بلاتر يهدف لاستعادة كبرياء الفيفا وسط الأزمة
يواجه السويسري جوزيف بلاترالذي أعيد انتخابه رئيساً للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) طريقاً طويلاً وصعباً نحو إعادة المصداقية للفيفا في ظل المعارضة الأوروبية له والمزيد من الإجراءات المحتملة ضد مسؤولين فيما يتعلق بالتحقيقات الأمريكية في قضايا الفساد.ولا تزال العديد من التساؤلات تحيط بمدى قدرة الفيفا على إصلاح نفسه مع انتخاب بلاتر رئيساً للاتحاد لفترة خامسة، من خلال التصويت الذي جرى خلال اجتماع الجمعية العمومية الخامس والستين (كونجرس الفيفا) الذي عقد بمدينة زيوريخ السويسرية يوم الجمعة الماضي.وتفاقمت أزمة الفيفا مع توجيه السلطات الأمريكية اتهامات تلقي رشي وكسب غير مشروع لـ14 شخصاً من بينهم مسؤولون بارزون في الاتحاد.واعتقل حتى الآن سبعة أشخاص في سويسرا وشخص آخر في ترنيداد وتوباجو ، بالإضافة إلى أربعة أشخاص آخرين اعترفوا بتهم فساد تتعلق بالفيفا ، في التحقيقات الأمريكية.وقالت لوريتا لينش ، المدعي العام الأمريكي ، إن هؤلاء المتهمين ، ومن بينهم جيفري ويب نائب رئيس الفيفا "أفسدوا أعمال كرة القدم في أنحاء العالم من أجل مصالحهم وإثراء أنفسهم. لقد فعلوا ذلك مراراً وتكراراً، وعاماً بعد عام ، وبطولة بعد بطولة."وأشارت السلطات الأمريكية إلى أنها لا تزال مجرد بداية ، وقال بلاتر نفسه خلال الافتتاح الرسمي للكونجرس مساء الخميس "إنني واثق من أن المزيد من الأخبار السيئة ستأتي."ولا يزال بلاتر 79/ عاماً/ يرى نفسه الرجل المناسب لإخراج الفيفا من أسوأ أزماته ، ولكن رغم أنه ليس من بين المتهمين ، جاءت العديد من قضايا الفساد المختلفة منذ توليه منصب السكرتير العام في 1991 ثم الرئاسة في 1998 .ووجهت انتقادات حادة لبلاتر من قبل رعاة وسياسيين وخصوم من أوروبا ، نادوا بضرورة تغيير كامل في الثقافة.ودخل الأمير البريطاني ويليام دائرة النقاش بشأن الفيفا باعتباره رئيساً للاتحاد الإنجليزي لكرة القدم ، على هامش نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي الذي أقيم مساء السبت.وقال الأمير ويليام "من يدعمون الفيفا ، مثل الرعاة والاتحادات القارية ، يجب أن يؤدوا واجبهم بالضغط من أجل هذه الإصلاحات ، إننا نعمل لمصلحة كرة القدم ولن يرضى مشجعوها إلا بذلك."وقال بلاتر يوم السبت الماضي إنه من أجل استعادة الصورة الجيدة ، من المقرر إجراء "زيارات شخصية" من جانب مسؤولي الفيفا إلى الرعاة الرئيسيين الذين يسهمون بالدور الأهم في الحفاظ على الوضع المالي الجيد للفيفا.وسيكون الظهور القادم لبلاتر أمام الجمهور في نهائي كاس العالم للشباب (تحت 20 عاماً) المقرر في 20 حزيران/يونيو الجاري في أوكلاند وكذلك نهائي كأس العالم للسيدات المقرر في فانكوفر في الخامس من تموز/يوليو المقبل ، علما بأن نيوزيلندا وكندا من بين الذين صوتوا للأمير الأردني علي بن الحسين في الانتخابات يوم الجمعة.ولكن الدعم الأكبر للأمير علي في تحديه لبلاتر جاء من الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) الذي سيمنح رئيسه ميشيل بلاتيني كأس دوري أبطال أوروبا للفائز باللقب عقب النهائي المقرر بين برشلونة الأسباني ويوفنتوس الإيطالي في العاصمة الألمانية برلين يوم السبت المقبل.وسيدرس مسؤولو اليويفا أيضا خطواتهم المقبلة المتعلقة بمعارضة بلاتر ، خلال تجمعهم في برلين ، حيث لا يزال الانسحاب من بطولات الفيفا ومن بينها كأس العالم أمراً ليس مستبعداً.ولكن مسؤولي الكرة الأوروبية ، الذين هددوا بمقاطعة الكونجرس لكنهم تراجعوا قبل ساعات من افتتاحه الرسمي مساء الخميس ، لا يزالوا غير متوحدين بشكل كامل.ويحظى بلاتر بدعم دول أوروبية مثل روسيا المستضيفة لكأس العالم 2018 وأسبانيا وفرنسا ، في حين أن الإنجليزي ديفيد جيل رفض الانضمام للجنة التنفيذية للفيفا بسبب إعادة انتخاب بلاتر.أما فولفجانج نيرسباخ رئيس الاتحاد الألماني للعبة فقد انضم للجنة التنفيذية حيث فضل المحاولة للمساعدة في التغيير ، بدلا من المقاطعة.وأثيرت التساؤلات أيضا حول سبب عدم دفع اليويفا بمرشح منه ما دام أنه يرغب في إزاحة بلاتر. حيث قرر بلاتيني عدم خوض التحدي مع بلاتر.وقال راينهارد راوبول رئيس رابطة الدوري الألماني في تصريحات لصحيفة "فرانكفورتر ألجماينه سونتاج تسايتونج" :"اليويفا يجب أن يكون له نظرة انتقادية لأدائه ، ويحدد بوضوح نقاط ضعفه ويحدد استراتيجية من أجل العمل للصالح الأوروبي."وهاجم بلاتر اليويفا في أكثر من مناسبة ، وتعد خططه لزيادة عدد أعضاء اللجنة التنفيذية الممثلين للاتحادات القارية الأصغر وتشكيل مكتب لكرة القدم الاحترافية ، ضد مصالح أوروبا التي تمتلك الأندية ومسابقات الدوري الأهم والأكثر ثراء.