بثقوب الجمجمة وسم العقارب و الأفيون.. القدماء يعالجون الأمراض المستعصية
ربما لا يعرف الكثيرون أن تاريخ الطب العلاجي، قديم بقدم البشرية، وكان أسلافنا يمتلكون معرفة كبيرة بوسائل علاج للأمراض، لكنها طرق اندثرت شيئا فشيئا بمرور الزمن. ورصد موقع "Bright Side" الأمريكي بعض الطرق العلاجية الغريبة، التي كان أغلبها خطيرا للدرجة التي يتمنى مها الإنسان الموت؛ لكي لا يمر بهذه التجارب الصعبة. ألم الأسنان.. الضفدع وسيلة التداوي: في العصور القديمة، كان الناس يعرفون كيفية صنع حشوات الأسنان والبدلات السنّية. إذ عُثِرَ في إيطاليا على سنٍّ بشرية بها آثار معالجة طبية، قُدِّرَ أنَّها تعود لما يقرب من 14 ألف عامٍ مضت، أي قبل بداية التاريخ المكتوب. بعض الوسائل العلاجية القديمة كانت على درجةٍ كبيرة من الغرابة: فمثلا أوصى العالم الطبيب المسلم ابن سينا، بحرق مزيجٍ من دهن الماعز والبنج الأسود والبصل وتدخينه لعلاج ألم الأسنان. في حين كان العالم الروماني الشهير بليني الأكبر، يعتقد أنَّ السبيل الوحيد للتخلص من ألم الأسنان هو الإمساك بضفدع في منتصف الليل، والبصق في فمه، مع تلاوة بعض الكلمات "العلاجية" الخاصة. برع الهنود القدماء في تغيير وضعية الجنين داخل الرحم، وتمكَّن المعالجون في بعض القبائل الإفريقية من إجراء العمليات القيصرية بالاستعانة بأدواتهم البدائية للغاية، لكن مع الأسف، فإن غالبية تلك المعرفة القديمة ضاعت إبان العصور الوسطى. التخدير.. تقدم عراقي مصري بفضل الأفيون: حقق أسلافنا نتائج مذهلة في مجال الجراحة، ففي بلاد الرافدين قديما على سبيل المثال، استخدم الأطباء الكحول و الأفيون لتسكين آلام المرضى. وفي مصر القديمة كان الأطباء يستعينون بمستخرج فاكهة اليبروح كمخدر، بينما كان الأطباء في الهند والصين يستخدمون نباتات العرعر والقنب والبيش، لكن بالطبع تصعب معرفة ما إذا كانت تلك العلاجات ناجعةً فعلاً أم لا. السكري.. عندما تنتهي التمارين الرياضية بالموت: قديما كان الأطباء يُعالجون مرض السكري بالتمارين الرياضية، والأعشاب العلاجية، لكن ذلك لم يكن يأتي بنتائج إيجابية، وبالتالي كان المرض يُودي بحياة المريض غالبا. الصرع: المياه المقدسة لعلاج عقاب الآلهة: في عهد الطبيب اليوناني أبقراط (460-370 ق.م)، ساد الاعتقاد بأن مرض الصرع، سببه سخط الآلهة على المريض، لكن أبقراط نفسه كان يعتقد بأن سببه الرياح والبرد والشمس، بينما ساد في العصور الوسطى اعتقادٌ بأنَّ الصرع ما هو إلا مسٌّ من الشيطان، وبالتالي كان يُعالَج بالصلاة والمياه المقدسة. وكانت الأمراض الجلدية مثل الصدفية بدورها في عداد الأمراض العضال، وكان المرضى يُعلِّقون في أعناقهم أجراساً لإنذار الآخرين بالابتعاد عنهم. العلاج يستخدم لجميع الأمراض تقريبا حَظِيَ الفصد (إراقة الدماء) بشعبيةٍ هائلة في الهند والبلدان العربية، حتى إنَّه ورد ذكره في وثائق يونانية ومصرية قديمة. وكان الفصد يقوم على الاعتقاد بأنَ الدم به "أخلاط نجسة" لا بد من إخراجها من جسد المريض، كي يُشفَى، وكان الحلاقون هم من يجرون عملية الفصد إبان العصور الوسطى. وظل الفصد شائعا حتى القرن التاسع عشر، وحتى جورج واشنطن