عانية الزواج.. عادة اجتماعية متأصلة في المجتمع السعودي
  • Posted on

عانية الزواج.. عادة اجتماعية متأصلة في المجتمع السعودي

تعد عانية الزواج من العادات الاجتماعية المتأصلة في المجتمع السعودي. وهي عبارة عن مساعدة الأقارب والأصدقاء للأشخاص المقبلين على الزواج. والعانية نشأت قديماً، واستمرت إلى وقتنا الحاضر في بعض المناطق من المملكة، وتعبر أكثر ما تعبر عنه هذه العادة، عن التضامن والتكافل داخل المملكة وبين المواطنين والأقارب والأصدقاء. وأشمل تعريف لها، هو ما يُدفع لمن يريد الزواج من أفراد أي قبيلة، كمساعدة له على إتمام زواجه، وتكون على شكل مال أو مدفوعات عينية مثل "الغنم، الأبل، الأثاث". وعانية الزواج في السابق، كانت بسيطة وغير مكلفة، وتأتي من بساطة الحياة، وتختلف من منطقة إلى أخرى من حيث تقديم العانية وطريقتها. ولأن عانية الزواج، هي إحدى العادات الراسخة في المجتمع السعودي، ولم تندثر إلى وقتنا الحالي، فهي تختلف في كيفية تقديمها وكميتها أيضاً من شخص إلى آخر. فالبعض يفضل أن يقدّمها قبل حفل الزفاف، عن طريق تجهيز أثاث غرفة العريس، بينما يميل آخرون إلى تقديمها بعد حفل الزفاف، وتكون مادية هنا، مثل مساعدة العريس في تكاليف الضيافة للمدعويين، وذلك لأن حاجة العريس، تكون للمادة لتيسير أمور حياته المقبلة. أما في وقتنا الحالي ومع تطور الحياة، أصبحت "العانية" عند البعض، بأن يتكفل معظم الأصدقاء بصديقهم العريس، إذا كان قريباً منهم، عن طريق جمع تكاليف شهر العسل. ولا بد من الإشارة إلى أن أن العانية، ليست محصورة على منطقة معينة، وتكثر بين أفراد وأبناء القبائل كنوع من المساعدة، على سبيل المثال لا الحصر، في منطقة الجنوب، وتختلف فيها عن المناطق الأخرى. إذ يأتي شيخ القبيلة ومعه عدد من أفراد قبيلته عند موقع الزفاف، ومعه مبلغ تم جمعه من أبناء القبيلة. حيث لا يقل المبلغ في أغلب الأحيان عن 50 ألف ريال، حيث يتم وضعها في ظرف ويكون تقديم هذا المبلغ للعريس باسمه ونيابة عن أفراد القبيلة. أما في المنطقة الوسطى، وخصوصاً مدينة بريدة في القصيم، تكون قاعة الزفاف على حساب أهل العروسة، كنوع من المساعدة وتشجيع الشباب للزواج ومساعدتهم.  وهذا العطاء، يُبرِز مدى التعاضد والمحبة بين أبناء المنطقة. إن عادة تقديم المساعدة المالية حقيقة في المجتمع السعودي، ولا يعتبر تقديمها تفضيل، ولكنّها واجب اجتماعي بين الأقارب والأصدقاء والزملاء، من باب حث الشباب على الزواج، وعدم تحمّلهم للديون أو القروض لإقامة حفل الزفاف. في الختام، لا بد من القول، بأن العانية، نشأت قديماً وما زالت موجودة ومستمرة، ويجب أن يعرف الجيل القادم، مثل تلك العادات الجميلة، التي تعبر عن تلاحم وصلة أبناء الشعب السعودي.     جولة بين معالم منطقة الحجاز والتعرف على عادات الطعام وأشهر الأطباق [vod_video id="4xj2PDYD9e7mfLYPu5vPMg" autoplay="1"]