مقصورة السيارة المستقبلية.. غرفة معيشة مريحة
  • Posted on

مقصورة السيارة المستقبلية.. غرفة معيشة مريحة

انصبت أعمال التطوير في عالم السيارات في السابق على تطوير أنظمة الملاحة وأنظمة المساعدة على صف السيارة للانتظار، لكن مع اهتمام الشركات العالمية بمفهوم القيادة الآلية في السيارات ظهر جلياً أنّ الماركات العالمية تتجه وبقوة نحو تحويل مقصورة السيارة إلى غرف معيشة تبعث على الهدوء والراحة وتنطق بالأناقة والفخامة.وأوضح هان هيندريكس، الخبير بشركة يان فينغ المغذية لصناعة السيارات، أنّ المقصورة الداخلية للسيارة ستشهد تغييراً كبيراً في العقد أو العقدين القادمين، لم تشهد مثله على مدار المائة العام الماضية. وأضاف أنّ المحرك الرئيسيّ لهذا التوجه هو الاعتماد المتزايد على أنظمة القيادة الآلية في عالم السيارات. وأشار ألكسندر مالفال، مدير قسم التصميمات بشركة ستروين الفرنسية، إلى أنّ القيادة الآلية ستغير وجه عالم السيارات بالكامل؛ فالأمر لن يدور مستقبلاً حول معدلات الأداء، بل الاهتمام سينصب على توفير عوامل الراحة بمقصورة السيارة. راحة وفخامةولقد كانت الأجواء- بمعرض فرانكفورت الدوليّ للسيارات- مناسبة لتقديم بعض الرؤى المستقبلية؛ حيث كشفت شركة فاورسيا النقاب عن شاشة لمسية كبيرة، تظهر كأنها عمود يمتد من كونسول السيارة الأوسط. كما أنّ المواد المستخدمة في مقصورة القيادة الاختبارية، التي قدمتها الشركة الألمانية، تركت انطباعاً يبعث على الراحة والفخامة؛ حيث تمّ تصنيع المقابض بكسوة الأبواب من مادة مينا البورسلان، كما اشتملت قطع الديكور المصنوعة من مادة الألومنيوم بلوحة القيادة على مفاتيح القيادة المهمة.وأوضح أندرياس فالساك، نائب مدير قسم التصميم بشركة فاورسيا، أنّ قطع الديكور في مقصورة السيارة الداخلية في المستقبل لن تحمل فقط مهمة المنظر الجميل، بل ستتجاوز هذا الدور أيضاً بتقديم وظائف أخرى. ولإظهار الجوانب العملانية لهذا المنظور قدمت فاورسيا- في لوحة القيادة بالجيل الجديد من سيارة ألفا روميو Giulia بمعرض فرانكفورت- شاشة لمسية مركزية تظهر كسطح أسود لامع، وكأحد الزخارف الجميلة بمقصورة السيارة، وذلك بمجرد توقفها عن العمل.ولتغيير المفهوم السائد حول أنّ القشرة الخشبية هي أفخم التطعيمات، التي يمكن تقديمها بمقصورة السيارة، قامت شركة فاورسيا بتزيين لوحة القيادة بالسيارة الاختبارية بحجر الأردواز، وأشار فالساك إلى أنه يمكن أيضاً استخدام قشرة أحجار الجرانيت. قراءة الصحفوتساعد أنظمة القيادة الآلية في عالم السيارات في أنْ ينشغل الركاب ببعض الأمور الأخرى؛ وهنا يضرب هان هيندريكس مثالين بقوله: "عندئذ سيتمكن الراكب من إرسال بريد إلكترونيّ، أو حتى قراءة الصحف، بدلاً من الانشغال بمتابعة الحالة المرورية على الطريق". وقد أوضحت شركة يان فينغ هذا المفهوم من خلال سيارتها الاختبارية التي تحمل الاسم «Innovation Demonstrator 2016»، والتي قدمتها خلال المعرض.وقد تمّ تزويد هذه السيارة الاختبارية بكل التجهيزات الممكنة في الوقت الراهن، منها على سبيل المثال الشاشات اللمسية للتحكم بالوظائف المهمة، والتي تختفي وراءها فتحات التهوية، علاوة على أشرطة LED، التي تُضفي على المقصورة أجواء ساحرة. ويقدم الكونسول الأوسط مساحة تخزين غير مسبوقة، كما يمكن تعديل بعض الأدراج حسب الرغبة الشخصية عن طريق أبواب السحب. وفي الجزء السفليّ يوجد صندوق تبريد يمكن فتحه للأمام والخلف.ومن الأمور المثيرة للإعجاب- عند تشغيل نظام القيادة الآلية في السيارة عبر شاشة مركزية- أنّ المقود يبدأ في الرجوع إلى لوحة أجهزة القياس والبيان ببطء، ثم يرجع مقعد السائق للخلف بعض الشيء، ويميل وضع الجلوس بمقدار 18 درجة. وفي أعلى الكونسول الأوسط توجد منضدة قابلة للتحريك، والتي توفر مثلاً مكاناً مثالياً لوضع جهاز اللاب توب، وهو ما يساعد في إنجاز المهام اليومية داخل السيارة، مثل التعامل مع رسائل البريد الإلكترونيّ. مقعد لقياس الوظائف الحيويّكي يشعر السائق بالراحة أثناء تشغيل نظام القيادة الآلية، قدمت شركة فاورسيا مقعداً يمكنه قياس الوظائف الحيوية للركاب من خلال أنظمة استشعارية. واعتماداً على معدل نبضات القلب والتنفس يمكن للنظام أنّ يتعرف على الحالة الجسدية للسائق. وأوضح مدير قسم التسويق، غوفري دي غراند ماسيون، أنّ النظام يمكنه مثلاً تشغيل وظيفة التدليك بالمقعد بمجرد التعرف على أنّ السائق يعاني من الضغط والتوتر العصبيّ مع ضخ بعض الهواء البارد من المقعد.