قصة نجاح نادرة لابن سائق حافلة .. صديق خان المسلم عمدة لندن الجديد
رغم تعرضه لحملة وصفت بأنها "قذرة" لتشويه سمعته، تربع صديق خان على عرش منصب عمدة بريطانيا كأول مسلم في تاريخها، وفاز بقوة على منافسه مرشح حزب المحافظين زاك غولدسميث. "صديق خان" ابن مهاجر سائق حافلة، ووالدته خياطة وعمل أحد أشقائه ميكانيكي سيارات، ترعرع في بيت متواضع مع ستة أشقاء، تعلم الملاكمة في الشارع، لكن ذلك لم يمنعه من التفوق، حيث أصبح محاميا يدافع عن حقوق الإنسان، ودخل عالم السياسة ليصبح أول مسلم يتبوأ منصب وزير في حكومة العمال السابقة بزعامة غوردن براون. المحامي صديق خان وبصفته محامياً، قاتل خان لأجل حقوق الإنسان، وحصل عن حزب العمل على 57% من الأصوات في الانتخابات التي شهدتها المدينة الجمعة". ويمثل موقع عمدة لندن منصة مؤثرة للضغط على الحكومة في ما يتعلق بمصالح سكان لندن البالغ عددهم 6.8 ملايين نسمة. وتعهد خان في خطاب بعد الفوز بأن يكون "رئيس مدينة للجميع"، وقال إن والده الذي هاجر إلى بريطانيا في الستينيات كان ليفخر به. عمدة لندن الجديد تعهد بمحاولة توفير وحدات سكنية في متناول الجميع ومواصلات عامة أفضل، وكذلك تقليل معدلات التلوث في المدينة وتشجيع توفير مزيد من فرص العمل بأجور مرتفعة. كيف أصبح إبن سائق حافلة مسلم عمدة لندن ؟ رحلة خان لمقعد رئيس المدينة تبدو كنسخة حديثة لأسطورة نموذجية، فقد ولد عام 1970 لوالدين وصلا قبل ذلك بوقت قصير إلى لندن من باكستان، وهو الابن الخامس ضمن 7 أشقاء وشقيقات، ترعرع في إسكان شعبي في توتينغ، وهي منطقة مختلطة عرقيا بجنوب لندن. لعبت خلفيته المتواضعة لصالحه في مدينة تفاخر بتنوعها وتعشق قصص نجاح الرجال الذين كافحوا وبدأوا من الصفر، تحدث خان أكثر من مرة عن والده الذي كان سائق في الحافلات الحمراء الشهيرة بالمدينة، ووالدته التي كانت خياطة، وأحد أشقائه الذي عمل ميكانيكي سيارات. اضطر لتعلم الملاكمة للدفاع عن نفسه في الشوارع من أولئك الذين كانوا يكيلون له السباب والشتائم العنصرية. كذلك فإن اثنين من أشقائه يعملان مدربي ملاكمة، وشارك خان في ماراثون لندن عام 2014. دراسة صديق خان سعى لدراسة العلوم كي يصبح طبيب أسنان في المدرسة ، لكن معلمه الذي لاحظ موهبته الكلامية الحادة حثه على دراسة القانون، حصل على شهادته من جامعة شمال لندن وبدأ حياته المهنية عام 1994 في مكتب محاماة كريستيان فيشر، وبمرور الوقت أصبح شريكا فيه، تخصص في حقوق الإنسان، وقضى 3 سنوات رئيسا لمنظمة "ليبرتي"، التي تتبنى الدفاع عن حريات المواطن. انضم صادق خان لحزب العمال البريطاني عندما كان عمره 15 عاما فقط، وقتها كانت رئيسة الوزراء السابقة مارجريت تاتشر في أوج نجاحها. وكان أصغر منتخب لعضوية مجلس محلي في لندن حين التحق في 1994 بمجلس توتينغ وعمره 23 عاما، وأصبح نائبا في مجلس العموم عام 2005، وما زال يسكن في نفس المنطقة مع زوجته سعدية وابنتيه أنيسة وعمَارة.