في الذكرى الـ25.. صورة مأساة طفل ومصور
  • Posted on

في الذكرى الـ25.. صورة مأساة طفل ومصور

قبل 25 عاما من اليوم، في تاريخ 26 مارس 1993؛ نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" هذه الصورة التي قام بالتقاطها المصور "كيفن كارتر"، الذي تم إرساله في مهمة إلى السودان لتوثيق المجاعة المروعة التي اجتاحت البلد الإفريقي. كانت هذه الصورة المؤلمة للطفل السوداني الهزيل، الذي يجلس على الأرض وإلى جانبه طائر جارح يود التهامه؛ سببا في اندلاع موجة من الغضب العالمي، ففي مارس عام 1993، كان "كارتر" ينتظر تغيير الطائرات، وسمع بكاء هذا الـ"طفل" الهزيل، ورأى سقوطه المؤلم على الأرض، وفي نفس الوقت وقعت عيناه على ذلك النسر الضخم الذي كان يقف خلف الطفل يستعد للهجوم عليه، صُعق المصور العالمي، ولأنه كان محظورا لمس الأطفال هناك بسبب انتشار الأمراض لم يستطع "كارتر" سوى الإمساك بكومة من القش ليطرد الطائر الجارح. وكان كل ما يأمل به "كارتر" هو استكمال هذا الصبي طريقه إلى محطة المساعدات الغذائية التابعة للأمم المتحدة. [rotana_image_gallery rig_images_ids="560254,560255,560256"] بالفعل، نجا هذا الصبي صاحب الصورة التي أشعلت غضب العالم قبل 25 عاما، لكن هذا الطفل كتبت له النجاة ليلقى الموت مرة أخرى بعد 14 عاما بسبب إصابته بمرض الملاريا، طبقا لرواية "كارتر" آنذاك. لم يكن الطفل فقط هو صاحب المصير السيئ، فتلك الصورة سجلت مصيرا سيئا آخر، وكان هذه المرة من نصيب المصور "كارتر" الذي حصل على جائزة "بوليتزر" لعام 1994، بسبب التقاطه هذه الصورة، لكنه أيضا حصل على كمية كبيرة من الغضب من قبل الأشخاص الذين شاهدوا الصورة حول العالم، فالجميع تساءل: كيف أمكنه الوقوف هناك والتقاط هذه الصورة بدلا من أن يساعد هذا الطفل؟ فبالرغم من أن هذه الصورة كانت بمثابة رسالة واقعية جدا لما يحدث في هذا البلد وساعدت في جمع عدد كبير من التبرعات إلى جانب لفت نظر العالم لما يحدث في منطقة لا يصل إليها الكثير ليرى ذلك على أرض الواقع، فإن "كارتر" تلقى نقدا لاذعا بسبب هذه الصورة، ما أدى إلى دخوله في مشاكل عديدة منها إدمان المخدرات والتوقف عن العمل والدخول في نوبة اكتئاب شديدة أودت بحياته بعد ثلاثة أشهر فقط من حصوله على الجائزة. ففي 27 يوليو 1994 قاد "كارتر" شاحنته إلى قرب نهر «برامفونتاينسبروي» وهو نهر صغير يقطع الضواحي الشمالية لمدينة جوهانسبرغ، وهي منطقة اعتاد أن يلعب بها حين كان طفلا صغيرا، وقام بإنهاء حياته بتوصيله العادم إلى داخل الشاحنة مشغلا المحرك، حيث قضي بالتسمم بأول أكسيد الكربون عن عمر ناهز 33 عاما. "جائزة بوليتزر" هي مجموعة من الجوائز والمنح تقدمها سنويا جامعة "كولومبيا" بنيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية في مجالات الخدمة العامة والصحافة والآداب والموسيقى، وتحظى هذه الجوائز، التي مولت في الأساس بمنحة من رائد الصحافة الأمريكي "جوزيف بوليتزر" بتقدير كبير، وتمنح في شهر مايو من كل عام منذ عام 1917. تمنح جامعة كولومبيا الجوائز بتوصية من هيئة جوائز "بوليتزر"، المكونة من محكمين تعينهم الجامعة نفسها ويصل عدد الجوائز الممنوحة سنويا إلى 21 جائزة، منها 14 جائزة في مجال الصحافة، و6 في مجال الآداب، وواحدة في الموسيقى، إضافة إلى أربع منح في مجالات متعددة أخرى. في 20 فئة يتلقى كل فائز شهادة وجائزة نقدية قدرها 10 آلاف دولار أمريكي. أما الفائز في فئة الخدمات العامة في مسابقة الصحافة فيمنح ميدالية ذهبية. [more_vid id="yTCGXb13oZJLrZ6srZGQ" title="إمرأة تلقي بطفل صغير في احد المصارف المائية" autoplay="1"]