السرقات الأدبية.. 4 أدباء في براثن العار.. أبرزهم "شكسبير"
السرقة نقطة سوداء في تاريخ أي شخص، وخصوصاً إذا التصقت بأرقى مجالات الفكر وهو الأدب، السرقات الأدبية قد تحول شخصيات نقشت أسمائها في ذاكرة التاريخ إلى مجرد سراب، وبغض النظر عن ثبوت حالات السرقة من عدمه، يبقى حق البشر في المعرفة عملاً بمنهج الشك وصولا إلى اليقين. الاتهام الأكبر ويليام شكسبير الذي يعتبره الكثيرون أعظم كاتب في الأدب الإنجليزية، يمثل أشهر حالات السرقات الأدبية ، والبعض من يشكك في هوية ويليام شكسبير الحقيقية، هذا الجدال الدائر في الأوساط الأدبية منذ منتصف القرن التاسع عشر يفترض وجود شخص أخر غير شكسبير هو الكاتب الأصلي لهذه الأعمال المنسوبة إليه. ويُرجع أصحاب هذ النظرية السبب في ذلك إلى عدة أسباب منها أصول شكسبير المتواضعة وحياته المغمورة وعدم وجود أي أدلة على تلقيه تعليم أو خلفية ثقافية راقية، مما يتعارض من وجهة نظرهم مع سموه الشعري وسمعته كنابغة في الأدب العالمي، ويتساءلون من أين يملك هذه المعرفة الواسعة بالقصر الملكي، والتي تتضح في أعماله، إذا لم يكن نبيلاً أو شخصاً من داخل البلاط؟ ويفترضون أن "شكسبير" هو اسم مستعار استخدمه كاتب ارستقراطي بدلا من اسمه الحقيقي للحفاظ على مكانته الاجتماعية حيث كانت تحرم الكتابة الأدبية على ساكني القصور، وتبعاً لهذه الافتراضيات قد يتحول شكسبير لمجرد سراب. لا توجد أي أدلة قاطعة تؤكد هذه الافتراضيات والتي لم تظهر إلا بعد وفاة شكسبير بقرون، ورغم ذلك قدم أصحاب هذه النظريات أكثر من 80 مرشحاً كـ" بدائل لشكسبير" أو بالأحرى أصحاب الأعمال الحقيقيين، ولاقى هذا الجدال والذي أفرز بعض النظريات دعما من شخصيات شهيرة مثل هيلين كيلر، وسيغموند فرويد، وتشارلي تشابلن. مع ظهور كتاب "Shakespeare Identified" للكاتب J. Thomas Looney عام 1920 أصبح المرشح الرئيسي لكتابة أعمال شكسبير أو البديل الأكثر شهرة هو " إدوارد دى فير" النبيل الإنجليزي الذي يحمل لقب "إيرل السابع عشر لأوكسفورد" واشتهر كشاعر وكاتب مسرحي، وبات هناك "نظرية أوكسفورد" فيما يتعلق بأصالة شكسبير ككاتب. ويؤمن مؤيدو "أوكسفورد" أنه هو الكاتب الحقيقي لأعمال شكسبير لعدة أسباب منها أنه من أشهر الكتاب المجهولين في ذاك الوقت والذي اعتاد استخدام أسماء مستعارة بسبب انتمائه لعائلة نبيلة. كما عرف عنه صلته بمسرح لندن والكتاب المعاصرين والمجال الأدبي إلى جانب حياته في القصر الملكي وعلاقاته مع الملكة إليزابيث الأولى وتعليمه الملكي وسفره إلى عدة أماكن ذُكرت في مسرحيات شكسبير مثل فرنسا وإيطاليا. ويستند أيضا أصحاب هذه النظرية إلى أوجه الشبه بين سيرة "أكسفورد " الحقيقية والأحداث في مسرحيات شكسبير مثل مسرحية "هامليت "والتي قدمت الكاتب كشاعر أرستقراطي فريد من نوعه بتعليم كلاسيكي صاحب أسفار كثيرة مع اكتشاف العديد من المقاطع اللغوية لأكسفورد التي تظهر بوضوح في مسرحيات شكسبير، والتشابه بينهما في استخدام العبارت. فشل البحث الواسع في إثبات أن "أوكسفورد" أو أي شخص آخر هو الكاتب الأصلي لأعمال شكسبير، لكن في عام 1952 عاد الاهتمام بأكسفورد وظهرت نظرية "البرنس تيودور" والتي تفترض أن أكسفورد كان على علاقة حب مع الملكة وأنجب منها هنرى ريثيسلي، وتخليداً لذكرى هذه