سياميتا السودان بين 1992 و2018.. كيف تعيش هبة وسماح اليوم؟
  • Posted on

سياميتا السودان بين 1992 و2018.. كيف تعيش هبة وسماح اليوم؟

[rotana_image_gallery rig_images_ids="503544,503545,503546,503549,503550,503552,503553,503555,503502,503499,503498,503497,503492"] الرياض ــ أشرف حجاج عمان - سعد أبوعلي ‎ هبة وسماح توأم سيامي جاءتا مع والدهما عمر الجيلي من السودان إلى المملكة العربية ‏السعودية قبل 25 عاما، في محاولة لإنقاذ حياتهما بعد ولادتهما بعملية قيصرية نظرا لالتصاق ‏جسدهما في مواضع عدة، علما أن نسبة بقاء التوائم الملتصقة على قيد الحياة تصل من 5 إلى ‏‏25 في المائة فقط‎. روتانا.نت التقت هبة وسماح بعد سنوات طوال على إجراء عملية الفصل لهما، لترويان لنا ‏قصة حياتهما التي كانت مادة دسمة لمختلف وسائل الإعلام المحلية والعربية منذ لحظة ‏ولادتهما‎.‎ ‎[vod_video id="JbLXKNeHCltZKaVgmZkhGw" autoplay="1"] بداية القصة عمر الجيلي والد التوأم السيامي كان يعمل رائدا في الشؤون الطبية التابعة للقوات المسلحة ‏السودانية، حملت زوجته ‏طوال سبعة أشهر والطبيب السوداني المُعالج لم يكن على علم بأنها ‏تحمل توأما، وفي نهاية الشهر الثامن أبلغ الوالدين ‏بأن الزوجة تحمل توأما سياميا، تلتصقان في ‏مختلف أنحاء الجسد؛ لتتم الولادة بعملية قيصيرية وتخرج هبة وسماح إلى ‏الحياة عام ‏‏1992م‎. بعد الولادة، تخوّف الاطباء من إجراء عملية فصل التوأم داخل السودان، فقرروا البحث عن ‏دولة أخرى، وبدأ الوالد ‏بالتواصل مع مستشفيات في المملكة المتحدة وألمانيا والسعودية، ليتلقى ‏اتصالا من إحدى مستشفيات بريطانيا تبلغه بان ‏هذه النوعية من العمليات تتم على نفقة دولة ‏الكويت، التي كانت في ذلك الوقت تعاني بعد الغزو العراقي‎. عندها تواصل والد التوأم مع شقيقه المقيم في المملكة العربية السعودية، والذي أبلغه بان ‏الراحل الدكتور محمد عبده يماني ‏رئيس الصندوق الخيري (دلة البركة) آنذاك، قابله ووافق على ‏إحضارهم الى السعودية، وبدأت اجراءات استقدامهم ‏لإجراء العملية‎. ثقته بالأطباء السعوديين انقذت حياة ابنتيه‎  بعد وصولهم إلى السعودية بدأوا بإجراء الفحوصات الطبية والاستعداد لعملية الفصل، وفي ‏الأثناء هاتف الملحق ‏العسكري السوداني، الوالد عمر الجيلي ليبلغه بأن إحدى مستشفيات ألمانيا ‏وافقت على إجراء العملية للتؤام السيامي، ‏ولكن ثقة الوالد بالأطباء السعوديين وما وجده من ‏اهتمام ورعاية لمولودتيه من قبل الشيخ محمد عبده يماني ألقت في قلبه ‏السكينة والطمأنينة ‏ليواصل اجراءات تنفيذ العملية في المملكة‎. فتوى شرعية للاستغناء عن احداهن‎  أثبتت الفحوصات الطبية التي أجريت في مستشفى الملك فيصل التخصصي بأن التوأم ولدتا ‏بالتصاق أسفل الصدر ‏والبطن والحوض ولكل منهما طرف سفلي واحد وتشتركان بطرف ‏سفلي مشوه وكذلك تشتركان بالجهاز التناسلي ‏والبولي وفتحة الشرج والقولون والكبد، وقد يتم ‏الاستغناء عن احداهن أثناء العملية، وهو ما دفع الدكتور عبدالله الربيعة ‏رائد جراحة فصل ‏التوائم إلى طلب فتوى شرعية بعدم حرمة ما سيقوم به‎. ويقول الجيلي "قابلت الدكتور عبدالله الربيعة ولدى مشاهدته للتقارير قال لي (انا كجراح مسلم ‏لا يمكنني إجراء العملية ‏كي أتخلص من احداهن وتعيش الاخرى الا ولدي فتوى شرعية بعدم ‏حرمة ذلك)، فتواصلت مع مجلس الافتاء وقابلت ‏سماحة المفتي الذي شاهد التقرير الطبي وكان ‏الرد بأنه سيتم التواصل مع المستشفى‎". ويضيف "بعد أيام تلقيت اتصالا من الدكتور عبدالله الربيعة، أبلغني فيه بأن سماحة المفتي ‏طلب تشكيل لجنة طبية لدراسة ‏حالة التوأم هبة وسماح"، فتم إلغاء الفحوصات السابقة وإجراء ‏فحوصات جديدة، وبعد ثلاثة أشهر ظهرت نتائج ‏الفحوصات الطبية الجديدة بأن العملية قد تتم ‏بدون الاستغناء عن إحداهن ونسبة نجاحها تصل إلى 75 بالمئة‎. ‎18 ‎ساعة في غرفة العمليات‎  استغرقت عملية فصل هبة وسماح في غرفة العمليات 18 ساعة متواصلة بعد مراجعة دقيقة ‏وإجراء فحوصات طبية ‏شاملة من فريق طبي سعودي يرأسه الدكتور عبدالله الربيعة في ثاني ‏تجربة له، وتمت ولله الحمد بنجاح باهر بالرغم من ‏خطورة حالة الفتاتين‎. وخلال الساعات الـ18 حيث يجري الفريق الطبي السعودي عملية الفصل، كانت المُمرضة ‏التي حملت التوأم الملتصق ‏وأدخلته إلى غرفة العمليات، بمثابة عيون والدي هبة وسماح، ‏فتتصل بهما نحو كل ساعة تقريبا لتطمأنهما على سير ‏العملية‎. حياة هبة وسماح‎  روتانا.نت التقت الفتاتين هبة وسماح بعد أكثر من 25 عاما على العملية أو كما تطلقان عليها ‏‏(اللحظة الفاصلة) في ‏حياتهما، للحديث عن السنين التي مرت منذ تلك اللحظة وحتى اليوم، ‏حيث أشارتا إلى أنهما تمارسان الآن حياتهما ‏الطبيعية دون أية مشكلات، وقد بلغتا من العمر ‏‏26 عاما، وتخرجتا من كلية النظم والمعلومات، وتعملان الان بوظيفة ‏كاتب تأمين في احد ‏المراكز الطبية بالعاصمة الرياض‎. وتحدثتا عن الاهتمام الذي لمستاه من المجتمع السعودي، فتعلمتا في مدارس المملكة وتنقلتا مع ‏والديهما في عدة ‏محافظات وصار لديهما صديقات سعوديات من كل محافظة وهما إلى الآن ‏على تواصل بتلك الصديقات، وتعيشان كما ‏تعيش باقي الفتيات السعوديات حياتهن‎. حياة عملية‎  كما أشرنا سابقا فإن هبة وسماح تعملان الآن في أحد المراكز الطبية في الرياض، ورغم ‏صعوبة العمل مع أطراف ‏صناعية لمدة 9 ساعات يوميا، فهما تمارسان حياتهما العملية بشكل ‏طبيعي‎. علاقتهما بالطبيب المُعالج‎  لا تنسى الفتاتان فضل الدكتور عبدالله الربيعة عليهما منذ أن أجرى العملية لهما وحتى الان، ‏فقدم لهما المساعدة كثيرا لذا ‏فإنهما على تواصل شبه دائم به، ووصفتاه بأنه "شخصية طيبة ‏وبشوشة ويستقبل منهما أي طلب في أي وقت‎". مبادرة لجمع التوائم السيامية‎  تقول هبة وسماح "عند مشاهدتنا لأي عملية لتؤام سيامي تتم في المملكة نفتخر بالدكتور عبدالله ‏ونبارك له على نجاح كل ‏عملية"، علما أن السعودية استحقت لقب مملكة الانسانية بإجرائها ‏‏44 عملية فصل لتوائم سيامية سعوديين وغير ‏سعوديين من البلدان المجاورة كلها تكللت ولله ‏الحمد بالنجاح منذ العام 1990 وكان آخرها الشهر الماضي للتوأم ‏السوداني جود وجنى ‏بتوجيهات من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد ‏نائب ‏رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع‎. وتشير هبة وسماح إلى أنهما طرحتا مبادرة لإنشاء هيئة او جمعية للتوائم السيامية بحيث تكون ‏داعمة لهم، ترعاهم وتحل ‏مشاكلهم كافة‎. رد الجميل والطموح‎  اكدت هبة وسماح بان خير السعودية عليهما كثير سواء بعلاجهما او تعليمهما حتى تخرجتا من ‏كلية النظم والمعلومات ‏وتتمنيان العمل بتخصصهما لتردان الجميل لمملكة الانسانية التي كانت ‏لهم سندا وعونا وقت الحاجة‎.‎