إذا كان الغذاء الصحي والمتوزان " المثالي " من الأمور الهامة والضرورية للأطفال فى رمضان ، خاصةً حديثي العهد بالصيام ، فإن أهميته تزداد لدى الأطفال من ممارسي النشاط الرياضي من أجل منحهم الطاقة اللازمة التي تحافظ على نشاطهم وأدائهم الرياضي خلال الشهر الكريم. وفي هذا السياق يقول الدكتور محمد صبري أستاذ تغذية علوم الأطعمة بجامعة حلوان :إن النظام الغذائي والوجبات التي يجب أن تُقدّم للطفل الرياضي في رمضان لابد أن تكون مختلفة إلى حد ما عن وجبات الطفل العادي الذي لا يبذل نفس الجهد، وأن الأطعمة التي تحتوي على سعرات حرارية بشكل متوازن أهم ما يجب تزويده بها ، من أجل إمداد جسمه بالطاقة اللازمة. وأوضح أن كمية السعرات الحرارية المطلوبة تختلف من طفل لآخر ، حسب نوع الرياضة التي يمارسها وكذلك المدة التي يمارسها، وأنه إذا كان الطفل يمارس الرياضة بمعدل ساعة في اليوم، يجب زيادة 200 أو 300 سعرة حرارية إلى غذائه لتأمين المزيد من الطاقة لجسمه، وأن تكون هذه السعرات من مصادر صحية مثل الحبوب كالحمص والعدس والتمر والفاكهة المجففة والمكسرات ، إلى جانب الخضروات خاصة ذات مضادات الأكسدة العالية ، وذلك من خلال تناوله لطبق سلطة يضم أنواعاً متعددة من الخضار ،أهمها الطماطم والجزر والبروكلي . وأكد على أهمية تناول الحليب كوجبة رئيسية في الإفطار والسحور ، نظراً لحاجة الطفل للكالسيوم. وأشار أستاذ التغذية إلى أنه من الأفضل للأطفال الرياضيين ممارسة الرياضة بعد تناول وجبة الإفطار بساعة حتى يكون الجسم قد عاد لحالته الطبيعية بعد صيام دام أكثر من 16 ساعة ، لافتاً إلى أنه أثناء ممارسته للرياضة من الممكن أن يتناول بعض العناصر المغذية ، كملعقة من عسل النحل قبل البدء في التمرينات باعتباره نوعٌ من السكريات الأحادية التي تمد الجسم بالطاقة في مدة لا تزيد عن 10 دقائق، ما يساعد على اليقظة والنشاط البدني.وينصح أيضاً بالإكثار من شرب كميات كافية من المياه ، بمعدل كوب كل نصف ساعة أثناء ممارسة التمارين الرياضية وكذلك بعدها ،لأن الطفل الرياضي يخسر نسبة عالية من السوائل ،لا بد من تعويضها بشرب الماء قبل ممارسة الرياضة وبعدها وطوال النهار ، كما يمكن تناول سوائل إضافية مثل العصائر الطبيعية ، والحرص على الانتظام في النوم ، وتجنّب السهر حتى يحافظ جسم الطفل على نشاطه وطاقته اللازمة لممارسة الرياضة.