العلاقة العاطفية كتب أكسفورد مسرحياته والتي نسبت بعد ذلك لشكسبير بدلا منه لتستُر على علاقة الملكة بأكسفورد وابنهما غير الشرعي باعتبار ذلك سر من أسرار دولة إليزابيث ، وربما انتشرت هذه القصة من جديد في الألفية الثالثة بعد عرض فيلم "Anonymous، "، والذي يستند لنظريتي "البرنس تيودور" و"أكسفورد" وطبقا لأحداث الفيلم يوافق الكاتب الفذ " أكسفورد" على طلب الملكة إليزابيث بأن يبقى مجهولاً أو عدم الكشف عن هويته، كجزء من صفقة لإنقاذ ابنهما من حكم الإعدام باعتباره خائناً لدعم تمرد" Essex" ضد الملكة، ويظهر ويليام شكسبير كواجهة مسرحية هزلية . [vod_video id="po7qA96v4IcVIpYtJ8yZA" autoplay="1"] لم تحسم قضية شكسبير حتى الأن وأيضا مازالت بعض القضايا عالقة في العالم العربي، تواترت الأخبار في السنوات الأخيرة عن بعض السرقات الأدبية والتي سنعرضها مع توضيح رد أصحابها . المدونة http://khamseena.blogspot.com.eg/2014/06/10.html الفيل الأزرق و"التاتو" نشرت مدونة "خمسينة" في عام 2014 تدوينة عن رواية الكاتب أحمد مراد "الفيل الأزرق" التي تحولت إلى فيلم سنيمائي، وقالت المدونة إن "الكاتب سرق فيلم إنتاج 2007، ورواية "الفيل الأزرق" ما هي إلا فيلم "The Tattooist" [vod_video id="gZ1DP5pWaapQcR45QVfcnw" autoplay="1"] وتشرح المدونة التشابه بين الرواية والفيلم الأجنبي والذي يدور حول شاب يرسم الوشم ثم يحصل على مطرقة لصنع الأوشام، وبسبب هذه المطرقة يحضر له عفريت الوشم، وتضيف المدونة أن مراد قبض على فكرة عفريت الوشم وجعلها تيمة روايته، مع بعض التعديلات، فجعل العفريت عاشقاً يضاجع صاحبة الوشم الذي يخصه، وفندت التدوينة لجوء مراد لتقنيات الفيلم في روايته وكذلك اعتماد نفس الشخصيات مع تغيير النهايات. [vod_video id="HR5DE2c27NOJQyEZd4p2w" autoplay="1"] الأمر الذي نفاه أحمد مراد بشكل قاطع، و أصدر الكاتب بيانا يكذب فيه تلك الإشاعات بصفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، وأوضح أن الفكرة التي قامت عليها رواية "الفيل الأزرق" مستمدَة من كتاب "عجائب الآثار في التراجم والأخبار". الأسواني وزيدان ونيران "تونسية" الكاتب التونسي المقيم في القاهرة كمال العيادي، هاجم الأديبين يوسف زيدان "الحاصل على البوكر"، وعلاء الأسواني صاحب رواية "عمارة يعقوبيان"، متهماً إياهما بسرقة الروايتين. وقال "العيادي" في تصريحات وكتابات نشرت بعدة صحف عربية، إن ما وصفهما بالسرقتين يعتبر بحق فضيحة للثقافة العربية على المستوى القطري والعالمي، حيث يسوق العيادي المثال تلو المثال كي يؤكد عملية السطو التاريخية هذه. واتهم العيادي الأديب يوسف زيدان بسرقة "عزازيل" من رواية إنجليزية قديمة ومهملة لروائي إنجليزي كتبها عام 1853، وترجمها إلى العربية عزت زكي باسم "هابيشيا"، والتي تتكون شخصياتها الرئيسة من بطل الرواية، وهو راهب من وادي النطرون. وأضاف: "إن رائحة السرقة فاحت من العملين لحظة صدورهما، وكانت الثقافة العربية تهجس بكل هذا، لكن لم يستطع أحداً أن يجاهر بمثل هذه الكارثة الثقافية، لكنها ما من شك ستكون هذه الحالة علامة فارقة في الثقافة العربية، حيث سيتم التأريخ لعملين استحقا أفضل الجوائز العربية والعالمية، فضلاً عن الترجمات التي حصلت عليها هذه الأعمال".