أهمية الحدود في العلاقات الاجتماعية والعاطفية
  • Posted on

أهمية الحدود في العلاقات الاجتماعية والعاطفية

الحدود في العلاقات أمر صحيّ. إذ تحافظ على استقامتها، وتساعد على احتفاظ كل طرف باحترامه لنفسه وثقته بها، وعلى الاستقرار العاطفي بين أطرافها. وضع حدودٍ شخصية في علاقاتكم لن يكون علاجاً لكل مشكلاتها، لكنه يحمي من الآثار السلبية للاختلافات الكثيرة بين الطرفين. ماهي الحدود الشخصية؟ الحدود في العلاقات الإنسانية هي مجموعة من القواعد والمبادئ التي يضعها الشخص بوضوح للمحيطين به، ليحدد لهم الطريقة الملائمة للتعامل معه. وهو يضع الحدود المناسبة له من خلال خبراته الحياتية، معتقداته وآرائه الشخصية، ومفهومه للأشياء التي لا يحب المساس بها. يترك البعض حياته للعشوائية والعفوية في تصرفاته. الأمر الذي يعرضه لتجاوزاتٍ وانفعالاتٍ غير محسوبة تضر بجميع الأطراف. وقد ساد اعتقاد خاطئ أن طرفاً واحداً من طرفي العلاقة يتحمل دائماً المسؤولية العاطفية عنها. في حين يتحمل الطرف الآخر مسؤولية الأعباء الناتجة عنها. ويعتبر هذا الاعتقاد مثالاً واضحاً على الحدود الضعيفة، والفهم الخاطئ لطبيعة العلاقات، وبداية الطريق للضغوط النفسية. أهمية الحدود في العلاقات الاجتماعية الحدود في العلاقة تمكّن الشخص من الإحساس بقيمة نفسه وأهميتها. وهو أمر مهم للصحة النفسية، ويعزز من انتمائه إلى العلاقة. تحمي هذه الحدود من اختراق الخصوصية الذي يؤدي إلى تعقيد الروابط، وبناء علاقات غير مريحة يسودها التوتر. كما أنها تمنح الأشخاص مساحةً خاصةً للتفكير، وتحمّل مسؤولية اختياراتهم، والنتائج التي تترتب عليها. وهي تولّد نوعاً من الراحة المطلوبة، وتمنع أحد الأطراف من التلاعب بالآخر، وإغراقه بالمتطلبات العاطفية غير الضرورية، وتوفر مساحة للتعامل السويّ. دواعي الحدود في العلاقات العاطفية يكون ضعف الحدود عادة سبباً رئيسياً للخلافات الدائمة، والاضطراب المستمر في العلاقات العاطفية، لذا يجب تقويتها. إذ تمنع الحدود في العلاقات استغلال الناس بعضهم البعض الآخر باسم الحب، واستخدام المشاعر لتحقيق مكاسب خاصة. فأحياناً ينغمس أحد أطراف العلاقة في مناقشاتٍ لا جدوى منها في سبيل إرضاء الطرف الآخر، ومساعدة المقربين منه وحلّ مشكلاتهم طيلة الوقت. وفي معظم العلاقات، هناك دائماً شخص يحب الدراما ويغرق في الأفكار السلبية. وهناك شخصاً آخر مضطر لتبرير أخطاء لم يرتكبها. أمثلة على الحدود الضعيفة في العلاقات إذا وجدتم أنكم تتجنبون الخروج برفقة أصدقائكم لكي لا تثيروا غيرة الشريك، فهذا مؤشر واضح على ضعف الحدود. ويظهر هذا الخطأ في العلاقات بين المحبين والأصدقاء، حين يتحمل شخص بمفرده أعباء عواطف وأفكار غيره السلبية. وقد يمتنع الكثيرون عن اتخاذ خطوة متقدمة في العمل، كالانتقال إلى بلد آخر مثلاً، خوفاً على مشاعر الأسرة. أو تجبر بعض الأمهات أبنائهن على البقاء إلى جوارهن عن طريق استمالتهم عاطفياً، من دون مراعاة مصلحتهم. في هذه الأمثلة وغيرها، يتحمل طرف مسؤولية أفعال غيره، ويتضاعف تقديره لنفسه. بينما يكون من يتمتعون بحدودٍ شخصية قوية محصنين من هذه التداعيات. الحدود الصحية في العلاقات الاهتمام والعطاء المتبادل أساس العلاقات الصحية. فحين تحبون لغيركم ما ترغبونه لأنفسكم، تكونون على الطريق الصحيح لإنجاح العلاقة واستمرارها. وحين تغيب الراحة النفسية عن أي علاقة اجتماعية عند التعامل، تقل فرص إنجاحها، ويبدأ طريق النهاية. فمن الصعب العيش في سلام مع أشخاصٍ يتصيّدون الأخطاء، ويلقون باللوم الدائم على الآخرين، ويحاسبون غيرهم قبل محاسبة أنفسهم. ويتبلور التفكير الواعي حين يحترم الجميع خصوصية بعضهم البعض، ولا يتدخلون في الأمور التي لا يرغب صاحبها بالتدخل فيها. وتلعب الاستقلالية دوراً هاماً في العلاقات، فكل شخص له الحق في اختيار طريق منفصل عن المحيطين به، من دون أن يؤثر ذلك على بناء روابط متوازنة معهم. 10 طرق للتعبير عن الحب من دون قول كلمة أحبك [vod_video id="iDJKDN4NFl3gXOJjJAIoQ" autoplay="1"]