رفضته المدارس .. حكاية شاب هزم الإعاقة بحبه للعلم والعمل
  • Posted on

رفضته المدارس .. حكاية شاب هزم الإعاقة بحبه للعلم والعمل

ولد كأي طفل طبيعي، ينمو يوما بعد يوم وسط فرحة أسرته به، إلى أن بدأ في خطو أولى خطواته، تلك اللحظة التي يتمنى أي أب وأم رؤيته فيها، فبدأ يسير على قدميه ويلعب ويتحرك أمام أنظارهما، لكن تلك الفرحة لم تستمر سوى عامين فقط، لتأتي الغرغرينا وتقضي عليها. «زايد بن غالب الصندلي السبيعي»، شاب سعودي، يبلغ من العمر 26 عاما، يحمل درجة البكالوريوس في تخصص علم النفس من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، تمكن بفضل إصراره وعزيمته أن يثبت لنا أنه من الكفاح يولد النجاح. ولد الشاب السعودي في مدينة الرياض، كطفل طبيعي، إلى أن ابتلاه القدر بمرض الغرغرينا، الذي تسبب في بتر إحدى قدميه الأمر الذي أحزن قلب عائلته، التي تفاجأت عقب 14 يوما بالأطباء يبترون القدم الآخرى. ظل الطفل الصغير لمدة عام طريح الفراش عاجزًا عن الحركة، لعدم قدرته على استخدام العكازين نظرًا لصغر سنه، إلى أن تمكن وهو في عمر الرابعة من السير عليهما، الأمر الذي أعاد الأمل إلى والديه مرة أخرى برؤيته يتحرك أمامهما من جديد. حان وقت التحاق الطفل بالمدرسة إلا أن معظم مدارس المملكة رفضت قبوله بها بسبب إعاقته، الأمر ما دفع والده لتقديم خطاب إلى الملك عبدالله بن عبد العزيز، الذي كان رئيسا للحرس الوطني آنذاك. وافق الملك الراحل على قبول الطفل بإحدى مدارس الحرس الوطني، الأمر الذي زاد من ثقته بنفسه، نظرا لأنه الوحيد الذي يتلقى تعليمه وسط طلاب أصحاء، مما حفزه على التفوق، ليؤكد أن الإعاقة ليست في الجسد إنما إعاقة الجهل. بالرغم من عجز الطفل إلا أنه لم يكن عائقا أبدا أمام تفوقه، حيث كان من أبرز المتفوقين، ويلقى الإشادة من معلميه. اختبر القدر الطفل مرة ثانية، عندما زاد الألم عليه وهو في الصف الثالث الابتدائي، فاضطر إلى ترك التعليم لتنويمه في مستشفى الملك فهد بالحرس الوطني لمدة ثلاثة أشهر، ليعود ويكمل تعليمه بعد ذلك. لم تكن آلام المرض هي الآلام الوحيدة في حياة الطفل، حيث زاد وفاة والدته التي كانت تسهر على راحته من آلامه، لتنقلب حياته بوفاتها رأسا على عقب، ليضطر والده لنقله إلى مركز العويلة الواقع غرب محافظة رنية، لإكمال دراسته الثانوية. وروى السبيعي لصحيفة «سبق»، ما حدث معه أثناء فترة دراسته بهذا المركز، تلك الفترة التي وصفها بالأصعب التي لن ينساها مهما حدث له، حيث قال إنه كان يعيش في منطقة معدومة الخدمات، فكانت طرقها وعرة ومليئة بالحجارة، لا تتناسب مع ظروفه الصحية، إلا أنه كان يتحدى ذلك من أجل الوصول إلى مقاعد الدراسة وأضاف أنه استمر في تحدي تلك الظروف القاصية حتى تمكن من التخرج من المرحلة الثانوية محققا درجة الامتياز، ليعود بعد ذلك إلى مدينته الرياض، ليلتحق بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. اختبر القدر الشاب للمرة الثالثة، عندما تعرض لحادث مروري تسبب في لزومه فراش المرض من جديد، ليصدمه الطبيب بإخباره أنه لن يتمكن من الحركة لمدة 3 أشهر، الأمر الذي جعله يشعر أن أحلامه قد هدمت، فماذا سيفعل بدراسته؟، لكن الحظ سانده هذه المرة حيث وافق عميد كليته على تأجيل السنة الدراسية له. لم تزد تلك الظروف الصعبة، الشاب سوى إصرارًا وعزيمة، فأخذ يدرب نفسه على استخدام الأطراف الصناعية، ليتمكن من الاعتماد عليها بالفعل، مما كان له أثرًا كبيرًا على نفسيته وصحته. عاد «السبيعي» إلى الدراسة مرة أخرى، وأنهى سنته التحضيرية، وتخصص في علم النفس، لكنه طمح بالتخصص في التربية الخاصة حتى يخدم هذه الفئة، فذهب إلى رئيس قسمه يعبر له عن رغبته في تغيير تخصصه، إلا أنه نجح في إقناعه بالاستمرار في دراسته، مؤكدا له أنه سيكون شخصا مؤثرا في المستقبل. قرر الأب الاستمرار في دراسة علم النفس، لينهي دراسته بتفوق، ويصبح أخصائيا نفسيا ومدربا معتمدا من وزارة التعليم، وأكاديمية أكسفورد البريطانية للتدريب والاستشارات. وأوضح السبيعي أنه لم تعرض عليه فرص وظيفية سوى مرة واحدة في حياته أثناء دراسته، حيث عمل موظف استقبال في إحدى الشركات لمدة 6 أشهر، لكن المضايقات التي تعرض لها أجبرته على ترك العمل حينها، موضحا أنه لم يتلق فرصا وظيفية عقب تخرجه لكنه سيستمر في البحث عن الوظيفة التي يخدم بها وطنه ويكون نفسه ويتزوج من خلالها. . . قد يعجبك أيضا مشاهدة شاب هندي يتمتع بقدرات خارقة ينوي دخول غينيس [vod_video id="4oHCmyGgjYvtssZ3KEDwQ" autoplay="1"]