تلتقي فيه مياه السيول فتنبت الأرض "رياضاً" خضراء تنتشر فيها رائحة الورود، وتعد مدينة الرياض من أهم المدن السعودية والعربية لأهمية موقعها الاستراتيجي. الكويت  عاصمة دولة الكويت، ومعنى تسمية "الكويت"، هي تصغير من "كوت" أي القلعة أو الحصن، وهو البيت المبني بجانب الماء، أما أصل كلمة كوت، فهناك من يرى أنها من أصل بابلي، ويرجعها البعض إلى اللغة العربية حيث يحتمل أنها محرفة من كلمة "قوت " أي مخزن الأقوات، وتطلق كلمة الكوت على "الحصن أو القلعة" المبني بالقرب من الماء سواء كان بحراً أو نهراً أو بحيرة، ويمثل هذا البيت مقصداً للسفن التي ترسو بقربه ليزودها بما ينقصها من الوقود والطعام وحاجات السفر. المنامة عاصمة مملكة البحرين، من أعلى مدن العالم كثافة سكانية، واسم المنامة اشتق من كونه "مكان للنوم"، وارتبطت بعدة روايات منها أن أحد الولاة كان معجباً بالمنطقة ويقصدها لينام فيها حيث الراحة والسكينة بسبب موقعها على شاطئ البحر مع النسيم العليل، ولهذا أطلق اسم الـ"منامة" على هذه المنطقة نسبة إلى مكان نوم الوالي، والرواية الأخرى أن المنامة كانت مركزاً بحرياً مهماً يقصده المسافرون وتجتمع السفن فيه، فكانوا ينامون في المنطقة قبل رحيلهم. الدوحة عاصمة دولة قطر، وسميت بهذا الاسم لأنها بنيت على خليج من البحر دائري الشكل، ولفظ الدوحة هو اسم مشتق من الدوح والتدويح، أي الاستدارة، وقامت في البدء عام1686 م بعد موقعة دوحة المقتلة، وهي المدينة الهامة في قطر قديماً.