ليست العبرة بإتمام الزواج بين شخصين، ولكن الفيصل بقدرتهما على قيادة مركبة الزواج بنجاح، قد تكون هناك بعض العقبات التي تعترض طريقهما، ولكن إمكانية إزاحتها والتغلب عليها لن تأتي إلا من خلال التفاهم والحوار البنّاء. تشير إحدى الدراسات إلى أن معظم المشكلات الزوجية تدور في فلك العجز عن إقامة حوار ناجح بين الزوجين، مما يؤدي إلى تفشي ظاهرة الخرس الزوجي والتي من شأنها هدم مؤسسة الزواج بأكملها. مؤكدة أن قدرة الزوجين على إدراك الفروقات بينهما تساعدهما على استيعاب واحتواء الآخر. تقول الأستاذة ناهد محمد، المستشارة الأسرية: نشوب الخلافات الزوجية يعد ظاهرة طبيعية خاصة في بداية الزواج، حيث إن الحوار والمناقشة بين الزوجين يحتاجان إلى درجة من الذكاء والحكمة في الوصول إلى نتائج مرضية للطرفين، وخاصة إذا كانا بصدد محاولة حل إحدى المشكلات. محذرة من خطورة الاستسلام لبعض الأفكار والعبارات الهادمة مثل "إنني لا أستطيع التفاهم معه إطلاقاً" أو "لا فائدة من الحوار معه" لأن ذلك قد يؤدي إلى حدوث نوع من التبلد والصمت الأسري؛ مما يبعث الكآبة على الحياة برمتها. مؤكدة بعض النصائح التي يجب أن تلتزم بها المرأة من أجل حوار مثمر مع الزوج ومنها: - لابد أن تقري بأن هذه هي حياتك وأنه يجب عليك السعي الدؤوب من أجل استمرارها والحفاظ عليها. - أن تدرك المرأة أن عقلية ونفسية الرجل تختلف تماماً عنها، فالرجال يكرهون الثرثرة والخوض في التفاصيل ويركزون فقط على النقاط الجوهرية. - لابد من اختيار الأوقات المناسبة للحوار، وتجنب بعض الأوقات الأخرى مثل فور عودته من العمل؛ حيث يكون الزوج بلا شك مجهداً وعاجزاً عن إقامة أي حوار. - لعل تغيير أجواء المنزل أحياناً قد ينعكس إيجابياً على الحالة المزاجية للزوج. - لا خلاف على أن نبرة الصوت الهادئ هي المفضّلة دائماً لدى الرجال، لذا فإن الأصوات العالية قد تنهي الحوار قبل بدايته من الأساس. وتعلّق الأستاذة هيفاء صفوق، الأخصائية الاجتماعية، في برنامج "سيدتي" المذاع على قناة روتانا خليجية قائلة: الحياة الزوجية تقوم في الأساس على المشاركة والتوصل بين الأزواج. مشيرة إلى أهمية نجاح الطرفين في التعبير عن المشاعر والأحاسيس الإيجابية والسلبية أيضاً من خلال الحوار، حيث إن الأسلوب الخاطئ قد يؤدي إلى حدوث المشكلات. محذرة من خطورة التغاضي عن المشكلات وإرجائها، كما أن كتمان الغضب قد يؤدي إلى الانفجار وزيادة حدّة الانفعالات بين الزوجين. مقدّمة بعض النصائح التي تقود إلى حوار ناجح بين الزوجين، وأهمها: - تحديد الوقت المناسب للحديث. - إبراز المشاعر الإيجابية والتعبير عن الود والاحترام خلال الحوار؛ مما يجعل الطرفين يقبلان على التواصل دائماً. - تجنب استخدام العبارات القطعية التي تهدف إلى النقد المستمر واللوم. - حسن الإصغاء، حيث يجب أن يكون الزوجان خير مستمع لبعضهما البعض؛ مما يساعد على التقارب بينهما.