تعتبر فترة المراهقة من أخطر المراحل العمرية في حياة المرء، ففيها يتم بناء شخصية المراهق، وهي مرحلة طبيعية يمر بها الإنسان بعد مرحلة الطفولة.في هذه المرحلة تتغير سلوكيات وتصرفات المراهقة، إذ لم تعد طفلة بل أصبحت ناضجة، ويشكو الكثير من الآباء والأمهات من وجود مشكلات سلوكية لبناتهن المراهقات، ودائما ما يحاولون معرفة طريقة التعامل معهن.وفي هذا السياق، تقول نيفين عبد الله، مستشارة اجتماعية ونفسية: "من الضروري أن ننظر إلى مرحلة المراهقة على أنها ليست مرحلة منفصلة عن حياة الفرد بل هي امتداد لمراحل أخرى".وتضيف: "لا توجد مشكلات في مرحلة المراهقة لكنها غالباً ما تكون نتيجة لتراكم المشكلات، أي أنها تظهر فيها المشاكل السلوكية ولا تعتبر بداية لها".وتوضح "عبد الله" أن أى إنسان له احتياجاته النفسية وحصوله عليها تجعله سوياً، في حين أن عدم الإشباع يُعجل بظهور المشاكل، لافتة إلى أنه من أبرز المشاكل السلوكية للمراهقة ما يلي:1-الرغبة في الاستقلالية: يكون احتياج المراهقة في هذه الفترة عالياً للاستقلالية، فهي تريد أن تشعر بذاتها وهويتها وتعيش حياتها وتجرب بنفسها بصرف النظر عن الأهل أو المجتمع.2- الاكتئاب: أعلى المراحل التي يكون فيها إبداع هي مرحلة المراهقة وعدم توفير البيئة المناسبة وقدر من المساحة لاتخاذ القرار وتقبل الخطأ يُدخلها في حالة من الاكتئاب، لدرجة أنها لو كان تعاني من بوادر لاضطرابات شخصية تظهر في تلك المرحلة.3- ذوبان الشخصية: المراهقة تحتاج أن يكون عندها حياة اجتماعية بشكل أكبر وتتوسع فيها، فإذا كانت لديها ملامح سوية فإنها لن تخضع لضغوط الأقران، وبالعكس قد تسعى إلى تجربة كل شيء وبالتالي قد يحدث ذوبان في الشخصية أو إقامة صداقات غير منضبطة أو علاقات غير محددة.4- محاولة خوض التجارب: المراهقة يكون لديها احتياج إلى اختبار الأشياء التي تبدو ثابتة عند أهلها وإعادة النظر في كل القيم الأخلاقية، فتبدأ في السؤال والبحث عنها وتتعامل معها كأنها تجربتها الشخصية.5- الميل للجنس الآخر: المراهق يبدأ في الاهتمام بالجنس الآخر وهنا يتعين على الأسرة أن توفر المعلومات المنضبطة عن هذه التغيرات، حتى لا يدفع الشغف إلى البحث عنها في أماكن أخرى.6- التقلبات المزاجية: بسبب التغيرات التي تتعرض لها المراهقة وقد تكون حادة في بعض الأحيان.وتشدد على ضرورة أن يتقبل الأبوان أولا حتى يستطيعا تقبل الابنة المراهقة والتعامل معها بشكل سليم، إلى جانب إتاحة قدر من الحرية لسماع وتقبل المراهقة، بالإضافة إلى توفير البيئة المناسبة حتى تمر مرحلة المراهقة بسلام.