إذا كنت تتأخر ثانية واحدة عن موعدك .. ستعاني في هذه الدولة
  • Posted on

إذا كنت تتأخر ثانية واحدة عن موعدك .. ستعاني في هذه الدولة

على الرغم من أن أغلب الصور النمطية عن عادات المدن والشعوب غالبا ما تكون خاطئة، لكن عندما يقول لك أحد أن الشعب السويسري يقدس احترام المواعيد ويكره المتأخرين فعليك أن تصدقه. فالشعب السويسري هو شعب غاية في الانضباط والنظام، بالإضافة إلى اهتمامه المزمن بالنظافة، كما أنه من الصعب أن يضيع وقته أو يتأخر على مواعيده، ولهذا فإذا كنت لا تعتني كثيرا بـ"موعدك" فعليك تجنب زيارة سويسرا وإلا ستتسبب في ثورة وغضب كل من تتعامل معه هناك. الالتزام بالمواعيد بالنسبة للسويسريين ليس فقط من باب الدقة فحسب، فهم يتعاملون مع الأمر على اعتباره مصدر اطمئنان وثقة عميقة، فهو لا ولن يثق فيك طالما لم تحترم مواعيدك، كما أنه من المستحيل أن يتقرب منك أو يبني معك صداقات، فالالتزام بالمواعيد يشعرهم بالسعادة والراحة النفسية. [foogallery id="288092"] وعلى الرغم من أن أغلب الدول الأوروبية تحترم المواعيد لكن لا يوجد دولة تلتزم به بقدر التزام سويسرا فإذا كنت في إيطاليا أو فرنسا مثلا ستجد مرونة أكبر في الوقت لكن إذا قال لك سويسري أنه سيلتقي بك في تمام 2 مساء فلن يأتي في 1:55 أو في 2:05 لكن سيأتي في 2:00. ويجد بعض الناس أن الالتزام الصارم بالمواعيد هو درب من دروب الملل كما وصفه الكاتب البريطاني "إيفلين ووف"، لكن إذا كنت ستقضي فترة طويلة في هذه البلد ستعتاد مع الوقت على احترام المواعيد. ويحترم هذا الشعب النظافة لدرجة مرعبة، فعلى عكس الكثير من الدول التي تعتبر شرب ماء الصنبور بمثابة انتحار، نجد أنه من الرقي في سويسرا أن تشرب من ماء الصنبور الذي يأتيك من ينابيع طبيعية، كما أن المراحيض العامة هناك أنضف من مراحيض المنازل. ولا أحد يعرف السبب الرئيسي وراء الاحترام الصارم للوقت والنظافة في سويسرا، لكن البعض يرجع الأمر إلى موقع سويسرا الجغرافي ومواسم الزراعة، فإذا لم تزرع محاصيلك في وقت محدد وتحصدها في وقت محدد ستعاني من المجاعة. وفي الوقت الذي أصبح الالتزام بالمواعيد فنا يتلاشى من دول كثيرة في العالم، بسبب تطور وسائل الاتصال والإنترنت التي جعلت الناس يميلون لإرسال الرسائل الإلكترونية وإجراء الاتصالات بدلا من الوصول في الموعد المحدد، نجد أن هذا لا يحدث في سويسرا فنادرا ما تجد أن سيارة أجره تصل في غير موعدها، فأسلوب الحياة هناك يجعل الجميع يحترم وقت الآخرين. لكن كما للأمر مميزات كثيرة فله عيوب أيضا، وخاصة المقيمين من جنسيات أخرى، الذين يشعرون وكأن أحدا يلاحقهم طوال الوقت لإنجاز المهام في أوقات محددة، فمثلا في بعض البنيات تحدد أوقات معينة لاستخدام غرف الغسيل فإذا تأخرت فلن تحصل على الخدمة، كذلك ستجد المقاهي والمطاعم مكتظة بالناس في تمام الرابعة ظهرا لأن جميعهم يأخذ ساعة الراحة من العمل في نفس الوقت. والالتزام الفائق بالمواعيد يجعلك تتوقع كل ما سيحدث وبالتالي عند حدوث أي خلل بسيط ستشعر بالضيق والغضب، وهذا بالفعل ما حدث عندما تظاهر السويسريون اعتراضا على تأخر مواعيد القطار 3 دقائق عن موعدها الرسمي. وتعتبر اليابان هي المنافس الشرس لسويسرا في دقة المواعيد حيث أن المعدل التأخير السنوي في اليابان هو 36 ثانية فقط، فيا ترى كم هو معدل التأخير السنوي في البلاد العربية؟