أول رئيس للولايات المتحدة، عُولِجَ من التهاب اللوزتين بهذه الطريقة، وإن كان تُوفي بعد ذلك. مضادات حيوية.. من سموم النباتات والأفاعي والعقارب: قبل استخدام المضادات الحيوية، حاول الناس مكافحة العدوى بأدوية مستخلصة من سموم النباتات والأفاعي. والمفارقة أن العلماء في العصر الحديث اكتشفوا أن تأثير تلك الأدوية المضاد للبكتيريا؛ يرجع إلى احتوائها على بروتينات صغيرة تسمى الديسينتغرينات (Disintegrins). وفي العصور الوسطى، كان الأطباء يضيفون الأفاعي والعقارب المُجفَّفة إلى وصفاتهم الدوائية. أما في مصر القديمة، فقد شاع استخدام القنب و الأفيون والبنج الأسود كمضادات حيوية. الصداع.. بعض الثقوب في الجمجمة: كان الناس قديما يلجأون إلى علاجاتٍ جذرية للصداع والصرع والاضطرابات النفسية الأخرى؛ إذ كان الأطباء يحفرون عدة ثقوب في جمجمة المريض لعلاجه. ويعد العلاج بثقب الجمجمة هو أحد أقدم العمليات الجراحية المستخدمة في تاريخ البشرية؛ فقد عثر العلماء على بقايا بشرية تعود إلى العصر الحجري الحديث تُثبت أن العلاج بثقب الجمجمة كان مستخدماً آنذاك. كما شاع استخدام ذلك العلاج أيضاً في الحضارات الأميركية القديمة، وإبان عصر النهضة كذلك. القناة الهضمية.. الحقنة الأكثر انتشارا كانت من هذه المادة: مشاكل الهضم، والنعاس، وتشنجات المعدة، والطفيليات، وغيرها كانت تُعالَج بحقنة دخان التبغ التي تعود أصولها إلى الهنود الحمر بأمريكا الشمالية. الضعف الجنسي: في أواخر القرن الـ19 ومع ظهور الكهرباء، كان العالم يعتبر الكهرباء هي الحل السحري لجميع المشكلات، حتى الضعف الجنسي لدى الذكور، ولذلك تم ابتكار أجهزة تساعد على علاج الرجل من هذا المرض باستخدام الكهرباء، عن طريق تلقي صدمات كهربائية لتنشيط أعصاب الجهاز التناسلي. الخطافات المعدنية لعلاج حصوات المثانة: تسبب حصى المثانة آلاما شديدة، وعلاجا لها تم استخدام خطافات معدنية صلبة، لإدخالها في مجرى الإحليل (الطريق البولي) لتحريض تلك الحصى على الخروج. علاج البواسير كيًّا بالحديد الساخن: ديائما كان يتم علاج حالات البواسير الشديدة، عن طريق شقها واستنزاف بعض الدم منها ثم كيّها بالحديد الساخن، وقد تبدو مؤلمة لكنها في الحقيقة فعالة ومستخدمة في الطب الحديث، ففي العصور القديمة لم يُعرف المخدر، ولم يوجد الليزر الذي يمكن من القيام بهذه العمليات بفعالية تامة، حيث تم العمل كله بالحديد الساخن وبدون تخدير، وبذلك تستطيع أن تتخيل كم عانى المرضى في تلك العصور من الألم جراء هذا العلاج. اختراق جوف العين لعلاج المرض النفسي: كان يتم علاج الصرع والأمراض النفسية عن طريق قطع جزء من الدماغ لإزالة العواطف الزائدة لدى المريض مما يساعده في تخطي محنته النفسية. وتم ذلك بواسطة معول جليدي صغير عبارة عن قطعة طويلة من الجليد، تُدخل عن طريق جوف كرة العين بعد أن يصعق المريض كهربائيا، لكي لا يشعر بالألم، ويتم استئصال قطعة من الدماغ كعلاج، تم التخلي عنها على الرغم من نجاحها بعض الأحيان، إلى أن تم تصنيع المهدئات العصبية للعلاج النفسي. [more_vid id="aGJJdmPIin4rpSARCKT5Mg" title="مسلح يطلق النار على لاعبي كرة قدم بالبرازيل" autoplay="1"]