ماذا تعرف عن مبطلات الحج ؟
  • Posted on

ماذا تعرف عن مبطلات الحج ؟

ينتظر المسلمون مهما اختلفت طوائفهم موسم الحج من العام للعام، ويتوقون شوقاً إلى زيارة بيت الله الحرام لأداء فريضة الجهاد العظيم، ومن يكتب الله له أن يؤدي هذه الفريضة تغمره السعادة ويشعر برضا الله عنه فيذهب منشغلاً بطاعة الله ولا شيء سواه. وربما لا تأتي فرصة أداء فريضة الحج للمسلم إلا مرة واحدة في العمر، ولهذا يدقق كل الحجاج في شروط وأركان الحج حتى يرجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه، اقتداءً بقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، كما ورد في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنهما أنه قال: "سمعت رسول الله يقول: من حج، فلم يرفث ولم يفسق، رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه". ولهذا يجب على المسلم أن يعلم مبطلات الحج التي يجب أن يتجنبها ويبتعد عنها والتي من الممكن أن تكون سبباً في بطلان حجه. 1- ترك الوقوف بعرفة "الحج عرفة"، هكذا علمنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، وبهذا يُعد الوقوف بعرفة هو الركن الأعظم الذي اختزل فريضة الحج، وهذا يعني أنه لا بد في الحج من الوقوف بعرفة، فمن لم يقف بعرفة فقد فاته الحج، وليس معناه أن من وقف بعرفة لم يبق عليه شيء من أعمال الحج، لأن الحاج لابد أن يقف بعرفة ويُتم ما بقي عليه من أعمال الحج كالمبيت بمزدلفة، وطواف الإفاضة، والسعي بين الصفا والمروة، ورمي الجمار، والمبيت في منى. 2- النية في وقت الإحرام "إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى"، هكذا يحاسب المرء على نيته خيراً كانت أم شر كما علمنا المصطفى صلى الله عليه وسلم، والأمر ينطبق على فريضة الحج فمن ترك الإحرام بالحج لم يصح حجه ولا عمرته، لأنه بهذا غفل أن يعقد النسك الأساسي للحج، لأنها نية الدخول في النسك، وهو ركن أساسي من أركان الحج، وبالتالي فإن الحج لا يصح بدون إحرام، وهذه النية محلها القلب فلا يشترط التلفظ بها. 3- جماع الرجل لزوجته يعتبر الحج هو الجهاد الأكبر للنفس ولشهوات وملذات الدنيا، وعلى هذا فإن لقاء الزوج بزوجته من مفسدات الحج، وهذا ما أكد عليه المولى عز وجل في قوله تعالى: "الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ" {البقرة:197}، والرفث المنهي عنه هو الجماع، ولكن يحرم على الرجل أن يجامع زوجته، إذا أحرما بالحج ولكن إن جامعها قبل الإهلال بالعمرة، أو بعد الفراغ من تأديتها، فلا شيء عليه ولا عليها، لأن المحذور هو الجماع بعد الإحرام بالنسك. 4- الشرك بالله أو الردة يبطل إسلام المرتد أو المشرك وبالتالي تبطل كل أعماله، فإذا اتجه المرتد أو المشرك لأداء فريضة الحج قبل أن يتوب إلى الله توبة نصوحا، ويرجع إلى دينه فإن حجه باطل، وبالتالي فلا يجوز أن يسافر إلى مكة قبل أن يعلن إسلامه مرة أخرى.