ليلى البقي.. قصة كفاح أول كفيفة تحصل على ترخيص مزاولة المحاماة بالسعودية
  • Posted on

ليلى البقي.. قصة كفاح أول كفيفة تحصل على ترخيص مزاولة المحاماة بالسعودية

منذ زمن طويل كان عمل المرأة السعودية من القضايا الخلافية والشائكة، وكانت تتباين الآراء بين ضرورة عدم خروجها للفضاء وضرورة دمجها في سوق العمل، ومع مرور الزمن والتقدم الذي شهده العالم بات هناك تطورات حتى خرجت المرأة للعمل بالفعل ولكن اقتصر عملها في مجال التعليم داخل المدارس النسائية المغلقة. ومع زيادة عدد النساء المتعلمات وشغف المرأة السعودية بالتعليم حتى أنها باتت يتم ابتعاثها للخارج لتلقي العلم، كان من الضروري أن يتم فتح مجالات عمل جديدة أمام المرأة المتعلمة المثقفة، حتى تبدل الأمر تماما وتمكنت المرأة السعودية من العمل في مجالات هامة ومختلفة، حتى أن السعودية قد بدأت في منح السعوديات رخصة مزاولة مهنة المحاماة في أواخر 2012، وتم تطبيق القرار بشكل فعلي في يونيو 2013، وكانت أول محامية تتسلم بطاقة رخصة لممارسة المحاماة هي بيان زهران. وتضم السعودية حوالي 102 محامية، ومنحت الحكومة تراخيص جديدة لممارسة المهنة لحوالي 39 سيدة هذا العام، ولكن هناك شيء مميز ومختلف حدث منذ أيام قليلة، ففي خطوة مميزة هي الأولى من نوعها في السعودية، منحت وزارة العدل السعودية الترخيص الأربعين لمزاولة مهنة المحاماة لأول محامية سعودية كفيفة. ليلى البقي، التي لم تتجاوز الرابعة والعشرين من عمرها، لم يمنعها فقدان البصر منذ صغرها من الدراسة، وكان إصرارها على التعليم جعلها تدرس جميع المراحل الدراسية في معهد النور للكفيفات بجدة، حتى أنها التحقت بعد ذلك بجامعة الملك عبد العزيز ودرست القانون. ولم تكن تهتم أبدا بإعاقتها ولم تمنعها عن حلمها، وكانت تتحلى دائما بالقوة والثبات، وهذا ما دفعها لاختيار المحاماة ودراستها في الجامعة، تقول "البقي" إنها قرأت عن القانون وعن المحاماة كثيرا وعرفت أنها ستبدع فيه. وخاضت "البقي" التجربة بالكامل، ولم تلتفت يوما لأي كلمة كانت تسمعها من الموجودين حولها، وأنهم كانوا يظنون أنها لن تتخرج من الجامعة، ولن تتمكن من الوقوف أمام الجهات القضائية، وأنها اختارت مسارا خاطئا وعليها أن تعدل عنها، وكانت كل هذه الكلمات تدفعها للأمام أكثر، وتزيد من إصرارها. وبعد أن تخرجت من الجامعة، كانت تبحث عن فرصة تدريب وكان أهلها يساندونها ويدفعونها للقيام بهذه الخطوة، وحالفها الحظ والتحقت بمكتب محامي لفت انتباهه إصرارها وقوتها وثباتها، ففتح لها بابه وقام بتدريبها وأعطاها الثقة الكاملة لمزاولة المهنة. وتحدثت "البقي" خلال تصريحات صحفية عن إحساسها بعد أن أصبحت مستعدة للوقوف أمام الجهات القضائية لتترافع في القضايا المختلفة، بعد أن حصلت على رخصة المحاماة كأول محامية سعودية كفيفة، وتؤكد أن ما حدث خالف ظنها وتوقعاتها لأنها كانت خائفة عندما تقدمت للحصول على الرخصة لأنها كانت تخشى أن يرفضوها بسبب إعاقتها. وهذا كان دافع قوي لها أن تواصل مسيرتها وأن تحاول توفير كل الأجهزة التي تساندها لكي تقرأ وتكتب بسهولة، خاصة أن التطور التقني ساعدها في التغلب على الصعاب التي كانت تواجهها، وأنها تعلمت بطريقة برايل والناطق الصوتي، وكانت تستخدم جهاز برايل سينس للكتابة، وهذه الأشياء تساعدها أيضا على ممارسة الهنة كأي شخص عادي، ولهذا فهي ترى أن كل الطرق مفتوحة ومتاحة أمامها ولا يوجد عائق أو عقبة تقف في طريق تحقيق حلمها.