فتاة تركية ترثي والدها الذي "لم تشبع من رائحته"
  • Posted on

فتاة تركية ترثي والدها الذي "لم تشبع من رائحته"

ميليس أوستا، فتاة تركية تبلغ من العمر 16 عاما، وهي ابنة هاشم أوستا، الذي كان أحد عشرات القتلى من أفراد الأمن والشرطة والمواطنين الذين سقطوا بتفجير انتحاري وقع قرب ملعب كرة بإسطنبول، في العاشر من ديسمبر الجاري. قضت فتاة تركية نصف عمرها لم تر به والدها سوى خمسة مرات فقط، نظرا لانفصاله عن والدتها وزواجه من امرأة أخرى، وهي في الثامنة من عمرها، ولكنها هذا اليوم قابلته مضطرة، حيث كان عليها وداعه إلى مثواه الأخير. [foogallery id="280801"] "دمك اختلط مع تربة الوطن المقدسة، الشهداء لا يموتون والوطن غير قابل للتجزئة، لن يستطيعوا تقسيمه يا أبي"، كانت هذه هي الكلمات التي وقفت الفتاة التركية تودع والدها بها أمام مثواه الأخير، وهي تبكي بحرقة أثناء تشييع جنازته، والتي رأت بها شقيقها من أبيها لأول مرة بحياتها. ما أن وري وجه الأب الشهيد بالتراب إلا وذهبت ابنته المكلومة إلى منزلها، لترثيه بأسمى معاني الحب الذي كنته له بالرغم من أنها لم تعش معه، حيث كتبت الفتاة عبر صفحتها الشخصية على موقع "فيسبوك": "والدي العزيز، أخذوك مني، هؤلاء عديمو الشرف، قبل أن أشبع من رائحتك، أشعر بأن نفسي سينقطع، لم أفكر ليوم في أنك ستموت وأنا سأصبح ابنة الشهيد، لم أكن أفكر سوى في أحلامي وفي أنك ستحضر حفل تخرجي". وتابعت الفتاة بأن جميع من حولها يخبروها بأن تفتخر لأنها ابنة الشهيد صاحب القلب الجميل الذي لم يكن يحمل به سوى حب الوطن وعشق مهنته، والذي حصل على الشهادة الذي لا يستطيع الكثيرون الحصول عليها من أجل الوطن. وأردفت "هل تعرف يا أبي أني اليوم للمرة الأولى التقيت شقيقي؟! إنه يشبهني كثيرا كما كنت تقول لي، لا تهتم لكل هذا، ارقد براحة وليكن مكانك الجنة وسندعو لك كثيرا". واختتمت ابنة الشهيد رسالتها إلى والدها الذي لن يراها أبدا، والتي رثته بها، وهي تعبر عن حبها له وفخرها بأنها ابنته، واعتزازها بوقوف الناس لتوديعه في الشوارع.