صورة نادرة تحكي قصة لقاء كوكب الشرق وجارة القمر
  • Posted on

صورة نادرة تحكي قصة لقاء كوكب الشرق وجارة القمر

قد يقول البعض إن أذواق الناس تغيرت، وإن حضور الطرب الأصيل ضاع في زحمة النجوم والمغنين الجدد، فكثيرة هي الأعمال الركيكة وقليلة هي الأصوات النفيسة.لكن صورة بسيطة قد تعيد لأذهاننا مئات الأغاني والمقاطع التي ترتبط لدينا بذكريات كثيرة، مع موسيقى بعيدة كل البعد عن فوضى التطور والتجمل والتصنع التي نعيشها اليوم، وهكذا هو الحال مع هذه الصورة النادرة التي جمعت سيدة الصباح الرائعة فيروز أمد الله بعمرها وأعطاها الصحة، وكوكب الشرق الساحر أم كلثوم رحمها الله، واللتين تشكلان معلماً ونقطة تحول في الفن العربي الأصيل.أما عن قصة هذه الصورة التي تعود لما يقارب الخمسين عاماً مضت، وتحديداً عام 1966 عندما زارت السيدة فيروز مصر لتحيي بها إحدى الحفلات، وكانت وقتها تقيم بالغرفة رقم 634 في الطابق السادس بفندق النيل هيلتون، ويقال إن السيدة أم كلثوم رحمها الله علمت بوجودها فذهبت إليها مرحبة لتلتقي القيثارتان في بهو الفندق ويجمعهما عناق الأحبة وكلام الغزل، وأعلنت فيروز حينها عن إعجابها بقصائد سيدة الغناء العربي، وبالأخص قصيدة الأطلال للشاعر الراحل إبراهيم ناجي، وفي المقابل كشفت أم كلثوم عن سماعها لأغاني فيروز في أوقات كثيرة أثناء هدوء الليل وبأنها تتفاءل بأغنية "أسهار.. أسهار"!وعلى هامش إحدى الحفلات حينها اجتمعت السيدتان لتكون لهما هذه الصورة، وكما يبدو بعد البحث والتقصي عن الصورة فإن زوج الفنانة فيروز الموسيقار الراحل عاصي الرحباني كان حاضراً في هذا الحدث، حيث إن هناك صورة أخرى لفيروز وأم كلثوم يقف فيها الحلاني إلى يسار كوكب الشرق المصرية، لكن الصورة المتداولة بشكل عام هي لفيروز مع أم كلثوم فقط.وفي الحدث ذاته التقت أم كلثوم رحمها الله يومها بالراحل فريد الأطرش، حيث جمعتهما صورة أخرى، وهي من الصور القليلة لهما معاً.السيدتان اللتان تجمعهما صور قديمة عدة في محافل مختلفة بعضها عام وأخرى خاص، تشاركتا هذه الصورة النادرة التي جمعت قطبين حقيقيين لصوتين لن تنساهما الأجيال العربية مهما مر الزمن، ولن تتحول أعمالهما لغبار تنثره رياح الزمن، فعلى الرغم من تقلب الأذواق وتغير الموجات، فإن أحداً لن يجرؤ في أي ظرف من الظروف على أن يهمش أصالة وروعة هذا الزمن الجميل الذي لن يتكرر بسهولة.