ماذا تعرف عن معدن الموت الأزرق؟
  • Posted on

ماذا تعرف عن معدن الموت الأزرق؟

لاحظ علماء  الآثار اصطباغ جلد جثة رجل الثلج "أوتزي"، والتي عثر عليها في 19 سبتمبر 1991، باللون الأزرق، الأمر الذي جعلهم يعتقدون في البداية أنه ناتج عن كدمة، ولكن عند الفحص اتضح أن هذا اللون ليس جزءا من جلد المومياء ولكن تكونات بلورية غريبة "معدن الموت" تتخذ اللون الأزرق. ولم يكتشف هذه التكونات الزرقاء على جثة رجل الثلج فقط، حيث سبق ووجدها العلماء على رفات الجنود الأمريكيين الذين لقوا حتفهم في حادث تحطم طائرة فيتنام منذ أكثر من 25 عاما. [foogallery id="288775"] كل تلك الحوادث وغيرها دفعت العلماء لمزيد من البحث حول سر هذا المعدن "معدن الموت" والذي يدعى الفيفيانيت "vivianite"، حيث اعتقدوا أنه يؤخر تحلل البقايا البشرية ولا يظهر سوى في الجثث التي تدفن في ظروف خاصة. وأظهرت العديد من التقارير الحديثة في مجال علم الآثار أنه يلزم لتشكل هذا المعدن وجود تربة غنية بالمياه وتفتقر للأكسجين، توافر الفوسفات والذي يتواجد في البقايا البشرية، إضافة إلى توافر عنصر الحديد في التربة. وتلعب البكتيريا دورا هاما في توفير المواد الأولية لتكوين الفيفيانيت، حيث تقوم بحل الحديد من التربة والفوسفات من الجسم، وتوجيه نمو البلورات الزرقاء، كما أن هناك نوع آخر من البكتيريا يمنع تكون هذا المعدن، الذي يكون عديم اللون في المرحلة الأولى لتكونه، ثم يبدأ بالتفاعل مع الأكسجين فيصبح لونه أزرق، ويظهر ككسرات خبز على سطح الجلد والعظام البشرية، أو كإبر بلورية داخل المراكز اللبنية للأسنان. ويعد هذا المعدن من معادن الفوسفات النادرة، واكتشفه عالم المعادن "جيه جي فيفيان"، في منجم القصدير "ويل جاين" بإنكلترا عام 1817م، ويعتقد البعض أن لها خصائص علاجية، وتسهم في زيادة التطور الروحي، حيث يحث على الهدوء ويخفف من التوتر والانفعالات السلبية. ولمعدن الفيفيانيت أهمية أثرية كما يستخدم في مجال البحث والطب الشرعي، حيث يعرقل جهود علماء الآثار في دراسة البقايا البشرية، المعتمدة على DNA، ويعرقل معرفة المزيد عن أصولها وخصائصها الجينية، كما يعرقل البحوث في مجال الطب الشرعي حيث أن أثره يعادل أثر الأشعة فوق البنفسجية في تدمير الـDNA، ما يقف حائلا أمام التعرف على هوية الجثة.